مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزّة سلامة معروف لـ "المساء":

القطاع سيتحول إلى مقبرة جماعية

القطاع سيتحول إلى مقبرة جماعية
  • القراءات: 669
ص. محمديوة ص. محمديوة

حذّر مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزّة، سلامة معروف، من أن إعلان الانهيار الصحي للمنظومة الصحية في قطاع غزّة يعني الحكم المباشر بالإعدام على عشرات آلاف الجرحى من المواطنين، الذين يتلقون العلاج داخلال مستشفيات وبالتالي يتحول القطاع إلى مقبرة جماعية تضم جميع السكان.

وقال سلامة معروف، في اتصال مع "المساء" أمس، إنه من لم يمت بسبب الغارات والقصف المكثف المستمرة منذ 19 يوما على القطاع سيموت بسبب انعدام العناية الطبية أو بسبب الجوع وشح وانعدام المواد الغذائية، أو سيموت بسبب المحرقة أو الكارثة البيئية والصحية التي سيتحول معها قطاع غزّة إلى منطقة موبوءة تنتشر منها الأوبئة والأمراض المعدية.

وأوضح بأنه لم يدخل طوال الأيام الأربعة الأخيرة سوى ما يمثل حوالي 10 بالمائة مما كان يدخل يوميا إلى غزّة، حيث دخلت فقط 60 شاحنة في الوقت الذي كان يدخل إلى قطاع غزّة يوميا 500 شاحنة محملة باحتياجات معيشية وسلع مختلفة وذلك في ظل الحصار ومنعه دخول مئات السلع بحجة أنها تستخدم في أغراض مزدوجة.

وفي شأن المساعدات أكد أنها لا تغير من واقع المشهد الإنساني الكارثي في شيء، وأنه "إذا ما أردنا أن نحدث تغيرا حقيقيا وننقذ هذا المشهد الإنساني المنكوب في القطاع، فيجب فتح معبر رفح بشكل دائم بصفته معبرا مصريا فلسطينيا مشتركا والسماح بإدخال كل أشكال المساعدات والمستلزمات الأساسية والاحتياجات الحياتية وفي مقدمتها الوقود باعتباره عصب كل القطاعات".

وأضاف أن عدم توفر الوقود "بات يهدد عمل كل منظومة الخدمات والمستشفيات مرورا بسيارات الإسعاف وأجهزة الدفاع المدني، وخدمات البلديات في توليد المياه للمواطنين أو تحلية المياه وغيرها من الخدمات التي تعتمد على الوقود".

كما شدد على أهمية الفتح الدائم لمعبر رفح بما يسمح بتوفير ممر آمن للجرحى والمصابين الذين يحتاجون إلى تلقي العناية والمتابعة الطبية التي هم في أمس الحاجة إليها وانعدامها في الوقت الحالي يهدد حياتهم بالموت المحتوم.

وفي رده على سؤال حول ما يجب فعله لتفادي تفاقم الوضع أكثر مما هو عليه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، قال المسؤول الفلسطيني، إن "المطلوب ببساطة هو وقف العدوان وتداعي سريع من أجل إدخال كل الاحتياجات لوقف هذا التدهور الخطير في الحالة الإنسانية داخل قطاع غزّة، التي تهدد حياة المواطنين ليس فقط المرضى والجرحى داخل المستشفيات وإنما كل مواطني قطاع غزّة".

وأشار إلى أن 70 بالمئة من المواطنين النازحين هم حاليا خارج منازلهم قسرا تحت وقع القصف، واستهداف المساكن وهؤلاء يضطرون إلى التجمع في عشرات مراكز الإيواء بكل ما يمكن أن تشكله من مخاطر على الصعيد الصحي والبيئي، وتتحول إلى بؤر للانتشار الأمراض والأوبئة بسبب انعدام متطلبات النظافة  في ظل شح المياه وغيرها من المستلزمات الضرورية.

كما عبّر عن أسفه للموقف الرسمي العربي والموقف الدولي بشكل عام، والذي وصفه بأنه أقل بكثير من هذه الدماء التي نزفت في إطار هذه المحرقة التي تنفذها الآلة الصهيونية في غزّة، مؤكدا أنه لا المجتمع الدولي ولا الموقف الرسمي العربي استطاع أن يوقف هذا العدوان، قائلا "الموقف العربي لم يستطع حتى فرض إدخال المساعدات الإنسانية رغم كل ما يعانيه سكان قطاع غزّة من حصار مطلق يمثل تجويع ويمثل جريمة حرب جماعي في حق 2 مليون و200 ألف مواطن".

وفي رده حول موضوع الاجتياح البري الذي يلوح جيش الاحتلال بشنه منذ أيام، أوضح معروف، أن هذا التهديد يرتفع لدى الاحتلال أحيانا وينخفض أحيانا أخرى، مضيفا أنه "من الواضح أن الاحتلال يستخدمه في إطار حرب نفسية ضمن مخطط تهجير شعبنا قسريا، بغض النظر عن نوايا وخطة الاحتلال إن كان هناك توغل بري أو غير ذلك".

وتابع بالقول "بالتالي فقد أكد بما لا يدع مجالا للشك بأن خيارنا كشعب فلسطيني وبالتأكيد المقاومة الفلسطينية هو الثبات والصمود والصبرا ولا نقبل مخططات الاحتلال في فرض تهجير قسري على شعبنا الذي ذاق ويلات التهجير".

وأشار إلى أن "هذه المآسي لن تتكرر ويكفي أن الشعب الفلسطيني عانى منها، واليوم لن يكررها بدليل مئات آلاف الأشخاص يتشبثون ويبقون في أماكنهم في غزّة ولا يستجيبون لتهديدات الاحتلال وكل أدواته التي يستخدمها في إطار حربه النّفسية، أو من خلال استخدامه لمعداته العسكرية بهذا الشكل الكبير وما ألحقته من دمار هائل بالأحياء السكنية ومختلف المرافق والبني التحتية".

وخلص في الأخير إلى أنه "حتى اللحظة أي في ظرف 19 يوما فقط، قصف الاحتلال غزّة بأكثر من 12 ألف من المتفجرات والقنابل شديدة الإنفجار ضمن كمية توازي القنبلة التي سقطت على هيروشيما خلال الحرب العالمية".