الرئاسيات الفرنسية
الفرنسيون يختارون ماكرون رئيسا بنسبة 65,9 ٪

- 1825

سحق إمانويل ماكرون، المرشح المستقل عن تيار وسط اليمين أمس، بنسبة 65,9 بالمئة من أصوات الناخبين، مرشحة الجبهة الوطنية المتطرفة مارين لوبان، التي لم تحصل سوى على34,1 بالمئة. وبذلك يصبح ماكرون الرئيس الثامن للجمهورية الخامسة الفرنسية.
سادت الساحة المقابلة لمتحف اللوفر الشهير في قلب العاصمة باريس، حيث أقيمت منصة الرئاسيات للرئيس الفائز فرحة عارمة وسط المئات من أنصاره الذين تجمعوا هناك لتتبع تلك اللحظات التاريخية في مسيرة الديمقراطية الفرنسية.
وينتظر أن يتسلم الرئيس الجديد مهامه في الأحد القادم من طرف الرئيس المنتهية عهدته الاشتراكي فرانسوا هولاند، الذي فضّل عدم الترشح لعهدة ثانية بعد أصداء بخسارته هذه الانتخابات.
والمؤكد أن فوز ماكرون بهذه الانتخابات سيجعل منه أصغر رئيس يتربّع على كرسي الرئاسة الفرنسية، وأول رئيس يصل إلى هذا المنصب دون أن يكون مهيكلا في حزب سياسي كما سارت عليه العادة في المشهد السياسي الفرنسي الذي احتكم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لمنطق ثنائية التداول على السلطة بين الاشتراكيين واليمين الليبرالي.
وكانت النتيجة التي حصل عليها الوافد الجديد على قصر الرئاسة الفرنسية متوقعة منذ الإعلان عن نتائج الدور الأول يوم 23 أفريل الماضي، بعد أن تصدر قائمة المرشحين بحصوله على 24,01 بالمئة من الأصوات متقدما على مارين لوبان، التي حصلت حينها على 21,30 بالمئة وهي النسبة التي أهلتها لخوض السباق النهائي إلى قصر الإليزي.
وكان حلول هذه الأخيرة ثانيا في سباق دخله أحد عشر مرشحا بمثابة ناقوس إنذار في فرنسا حتّم على طبقتها السياسية من شخصيات فاعلة وأحزاب سياسية الإعلان عن تشكيل جبهة وطنية موحدة ظهرت بشكل تلقائي لسد الطريق أمامها ومنع وصولها إلى قصر الرئاسة.
وكان هذا الموقف الموحد بمثابة زلزال قوي استشعرت لوبان، وقعه القوي وخطره الداهم على حلمها في الجلوس على كرسي قصر الإليزي، وهي التي كانت تأمل في أن تحقق ما لم يستطع والدها تحقيقه.
وأفقد ميلاد تلك الجبهة سباق الدور الثاني كل عنصر للمفاجأة كما كان عليه الأمر بالنسبة للدور الأول، خاصة وأن نتيجة مرشح اليمين الليبرالي فرانسوا فيون، ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلونشون، كانت متقاربة جدا بعد أن حصلا على أكثر من 19 بالمئة من الأصوات المعبّر عنها.
وكان الوجه الشاحب الذي ظهرت به مارين لوبان، خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعتها الأربعاء الأخير بمنافسها وعجزها في الدفاع عن أفكارها المتطرفة سببا في فقدها كثيرا من شعبيتها وحتى ثقة أنصارها وجعلها تخسر نقاطا إضافية في عمليات سبر الآراء، وخاصة ما تعلق بمواقفها إزاء العديد من القضايا التي ناقضت مواقف غالبية الفرنسيين الذين رأوا فيها خطرا على مستقبل فرنسا وتجانس مجتمعها تعدد الأعراق والأديان.
وهي النقطة التي عارضها ماكرون، وشكلت ثقلا في كفة ميزانه الانتخابي خاصة وأن نسبة كبيرة من الفرنسيين لا يرون بلدهم خارج الاتحاد الأوروبي، وقد كان من السبّاقين إلى تأسيسه وعملت سلطاته المتعاقبة على تدعيمه كأكبر قوة اقتصادية وسياسية مؤثرة في العالم.
والمؤكد أن النتيجة المحققة اليوم سيكون لها وقع مباشر على الانتخابات العامة المقرر إجراؤها بين يومي 11 و18 جوان القادم، وهو موعد انتخابي يكتسي أهمية خاصة في حسابات الأقطاب السياسية الفرنسية التي تحرص على ضمان أغلبية مريحة في تركيبة الجمعية الوطنية القادمة.
وهو الرهان الذي يسعى ماكرون إلى ضمانه حتى يتمكن من قيادة فرنسا دون هزات سياسية محتملة في مسيرته الرئاسية على مدى الخمس سنوات القادمة.