في أول انتصار ميداني تحققه على الحوثيين

القوات اليمنية تستعيد السيطرة على مدينة الضالع

القوات اليمنية تستعيد السيطرة على مدينة الضالع
  • القراءات: 540
م. مرشدي م. مرشدي
حقق أنصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، نصرا ميدانيا هو الأول من نوعه بعد عدة انتكاسات عسكرية  باستعادة سيطرتهم على مدينة الضالع وطرد الحوثيين منها، ثلاثة أشهر منذ أن استولى عليها هؤلاء في سياق هجماتهم على محافظات جنوب هذا البلد الممزق بحرب أهلية. وتمكنت القوات الحكومية من استعادة سيطرتها على هذه المدينة الإستراتيجية على طريق العاصمة صنعاء، بعد شنها لأكبر هجوم عسكري في نفس الوقت الذي كان فيه الطيران الحربي التابع لدول التحالف العربي ضد الحوثيين بقيادة العربية السعودية، يضمن لهم التغطية الجوية بتكثيف قنبلته لمواقع مقاتلي حركة أنصار الله الشيعية. وتسعى القوات الحكومية ودول التحالف العربي الذي يقوم بشن عمليات قصف جوي منذ نهاية شهر مارس، على مواقع هذه الحركة في محاولة لإرغام مقاتليها على العودة من حيث أتوا بمحافظة صعدة في أقصى شمال البلاد، وفسح المجال لعودة الشرعية الدستورية إلى العاصمة صنعاء.

وأكد مصدر عسكري يمني أن المدينة سقطت كليا تحت سيطرة لجان المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني، التي استولت على القواعد العسكرية والمواقع الإستراتيجية التي وقعت بين أيدي الحوثيين. وكان تمكن لجان المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني، من بسط سيطرتها على قاعدة المدرعات التابعة للفرقة الـ33 بهذه المدينة، والتي سبق أن انشقت عن الجيش النظامي اليمني وانضمت إلى جانب المتمردين بمثابة المنعرج في المعارك التي شهدتها مدينة الضالع وسمحت في النهاية بدحر الحوثيين منها. وأعطى هذا الانتصار الذي حققته لجان المقاومة الشعبية  الداعمة للرئيس منصور هادي، نفسا جديدا للقوات النظامية التي تخوض أعنف المعارك ضد الحوثيين لاستعادة مدينة عدن ثاني أكبر مدن جنوب البلاد التي سقطت هي الأخرى الشهر الماضي، بين أيدي الحوثيين وأرغمت الرئيس اليمني الذي فر إليها بعد سقوط العاصمة صنعاء إلى مغادرتها واللجوء إلى العربية السعودية. وجاءت هذه التطورات لتزيد من مخاوف الأمم المتحدة التي تقوم بوساطة دولية لإنهاء هذه الأزمة اليمنية من مخاطر وقوع كارثة إنسانية جراء حرب أهلية في هذا البلد، خلّفت منذ شهر مارس الماضي، أكثر من ألفي قتيل وآلاف المصابين وأكثر من نصف مليون أجبروا على مغادرة منازلهم هربا من الاقتتال الدائر بين الفرقاء المتحاربين.

ودقت منظمة "اوكسفام" البريطانية أمس، ناقوس الخطر من كارثة إنسانية وشيكة بعد أن وجد قرابة 16 مليون يمني محرومين من الماء الصالح للشرب، وهو ما يمثل ثلثي عدد سكان هذا البلد.وأكدت "اوكسفام" في تقرير أعدته حول الوضعية الإنسانية في اليمن، أن الغارات الجوية التي يشنّها طيران التحالف العربي بقيادة العربية السعودية ضد الحوثيين، أن 16 مليون يمني أصبحوا في حاجة ماسة للماء الصالح للشرب بعد نفاد مخزون الوقود الكافي لتطهير المياه. وتهدد هذه الوضعية من خطر انتشار الأمراض المتنقلة عبر المياه مثل التيفوئيد والكوليرا وخاصة مع حلول فصل الحر، الذي يعرف منحنى تصاعديا لمثل هذه الأمراض وقابله عجز كبير في العناية الطبية بسبب نقص الأدوية وهياكل الاستقبال التي دكت تحت القصف الجوي العربي.