تصاعد المخاوف من استعمالها لحسم الموقف العسكري في أوكرانيا

"القنبلة القذرة" بين اتهامات موسكو وتحذيرات الغرب

"القنبلة القذرة" بين اتهامات موسكو وتحذيرات الغرب
  • القراءات: 515
ص. محمديوة ص. محمديوة

مازالت قضية "القنبلة القذرة" تثير المخاوف في مختلف العواصم المحذّرة من مخاطر اللجوء إلى  استخدامها، لحسم الموقف العسكري في أوكرانيا وحتى في أوساط الرأي العام العالمي الرافض لكل مغامرة في هذا الاتجاه، بكل ما تحمله من آثار وخيمة على الإنسانية. فبينما واصلت روسيا اتصالاتها المحذّرة من تصنيع أوكرانيا للقنبلة، راحت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى تحذّر، من جانبها، موسكو من كل مسعى لاستعمالها كخيار لحسم حربها في أوكرانيا المندلعة منذ 24 فيفري الماضي.

وفي هذا السياق، عبر، أمس، وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في اتصال مع نظيره الصيني، ويي فان غي، عن قلق بلاده من استفزازات أوكرانيا باحتمال لجوئها إلى  استخدام "القنبلة القذرة" قبل اتصال مماثل مع نظيره الهندي، راجناث سينغ. وواصل المسؤول العسكري الروسي اتصالاته مع نظرائه بالمنطقة حول هذا الموضوع المثير للجدل، بعد اتصالات مماثلة كان أجراها مع نظرائه الأمريكي والفرنسي والبريطاني والتركي، وفي وقت حذّر فيه المتحدث باسم الكريملين، ديميتري بيسكوف، من أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة "لإقناع" المجموعة الدولية للعمل بطريقة فعالة، من أجل منع أوكرانيا من الاستخدام المحتمل لـ"قنبلة قذرة". ويرفض الغرب اتهامات موسكو لكييف بالسعي الى صنع وتفجير مثل هذه القنبلة داخل التراب الأوكراني، بكل ما تحمله من مخاطر على الإنسانية باعتبارها قنبلة تقليدية محمّلة بأشعة قابلة للانتشار على أوسع نطاق بمجرد تفجيرها.   

وذهب الأمين العام لحلف الناتو، جينس ستولتنبيرغ، الى اتهام روسيا بالسعي إلى استعمال هذه القنبلة، وقال في تصريحات ردا على اتهامها لأوكرانيا بخصوص هذه المسالة بأن "موسكو تتهم الآخرين بما تسعى للقيام به"، مضيفا أن "روسيا تواصل اتهام أوكرانيا زورا بصنع قنبلة قذرة.. هذا سخيف.. لماذا تستخدم أوكرانيا قنبلة قذرة على أراضيها التي تريد تحريرها". وبين تحذير موسكو ورد الفعل الغربي، تتشتت المواقف حول من هو على حق بخصوص هذه القضية، وخاصة وأن الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، اتهم روسيا بالتخطيط لعملية من هذا القبيل وقال إنها لجأت إلى خطة التحذير الاستباقية ضمن خطة لنزع كل مسؤولية عنها لاستخدام القنبلة، بعد أن فشلت ثمانية أشهر من بدء الحرب في حسمها عسكريا.

ولكن روسيا تواصل حشد كل إمكانياتها العسكرية بما فيها "النووية" في مواجهة أي هجوم أوكراني محتمل بهذه القنبلة الخطرة، بدليل إشراف الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، على تدريبات عسكرية لقوات "الردع الإستراتيجي" المكلفة بالرد على أي تهديدات هجومية، تستهدف الأراضي الروسية بما فيها الحرب النووية. وتخلل هذه التدريبات، حسب الكريملين، إطلاق صواريخ باليستية والقيام بجولات بحرية في تجارب عسكرية، قالت موسكو إنها روتينية ويجريها الجيش الروسي سنويا، بل إن موسكو، وضمن رسالة طمأنة على عدم سعيها، على الأقل في الوقت الحالي، لاستخدام السلاح النووي، أخطرت الولايات المتحدة بإجرائها لهذا التمرين العسكري ذو الطابع النووي باعتباره تمرينا "روتينيا" لا يندرج في إطار الاستفزازات والتصعيد الذي تشهده الحرب الروسية ـ الاوكرانية.

وهو ما أكده المتحدث باسم كتابة الدولة الأمريكية، نيد بريس، الذي قال إن الأمر يتعلق بتمرين روتيني سنوي لروسيا، مشيرا الى أن مثل "هذه الإخطارات تجعل من الممكن ألا تفاجأ وتقلل من مخاطر التفسير الخاطئ". وشكّل الإخطار الروسي جرعة تهدئة في سياق التصعيد الأخير الذي بلغ ذروته بين روسيا وأوكرانيا، المدعومة من قبل الغرب وسط اشتداد الاقتتال بين الجانين، خاصة وأنه جاء غداة تحذيرات الرئيس الامريكي، جو بايدن، بأن استعمال روسيا للسلاح النووي سيشكّل "خطأ جد فادح".