في حال فشل مسار التسوية السلمية بقيادة الأمم المتحدة

القيادة الصحراوية تلوح بإمكانية مراجعة استراتيجيتها

القيادة الصحراوية تلوح بإمكانية مراجعة استراتيجيتها
  • القراءات: 647

وأضاف أن تأكد الطرف المغربي من تمسك الصحراويين بدولتهم ونضالهم "هو الذي يجعله متخوفا من قبول تنظيم استفتاء تقرير المصير على مرأى ومسمع من العالم". واعتبر الوزير الاول الصحراوي أن المغرب "يفضح نفسه أمام العالم من خلال حصاره السياسي والإعلامي على الأراضي المحتلة بما يدحض كل الادعاءات المغربية المتعلقة بالتنمية وحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية التي يحتلها". 

وهو ما جعله يؤكد أن "السياسة المغربية هي سياسة مقبلة على الزوال لأنها مرفوضة دوليا وأخلاقيا وقال إن "الصحراويين أكثر إصرارا وعزما اليوم للحصول على استقلالهم وأن هذا الشعب "لا يمكن أن يبقى مكتوف الأيدي في انتظار مواعيد مؤجلة يوما بعد آخر". وكانت القيادة الصحراوية أكدت بأنها ستراجع استراتجيتها في حال فشل مسار التسوية السلمية التي تقوده منظمة الأمم المتحدة منذ سنوات على الأمل التوصل إلى حل عادل ودائم لاحتواء النزاع في الصحراء الغربية يضمن لشعب هذا الإقليم المحتل حقه في تقرير المصير.

وجاء تحذير القيادة الصحراوية بمناسبة الزيارة الجديدة التي يقوم بها كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام الاممي إلى الصحراء الغربية إلى المنطقة المغاربية وأكد بشأنها محمد البخاري ممثل جبهة البوليزاريو في الأمم المتحدة أن الجانب الصحراوي بقدر ما هو متفائل بهذه الجولة الجديدة لروس فانه يبقى حذرا أمام التعنت المغربي الرافض لحق تقرير المصير. وأضاف أن الطرف الصحراوي "يشاطر التقييم الذي أبداه بان كي مون مؤخرا"، مشددا على أن "ما يسمى بالحكم الذاتي الذي يروج له المغرب يبقى محاولة فاشلة ضد الشرعية الدولية والمفهوم الدولي للحق في تقرير المصير". وأكد أن الجانب الصحراوي ينتظر "هذا التقرير الذي سيقدم في ختام هذه الجولة قبل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المنطقة"، معتبرا أن تقرير الأمين العام الأممي المنتظر شهر أفريل المقبل "سيكون جوهريا" في مستقبل القضية الصحراوية.

والإشارة كانت واضحة إلى أن الكرة في مرمى المغرب الذي يرفض الانصياع للشرعية الدولية من خلال إصراره على أطروحاته الواهية في "مغربية" الصحراء الغربية ومحاولة إيهام العالم اجمع بتلك المغالطات. وهو ما جعل محمد بخاري يؤكد أن الشعب الصحراوي مستعد لأية خيارات قد تفرض عليه" في حال فشل مسار التسوية السلمية لقضيته وأنه في حال "إصرار المغرب على غلق كل الأبواب أمام الحل السلمي فإن القيادة الصحراوية ستراجع رؤيتها الإستراتيجية" من أجل بلوغ هدفها المتمثل في الحصول على الاستقلال.

لكن المسؤول الصحراوي الذي أعرب مجددا عن استعداد الصحراويين الدخول في المفاوضات التي تدعو إليها الأمم المتحدة انطلاقا من تمسكهم بالحل السلمي لقضيتهم، أكد أن "العائق الأكبر" بالنسبة لإعادة بعث المفاوضات حول هذا النزاع يبقى "تعنت الطرف المغربي الذي رفض بشكل مطلق فكرة التفاوض في الفترة الأخيرة" في انتظار ما ستسفر عليه هذه الجولة التي يقوم بها روس. وهو ما جعله يطالب "المسؤولين المغاربة بالتراجع عن الأفكار التوسعية التي لا مكان لها في هذا القرن وقبول العيش في إطار احترام الجار وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية". 

