اعتبر أن المسألة لا تقبل المساومة

السراج يربط كل اتفاق لوقف إطلاق النّار بانسحاب قوات حفتر من سيرت

السراج يربط كل اتفاق لوقف إطلاق النّار بانسحاب قوات حفتر من سيرت
رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فايز السراج
  • القراءات: 803

ربط رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فايز السراج، أمس، كل مسعى لوقف اطلاق النار مع غريمه اللواء خليفة حفتر، بضرورة انسحاب قوات هذا الأخير من مدينة سيرت وقاعدة الجفرة الجوية واعتبر ذلك بمثابة شرطا لا يقبل أي تنازل.

وذكرت مصادر ليبية مقربة من حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس، أن السراج جدد التأكيد على موقفه في مكالمة هاتفية أجراها مع مسؤول الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل، الذي اكد بدوره على ضرورة وقف إطلاق النار في البلاد، والعودة إلى المسار السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر برلين.

وأضافت هذ المصادر أن رئيس الحكومة الليبية، أكد لهذا الأخير أن الدخول في مفاوضات لوقف اطلاق النار يمر حتما عبر انسحاب وحدات الجيش الليبي من كل المواقع التي تسمح له بشن هجومات عسكرية على قوات حكومته.

وكان السراج، يشير إلى تموقع قوات حكومته على مشارف مدينة سيرت التي سيطرة عليها على طريق زحفها باتجاه مدن شرق البلاد مباشرة بعد بسط سيطرتها على قاعدة الوطية في غربها. وجاءت تأكيدات الوزير الأول الليبي، في وقت تشهد فيه هذه المدينة الواقعة على بعد حولي 500 كلم شرق العاصمة طرابلس، تجييشا غير مسبوق زاد من مخاوف اندلاع حرب جديدة في هذه المدينة الاستراتيجية، ولكن بفارق أن قوى أجنبية ستدخل هذه المرة على خط المواجهة ضمن حرب بالوكالة بعد إرسالها لمعدات حربية من طائرات ومدفعية ودبابات لأحد طرفي معادلة الحرب تحسبا لساعة الحسم النهائي في هذه المدينة التي تبقى مفتاح الحل النهائي للأزمة الليبية، لوقوعها على الساحل  ولكونها نقطة ربط بين غرب البلاد وشرقها وبوابة باتجاه الحقول البترولية في الهلال النفطي، القلب النابض للاقتصاد الليبي.

وهو ما يفسر مضامين تقارير عسكرية أكدت على أن المدينة تعيش حالة ترقب وهدوء حذر في ظل استمرار وصول التعزيزات العسكرية والتحشيد إلى المدينة ومشارفها المختلفة، وضع على إثرها اللواء خليفة حفتر، قواته في حالة استنفار قصوى في وقت واصلت فيه حكومة الوفاق تعزيز موقعها في مداخل المدينة استعدادا للمواجهة الكبرى لاستعادة هذه المدينة محل استقطاب واهتمام كل القوى المتصارعة، بالنظر إلى القدرات الطاقوية الضخمة التي تتمتع بها ليبيا.

وأكدت قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا افريكوم في سياق هذه التطورات الميدانية أن روسيا واصلت إرسال معدات حربية لدعم صف قوات خليفة حفتر، تضمنت طائرات وصواريخ مضادة للطائرات وألغام وعربات مدرعة.

ونشر البنتاغون صور أقمار صناعية لمعدات حربية متطورة وصلت إلى عناصر المرتزقة الروس ضمن مجموعة فاغنر المحسوبة على موسكو، شملت طائرات نقل للأفراد من طراز إيليوشين و14 طائرة حربية مطاردة ومقنبلة من طراز ميغ ـ 29” و«سوخوي ـ 24” وعربات مدرعة تم نشرها في مدينة سيرت وقاعدة الخدمي في شرق ليبيا.

وقال الجنرال برادفورد جيرينغ، قائد قوات أفريكوم إن الصور الملتقطة جاءت لتؤكد أن روسيا تعمل على تعزيز تواجدها في ليبيا إلى جانب اللواء حفتر بنية البقاء في هذا البلد.

واذا صدقت تأكيدات القوات الأمريكية في إفريقيا فإن السؤال يطرح عن مدى مصداقية الاتفاق الموقّع نهاية الأسبوع، بين تركيا وروسيا من أجل الشروع قريبا في أولى اللقاءات السياسية بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النّار في ليبيا.