حرب كلامية بين بكين وواشنطن حول مصدر "كوفيد ـ 19"

الصين ترفض فكرة فتح حدودها أمام محققين دوليين

الصين ترفض فكرة فتح حدودها أمام محققين دوليين
الصين ترفض فكرة فتح حدودها أمام محققين دوليين
  • القراءات: 979
م. مرشدي م. مرشدي

تصاعدت حدة اللهجة بين الصين والولايات المتحدة من جديد على خلفية مطالبة هذه الأخيرة بفتح تحقيق دولي لمعرفة مصدر وطريقة تفشي فيروس "كورونا" وما إذا كانت السلطات الصينية احتفظت لنفسها بحقائق كان يمكن لمختلف دول العالم استغلالها لتفادي الكارثة التي لحقت بالإنسانية.

ورفضت السلطات الصينية، أمس، كل فكرة لفتح حدودها أمام مختصين دوليين في علم الأوبئة  للتحقيق في مدى صدقية الاتهامات الأمريكية بأن فيروس "كورونا" تسرب من مخبر للأبحاث بمدينة يوهان في وسط الصين، يفتقد لأدنى إجراءات الوقاية والأمن اللازمتين في مثل هذه المواقع.

وأكدت السلطات الصينية في رفض قاطع لمثل هذه الفكرة أن كاتب الخارجية مايك بومبيو لا يمكنه تقديم أي دليل يؤكد ادعاءاته لأنه بكل بساطة لا يمتلكها.

وقال هوا شون يينغ، الناطق باسم الخارجية الصينية، إن بومبيو كرر في كثير من المرات اتهاماته ولكنه لن يتمكن من تقديم أي دليل على ما يقول وأن مسألة تحديد مصدر تفشي الفيروس يجب أن تترك للباحثين والمختصين في هذا المجال وليس لسياسيين لا يجدون حرجا في الإدلاء بتصريحات كاذبة خدمة لصورتهم السياسية في داخل بلدانهم. 

وأعاد بومبيو القول أمس أن "بلاده تحوز على أدلة كثيرة بأن "كوفيد ـ19" تسرب من مخبر في يوهان ولكنها ليست متأكدة من ذلك" نافيا كل تباين في تصريحات المسؤولين الأمريكيين بخصوص هذه القضية. 

وجاء الرد الصيني في نفس سياق تصريح، تسوي تيان كاي، سفير الصين في العاصمة الأمريكية، الذي حث في مقال مطول نشرته صحيفة "واشنطن بوست" السياسيين الأمريكيين بـ"وضع حد للعبة لوم الصين" في كل مرة وتحميلها مسؤولية انتشار فيروس كورونا عبر العالم والتركيز  بدلا من ذلك على مواجهة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 70 ألف أمريكي.

وقال الدبلوماسي الصيني "إن إلقاء اللوم على الصين لن يضع حدا لخطر هذا الوباء،،، وأن الولايات المتحدة لن تخرج منتصرة من هذا السيناريو، بما يستدعي التركيز على المرض وإعادة بناء الثقة بين البلدين".

واعتبر أن وراء عقلية "إلقاء اللوم على الصين، سياسات قذرة يناصرها عدد قليل من الأشخاص من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية وهو ما يجعلهم يصرون على اعتبار الصين مخطئة رغم أنها خاضت معركة قاسية ضد المرض  منذ شهر جانفي الماضي، كما أنها لم تبخل بشيء لحماية أرواح الناس وقد حققت نتائج كبيرة في ذلك. ولم ينف تسوي تيان كاي، أن أول حالة إصابة بالفيروس سجلت في ووهان، وهذا يعني أن ووهان كانت أول ضحية للمرض  ولذلك فإن طلب التعويض من ضحية يبقى أمرا سخيفا" في إشارة إلى تهديدات الرئيس الأمريكي في سياق اتهاماته، بمطالبة الصين تعويض بلاده بملايير الدولارات.

وأضاف "إذا كان مثل هذا الأمر منطقيا، فمن سيعوض وفيات إنفلونزا "أتش1. أن1" وفيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز"؟ ومن سيدفع ثمن الخسائر الكبيرة التي سببتها الأزمة المالية 2008؟"

ونفى السفير الصيني كل تهاون في مواجهة بلاده للوباء بمجرد ظهوره وقال إنها طبقت تدابير صارمة وقدمت تضحيات هائلة لإبقاء المرض تحت السيطرة، لإنقاذ أرواح داخل الصين ووفرت وقتا ثمينا للعالم" لاتخاذ احتياطاته.

وعاد السفير الصيني إلى مسألة التحقيق الدولي الذي عارضه بطريقة صريحة وقال أن الأولوية في الوقت الحالي يجب تركز على المعركة التي تخوضها الإنسانية ضد الوباء إلى غاية تحقيق النصر النهائي وأن بلاده لا يمكنها السماح  بانتشار "الفيروسات السياسية" في وقت تركز فيه كل الجهود لمحاربة الفيروس الحقيقي".

وأضاف أن بلاده ليس لديها أية حساسية تجاه أي تحقيق أو تقييم للوضع مادامت نتائجه تسمح مستقبلا باتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة لمواجهة خطر أية جائحة.

واتهم في ذلك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ووزيره للخارجية، مايك بومبيو بمحاولتهما التأثير على محاربة تفشي الوباء عبر تحويل الأنظار عن مسؤوليتهما المباشرة في تفشي الوباء في الولايات المتحدة.

وختم بالقول إنهما اذا كانا فعلا يحوزان على أدلة بانتشار الفيروس من يوهان فما عليهما سوى تقديمها للعالم أجمع بدلا من توجيه الاتهامات.