فضيحة تجسس "بيغاسوس" المتورط فيها المغرب

العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا

العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا
  • القراءات: 462
ق. د ق. د

قرر القاضي الإسباني، الذي أغلق التحقيق في فضيحة استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" ضد أعضاء حكومة بلاده، والتي تورط فيها نظام المخزن المغربي بقوة إعادة إطلاق تحقيقاته بعد حصوله على وثائق من السلطات القضائية الفرنسية.

جاء قرار القاضي الإسباني، بعد حصوله على قرار التحقيق الأوروبي الذي يعد آلية للتعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في التحقيقات الجنائية الصادرة عن السلطات القضائية الفرنسية. 

وحسب بيان للعدالة الإسبانية نشرته أول أمس، وتداولته الصحافة الإسبانية، فإن هذا القاضي تلقى في هذا الإطار، وثائق التحقيق الذي تم إجراؤه في فرنسا عام 2021، بشأن اختراق هواتف الصحفيين والمحامين وشخصيات عامة ووزراء ونواب فرنسيين عن طريق برنامج التجسس "بيغاسوس" الصهيوني.

واعتبرت المحكمة الإسبانية، أن المقارنة بين العناصر الفنّية مجمعة في التحقيق الفرنسي مع تلك التي تم الحصول عليها في إسبانيا، تمكن  من إجراء تحقيقات لمعرفة مصدر جريمة القرصنة.

وفتح التحقيق الإسباني عام 2022، عندما تم اكتشاف أن هواتف رئيس الوزراء الإسباني، ولكن أيضا هواتف وزراء حكومته على غرار وزراء الدفاع والداخلية والزراعة تم التجسس عليهم بفضل برنامج "بيغاسوس". وبعد أكثر من عام سجل غياب مطلق للتعاون القضائي من قبل الكيان الصهيوني الذي لم يستجب للجنة الإنابة القضائية التي طلبت استجواب رئيس شركة "إن إس إي" التابعة للكيان الصهيوني والذي قام بتطوير وتسويق برنامج التجسس "بيغاسوس". وهو الأمر الذي دفع بالقاضي الإسباني، إلى أخذ قرار وقف التحقيق مؤقتا.

ومنذ ذلك الحين، تم إنشاء لجنة تحقيق تابعة للبرلمان الأوروبي في مارس 2023، وسلمت استنتاجاتها في جوان الماضي، حيث أكدت تورط المخزن المغربي في أعمال تجسس وقرصنة الهواتف المحمولة لوزير الخارجية الإسباني وبعض وزراء حكومته المتمثلين في وزير الدفاع، مارغريتا روبلز، ووزير الداخلية، فرناندو غراند- مارلاسكا.

وأكد التقرير الذي تمت الموافقة عليه بأغلبية 30 صوتا مقابل 3 أصوات ضد و4 ممتنعين، أنه تم استخراج البيانات من الهواتف المحمولة في 19 ماي 2021، في ذروة الأزمة الدبلوماسية بين كل من مدريد والرباط حول مسألة الصحراء الغربية. وهو ما يؤكد الشكوك حول عمليات الابتزاز التي يكون النظام المغربي قد قام بها على الحكومة الإسبانية بشأن هذه القضية. وفي نوفمبر 2022، قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" طرد الموظفة المغربية، وفاء بريشي، لتورطها مع أجهزة المخابرات المغربية في التجسس على موظفي المنظمة الأممية باستخدام برنامج التجسس "بيغاسوس".

وتم عزل الموظفة المغربية من منصبها كمديرة لوحدة إدارية بـ"اليونيسكو" عقب تحقيق داخلي أظهر تسريبها معلومات سرية للمخابرات المغربية حول قيام قسم التعبير وتطوير وسائل الإعلام في المنظمة، بتمويل تحقيق سري حول تورط المغرب بشكل مباشر في استخدام برنامج "بيغاسوس" للتجسس على مسؤولين في المنظمة التابعة للأمم المتحدة.