بمزيد من الخسائر البشرية والمادية
الشتاء القاسي يفاقم المعاناة المستمرة لسكان غزّة
- 103
ص. م
قال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزّة، محمود بصل، إن المنخفضات الجوية التي يتعرض لها القطاع تسببت في انهيار 18 بناية سكنية بشكل كامل ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.
كشف بصل، خلال تصريح صحفي أمس، أن تداعيات المنخفضات الجوية أسفرت عن وفاة 25 مواطنا من بينهم ستة أطفال قضوا نتيجة البرد القارس، فيما توفي آخرون جراء انهيارات المباني والسقوط في آبار وبرك تجميع مياه الأمطار. وحذّر من أن أكثر من 110 بنايات سكنية تعرضت لانهيارات جزئية خطيرة، تشكل تهديدا مباشرا لحياة آلاف المواطنين القاطنين فيها أو في محيطها في ظل استمرار الأوضاع الجوية القاسية وتدهور البنية التحتية.
وأشار إلى أن شدة الرياح وغزارة الأمطار أدت إلى تطاير وغرق أكثر من 90 بالمئة من خيام النازحين، مؤكدا أن خيام المواطنين تضررت وغرقت في مختلف مناطق القطاع، بما تسبب في فقدان آلاف الأسر لمأواها المؤقت وتلف الملابس والأفرشة والأغطية وفاقم من معاناة إنسانية غير مسبوقة. وبيّن نفس المسؤول، أن طواقم الدفاع المدني تلقت أكثر من 700 مناشدة ونداء استغاثة منذ بدء تأثير هذا المنخفض الجوي، تنوعت بين إنقاذ محاصرين بالمياه والتعامل مع انهيارات وأضرار جسيمة في المنازل والبنى السكنية.
وجدد المتحدث باسم الدفاع المدني، دعوته العاجلة إلى العالم والمجتمع الدولي للتحرك الفوري والجاد من أجل إغاثة المواطنين وتوفير الاحتياجات الإنسانية الطارئة قبل تفاقم الكارثة على نحو أكبر. وأكد أن الخيام أثبتت فشلها الكامل في قطاع غزّة، إذ لم توفر الحماية من البرد أو الأمطار، ولم تعد صالحة كحل إنساني في ظل الظروف القاسية التي يمر بها القطاع، مطالبا بالبدء الفوري والعاجل بعملية إعادة الإعمار وتوفير مساكن آمنة تحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وتحمي حياته.
والأمر نفسه حذّر منه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، الذي شدد من جانبه بأن الشتاء القاسي في قطاع غزّة، يفاقم معاناة الفلسطينيين المستمرة لأكثر من عامين جراء العدوان الصهيوني، وأوضح لازاريني، في منشور مساء أول أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي أن “المزيد من الأمطار في القطاع يعني المزيد من البؤس واليأس والموت”، لافتا إلى أن “طقس الشتاء القاسي يفاقم معاناة لأكثر من عامين” في غزّة، حيث يعيش السكان في “خيام بالية وغارقة بالمياه وسط الأنقاض”.
وبينما أكد أن “مساعدات الإغاثة لا تصل بالكمية المطلوبة”، أشار المسؤول الأممي، إلى أن وكالة (الأونروا) بإمكانها مضاعفة جهود الإغاثة في حال السماح بتدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر. وأدى المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزّة منذ السبت الأخير، إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية.
وفاقمت الأحوال الجوية السائدة واشتداد تأثير المنخفض الجوي معاناة النازحين في القطاع، وقد تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة في غرق عدد من خيام النّازحين وتطاير أخرى بمناطق متفرقة من قطاع غزّة خاصة في خان يونس جنوبا. كما انهار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف سابق للكيان الصهيوني خلال فترة الإبادة بفعل الأمطار والرياح، ليفاقم غياب الوقود الأزمة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلا الأمر الذي انعكس سلبا على الكثير من الأطفال حيث سجل وفاة عدد منهم.
من جهته حذّر مدير البرامج الصحية في جمعية الهلال الأحمر بغزة، بشار مراد، من انتشار مرض الكبد الوبائي من النوع “أ” في مؤشر يعد واضحا على تلوث مياه الشرب في القطاع. وأوضح خلال تصريح صحفي أمس، أن حوالي 80 بالمئة من شبكات المياه تعرضت للتدمير بما اضطر العائلات للاعتماد على نقل المياه، مشيرا إلى أن الفحوصات المخبرية لعينات المياه أظهرت احتواءها على فيروسات وبكتيريا تسبب النزلات المعوية، وأضاف أن المناطق تشهد انتشارا واسعا لأمراض النّزلات المعوية والإنفلونزا خاصة بين الأطفال نتيجة الاكتظاظ والبرد الشديد والتلوّث البيئي.