اتهمتها باقتراف إعدامات خارج القانون في حق الفلسطينيين

السويد تضع إسرائيل في قفص الاتهام

السويد تضع إسرائيل في قفص الاتهام
  • القراءات: 648
ص. محمديوة ص. محمديوة

اتهمت الحكومة السويدية، أمس، إسرائيل بتنفيذ إعدامات خارج إطار القانون ودون محاكمات في حق فلسطينيين وخاصة فتيان "انتفاضة السكاكين" المتواصلة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي وخلفت استشهاد ما لا يقل عن 114 شابا فلسطينيا. وعكس هذا الموقف حقيقة وجود حكومات أوروبية لا تسير بالضرورة في فلك مواقف المداهنين لإسرائيل رغم جرائمها المقترفة منذ سبعة عقود في حق الفلسطينيين، بينما راحت مختلف الدول الأوروبية تؤيدها بدعوى محاربة الإرهاب والدفاع عن أمنها.

ورغم أن وزيرة الخارجية السويدية، مارغو ولسترم أدانت عمليات الطعن التي يشنها الفلسطينيون ضد الإسرائيليين بالأراضي المحتلة، إلا أنها اعتبرت أن رد قوات الاحتلال على هذه العمليات مبالغ فيه واتهمتها بتنفيذ إعدامات مباشرة في حق الفلسطينيين خارج إطار القانون.   ولم تنتظر إسرائيل طويلا لترد على اتهام ستوكهولم لأنها لم تكن تتوقع موقفا عادلا ومنصفا من حكومة أوروبية يبدو أنها مقتنعة بعدالة القضية الفلسطينية.

ووصفت حكومة الاحتلال تصريحات رئيسة الدبلوماسية السويدية بأنها "مشينة ومضللة ولا علاقة لها بالواقع" الذي تريد إسرائيل تصويره للعالم الخارجي من خلال تقديم الفلسطينيين على أنهم مجرمين وأنها الضحية وبالتالي يحق لها الدفاع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة حتى وإن كان سلاح رشاش ومدفعية في وجه طفل فلسطيني أكثر ما يحمله بيده حجارة أو سكين.

ويبدو أن هذه الصورة المشوهة التي سعت إسرائيل دائما لترويجها خارجيا لم تعد تقنع حتى من كان يدعم حكومة الاحتلال بالأمس القريب من الرسميين الغربيين وخاصة الأوروبيين منهم، الذين بدأوا يتفطنون لحقيقة الوضع القائم بفلسطين المحتلة بعد أن تأكدوا أن ما يقوم به الفلسطينيون رد فعل يفرضه حق الدفاع عن حقوقهم المغتصبة وأراضيهم التي صادرها المحتل الإسرائيلي ومقدساتهم الدينية التي تتعرض يوميا للتهويد وفي مقدمتها المسجد الأقصى الشريف.

وفي هذا السياق، يتوقع أن تتصاعد حدة التوتر اليوم بمدينة القدس المحتلة على خلفية دعوة وجهتها ما تسمى بـ«منظمات الهيكل المزعوم" إلى المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك اعتبارا من اليوم تزامنا مع الاحتفالات اليهودية بـ«عيد الأنوار" (الحانوكاة) الذي يستمر حتى الخميس القادم.

وشرعت قوات الاحتلال منذ أمس في نشر تعزيزات أمنية مكثفة بمحيط الحرم القدسي لتأمين اقتحام المجموعات اليهودية لباحات المسجد الذي يعتبر من بين أهم نقاط التوتر بالأراضي الفلسطينية المحتلة. ووضعت أجهزة ضوئية تبث صورا ملونة على جدران وأسوار المدينة المقدسة، كما نشرت بعض المجسمات المضيئة في أزقتها ضمن مساعي الاحتلال المتواصلة لتهويد المدينة ونشر ثقافته وطمس طابعها التاريخي العربي والإسلامي.

ودعت مجموعات استيطانية على غرار ما تسمى بمنظمة "أمناء الهيكل" إلى شن حملات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى المبارك وإقامة فعاليات تهويدية في مدينة القدس المحتلة على مدار أيام الأسبوع من بينها تنظيم مسيرة ضخمة تنطلق من القدس القديمة متجهة نحو باب المغاربة لاقتحام الأقصى بعد غد الثلاثاء، وهو ما قد يتسبب في اندلاع مواجهات عنيفة بين هؤلاء المستوطنين المدعومين بقوات الاحتلال والمواطنين الفلسطينيين وخاصة المصلين والمرابطين بداخل المسجد والذين لا يخلفون موعدا في نصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.