شرعت السلطة التنفيذية المؤقتة المنتخبة حديثا في ليبيا في مساعيها للمّ الشمل  الليبي عبر توحيد مختلف مؤسسات البلاد التي انقسمت على مدار عشر سنوات كاملة، بين سلطتين متناحرتين واحدة في بنغازي بشرق البلاد والأخرى بالعاصمة، طرابلس.

وضمن هذا السياق حلّ محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الجديد، بمدينة طبرق  قادما إليها من مدينة بنغازي معقل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أكد أمام أعيانها سعيه لتوحيد جميع مؤسسات الدولة ضمن الأهداف الأساسية التي وضعها المجلس الرئاسي الجديد، هي تحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسة العسكرية، واستكمال مباحثات لجنة "5+5" وجهود البعثة الأممية، في إطار خطوات ستعود إيجابا على المواطن الليبي. وضمن هذه الجهود، واصل يان كوبيش المعين مؤخرا، مبعوثا أمميا خاصا ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اتصالاته مع الفرقاء الليبيين، وكبار المسؤولين من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية في محاولة لتسريع وتيرة الإصلاحات.

وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان لها إن "يان كوبيش تحادث مع خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي وفتحي باشاغا وزير الداخلية" محاولا استقراء مواقفهم بشأن الخطوات التالية لضمان الإسراع في تشكيل الحكومة المؤقتة، وإحراز المزيد من التقدم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بهدف إنشاء هياكل وسلطات موحدة، والمضي قدماً في تحقيق المصالحة الوطنية. كما تحدث المبعوث الخاص مع اللواء خليفة حفتر لمناقشة التطوّرات والأولويات خاصة في الملف الأمني، حيث رحب بدعمه لتنفيذ وقف إطلاق النار. وانتخب أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي في الخامس فيفري الجاري بمدينة جنيف السويسرية، رؤساء السلطة المؤقتة لإدارة شؤون البلاد إلى غاية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل.

وتضم القائمة المنتخبة المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي إلى جانب موسى الكوني وعبد الله حسين اللافي عضوين بالمجلس وعبد الحميد دبيبة رئيسا لمجلس الوزراء. وقبل ثلاثة أشهر توافق أعضاء ملتقى الحوار السياسي 75 خلال اجتماع في تونس، على إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر من العام الجاري وسبقها النجاح في توقيع وقف إطلاق النار دائم في ليبيا نهاية أكتوبر الماضي، والذي أنهى الصراع العسكري بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق التي استمرت في الفترة ما بين أفريل 2019 إلى جوان 2020.