في تطورات مفاجئة بإقليم كردستان

القوات العراقية تستعيد مواقع استراتيجية في مدينة كركوك

القوات العراقية تستعيد مواقع استراتيجية في مدينة كركوك
  • القراءات: 874
م. مرشدي م. مرشدي

تمكنت القوات العراقية ساعات بعد بدء عملياتها العسكرية ضد قوات البشمركة الكردية في إقليم كردستان، من بسط سيطرتها على مقر الحكومة في مدينة كركوك؛ حيث نُزع العلم الكردي ورُفعت الراية الوطنية العراقية بدلا عنه. وشكلت هذه التطورات نقلة نوعية في الطريقة التي تريد السلطات المركزية العراقية التعامل، وفقها، مع سلطات هذا الإقليم، خاصة منذ إعلان الاستقلال نهاية شهر سبتمبر الماضي.

نفّذت السلطات العراقية، فجر أمس، وعيدها باستعادة السيادة على محافظة كركوك الاستراتيجية في إقليم كردستان، بعد أن أعطت أوامرها لوحداتها العسكرية بشن هجومات واسعة النطاق ضد قوات البشمركة؛ حيث تمكنت على إثرها من استعادة قاعدة عسكرية ومطار المدينة وحقل نفطي استراتيجي.

وتمكنت القوات الخاصة العراقية من استعادة هذه المواقع الهامة بدون عناء يُذكر بعد انسحاب القوات الكردية مباشرة إثر انقضاء المهلة التي منحتها السلطات العراقية في بغداد لحكومة إقليم كردستان الانفصالية فجر أمس،  بالتراجع عن فكرة الاستقلال وفشل المفاوضات التي أجراها الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرازاني، لحثه على التراجع عن خطوته الانفصالية.

وأكد لجوء السلطات العراقية إلى خيار القوة أن بغداد لا تريد التساهل هذه المرة مع الحكومة الكردية، ليس فقط بخصوص مسألة الاستقلال ومخاطره على الوحدة الترابية العراقية، ولكن رغبة منها في استعادة المناطق الاستراتيجية التي احتلتها قوات هذا الإقليم منذ سنة 2014، مستغلة انشغال الجيش العراقي بحربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، والفراغ الأمني الذي تركه ذلك في محافظات إقليم كردستان.

ويتأكد في ظل هذا الإصرار أن العملية العسكرية مرشحة لأن تطول لعدة أسابيع أخرى مادامت القوات الفيدرالية العراقية لم تستعد خمسة حقول نفطية كبرى في هذه المحافظة، التي كانت خزان العراق الشمالي من مادة النفط والغاز قبل سقوط نظامه السابق.   وعرف الوضع في إقليم كردستان تطورات متسارعة بعد أن أعطى الوزير الأول العراقي حيدر العبادي بصفته القائد الأعلى للقوات العراقية، أمرا لوحدات الجيش النظامي بالتحرك في تنفيذ مهمتها بعد تصريحات أكد من خلالها أن استفتاء الاستقلال الذي نُظم يوم 25 سبتمبر الماضي، شكّل خطرا محدقا على وحدة العراق وتقسيمه إلى دويلات عرقية، متهما الحكومة الكردية بتزوير نتيجته بتأكيدها أن خيار الاستقلال حظي بتأييد 93 بالمائة من السكان الأكراد.  وواصلت القوات العراقية المدعومة بالقوات الخاصة المكلفة بمحاربة الإرهاب، زحفها بدون مقاومة؛ حيث أكدت أنها ستعمل على استعادة الأهداف المسطرة في العملية العسكرية، ومن أجل رد الاعتبار للقوات العراقية التي أرغمتها المليشيات الكردية شهر جوان سنة 2014، على وضع أسلحتها وزيّها العسكري ومغادرة ثكناتها في هذه المحافظة التي يقطنها الأكراد والعرب والتركمان.

وحسب متابعين فإن العملية العسكرية لقوات الجيش العراقي، كشفت عن انقسام في مواقف الأكراد؛ بين الرافضين لفكرة الاستقلال وخاصة المنضوين تحت لواء حزب الاتحاد القومي الكردستاني الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، والمؤيدين له من المنتمين إلى حزب غريمه مسعود البرازاني الحزب الديمقراطي الكردي.

وأثارت العملية العسكرية العراقية مخاوف في أوساط الدول الكبرى خاصة دول التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» التي طالبت المتحاربين بالتريث؛ تفاديا لأي تصعيد عسكري غير محسوب العواقب.