وفي سياق الانتهاكات المغربية المستمرة ضد المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة أكد بخاري على وجود محاولات لإيجاد آلية أخرى لمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من خلال زيارات دورية لممثلي مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف. لكنه أشار الى انه لا يمكن أن تكون هذه الآلية كفيلة بمراقبة الوضع الحقوقي المتفاقم في الأراضي المحتلة التي يتطلب مراقبة يومية وصلاحيات موسعة لا يمكن أن تضمنها إلا "المينورسو" باعتباراتها بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية وتتوفر على الإمكانيات والقدرات الكفيلة بأداء هذه المهمة. وختم المبعوث الاممي إلى الصحراء الغربية زيارته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين التي دامت يومين ومن المقرران يتوجه الى موريتانيا بعدما كان زار الجزائر بصفتهما بلدين ملاحظين واكتفى بزيارة العاصمة المغربية دون المدن المحتلة. 

روس يلتقى الرئيس الصحراوي

التقى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، أمس السبت بالرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز في إطار زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، الرامية إلى بعث مسار التسوية السلمية لقضية الصحراء الغربية. وتم اللقاء بمقر رئاسة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في مخيم ولاية الشهيد الحافظ، بحضور مسؤولين في الحكومة الصحراوية وذلك بعد لقاء مماثل للسيد روس أمس الجمعة مع الوفد الصحراوي المفاوض في إطار زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين التي تدوم يومين. 

وتعد زيارة المبعوث الأممي لمخيمات اللاجئين الصحراويين، ثالث محطة له في إطار الجولة التي يجريها بالمنطقة من أجل بعث مسار المفاوضات بين طرفي النزاع حول الصحراء الغربية (المغرب وجبهة البوليساريو).  وسيتجه السيد روس إلى أوروبا خلال الأيام المقبلة من أجل التنسيق بشأن برنامج للتعاون بين طرفي النزاع في القضية الصحراوية، طبقا للوائح مجلس الأمن الدولي من أجل حل "عادل ونهائي" للنزاع يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. 

ويرتقب أن يقدم السيد روس، بعد هذه الجولة، تقريرا لمجلس الأمن الدولي في أبريل 2016، يوضح من خلاله تصوره لحل النزاع في الصحراء الغربية.  كما يسعى المبعوث الأممي من خلال جولته هذه إلى تحديد مواقف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون خلال الزيارة التي يعتزم القيام بها إلى المنطقة مطلع السنة المقبلة وذلك بعد التقرير الذي سيوافيه به مبعوثه الخاص شهر ديسمبر المقبل على ضوء مباحثاته مع طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) والدول الملاحظة (الجزائر وموريتانيا). 

ويراهن بان كي مون على جعل سنة 2015 "منعطفا" في مسار حل القضية الصحراوية، حسبما تعهد به في تقريره لشهر أبريل 2014، وذلك بالحصول على التزام حقيقي من طرفي النزاع بالشروع في مفاوضات "جادة وبدون شروط مسبقة" تؤسس لفصل جديد من مسار تصفية الإستعمار بعد أكثر من أربع سنوات من آخر مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو والتي تعود إلى شهر مارس 2012 بمانهاست بالولايات المتحدة الأمريكية.  وكان السيد روس قد قام بزيارتين مماثلتين إلى المنطقة شهري مارس وسبتمبر الفارطين وذلك بعد استئناف مهامه الأممية في فبراير الماضي.  ويتولى الدبلوماسي الأمريكي، كريستوفر روس منذ بداية 2009 مهمة المبعوث الخاص للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة للصحراء الغربية.