فضل تجنيب بلاده أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة

السفير البريطاني في واشنطن يستقيل

السفير البريطاني في واشنطن يستقيل
  • القراءات: 742
ق. د ق. د

قدم السفير البريطاني في الولايات المتحدة، كيم داروش أمس، استقالته من منصبه على خلفية الضجة التي أحدثتها تسريبات مضامين تقارير سرية كان يبعث بها إلى سلطات بلاده على مدى العامين الماضيين والتي نعت من خلالها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالرجل غير المؤهل لقيادة دولة بحجم الولايات المتحدة بسبب مواقفه المتذبذبة وغير المستقرة.

واستبق الدبلوماسي البريطاني البالغ من العمر 62 عاما كل التأويلات حول مستقبله المهني مفضلا الإعلان عن انسحابه من منصبه لتجنيب بلاده الدخول في متاهة أزمة دبلوماسية مع الإدارة الأمريكية.

وقال داروش في رسالة استقالته إنه ”منذ تسريب وثائق رسمية وما صاحبها من تساؤلات حول منصبي ومدة عهدتي كسفير فقد قررت وضع حد لهذه التأويلات والإعلان رسميا عن انسحابي بقناعة أن الوضع الراهن يحول دون قيامي بمهمتي كما يجب”.

وكتب الدبلوماسي البريطاني أنه في مثل هذه الظروف، فإن التصرف الحكيم الذي يتعين اتباعه هو السماح بتعيين سفير جديد وكان التلميح واضحا إلى تأكيدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأنه لن يقيم أي اتصال من الآن فصاعدا مع السفير البريطاني بعد أن وصفه بأقبح النعوت.

وفي ردها على قرار التنحي، عبرت الوزيرة الأولى البريطانية تريزا ماي عن أسفها لقرار استقالة داروش من منصبه، وقالت في جلسة الأسئلة أمام نواب البرلمان البريطاني أمس، إن قوة أية حكومة يكمن في قدرة موظفيها إعطاء نصائح صادقة وكاملة وأنا أريد أن تكون لكل الموظفين البريطانيين الثقة اللازمة لفعل ذلك في تأكيد على تضامنها مع السفير داروش رغم الانتقادات اللاذعة التي كالها لها الرئيس الأمريكي على خلفية هذه التسريبات وإعلانها وقوفها إلى جانب سفير بلادها.

وتأسف رئيس حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين لقرار السفير داروش، داعيا النواب البريطانيين إلى اتخاذ موقف مؤيد له نظير الخدمات الجليلة والنوعية التي قدمها للمملكة المتحدة، ولكن بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني السابق الطامح لتولي منصب الوزير الأول خلفا للوزيرة تريزا ماي فقد تجنب الإشادة بالسفير المستقيل ربما حتى لا يثير غضب دونالد ترامب أمام منافسه وزير الخارجية الحالي، جيريمي هونت الذي عبر هو الآخر عن رغبته في تولي حقيبة الوزير الأول.

وفتحت السلطات البريطانية تحقيقا لتحديد الطرف أو الأطراف التي قامت بعملية تسريب تقارير وبرقيات مصنفة في خانة سري جدا لصحف محلية قامت بنشرها بداية الأسبوع، فاتحة بذلك أعنف أزمة دبلوماسية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.