مقابل اعتراف ترامب بسيادة مغربية مزعومة على الصحراء الغربية

الرباط كانت مرغمة على فتح سفارة في القدس المحتلة

الرباط كانت مرغمة على فتح سفارة في القدس المحتلة
خبير القانون الدستوري الإسباني كارلوس رويز ميغيل
  • القراءات: 1228
ق. د ق. د

كشف خبير القانون الدستوري الإسباني كارلوس رويز ميغيل، أن الاتفاقية الثلاثية المبرمة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والمغرب يوم 22 ديسمبر الماضي تضمنت "بندا سريا" ألح على فتح المغرب سفارة له في القدس المحتلة، مرجحا أن تكون "الولايات المتحدة وإسرائيل قد منحتا الرباط مهلة للوفاء بهذا الالتزام في أقرب الآجال".

وقال الخبير القانوني الإسباني إن ذلك يفسر الضغوط التي حاولت ممارستها على إسبانيا من أجل الحصول في أسرع وقت على اعتراف بسيادتها المزعومة على الصحراء الغربية، قبل تغيير واشنطن والكيان المحتل مواقفهما في حال تأخرت السلطات المغربية في تنفيذ ما هو مطلوب منها. أكد كارلوس رويز ميغيل، أستاذ القانون الدستوري بجامعة سان جاك ديكومبوستيلا الإسبانية ومدير مركز دراسات الصحراء الغربية، أن المغرب استخدم الهجرة غير الشرعية "كورقة ضغط" واتخذ مسألة استقبال الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي للعلاج في إسبانيا، "ذريعة" لابتزاز هذه الأخيرة من أجل الحصول على اعترافها بـ"سيادته" المزعومة على الصحراء الغربية في ظل تزايد مخاوفه من تغير موقف الولايات المتحدة بهذا الخصوص. 

وقال رويز ميغيل في حديث مع وكالة "سبوتنيك" الروسية نشرته، أمس، إن استقبال السلطات الإسبانية للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للعلاج في إسبانيا "مجرد ذريعة لابتزاز إسبانيا من أجل الحصول على اعتراف بسيادة مغربية مزعومة على الصحراء الغربية" خاصة وأنه مخاوفه زادت من حدوث تحول في موقف الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بخصوص الصحراء الغربية، ولذلك "شرع في استخدام ورقة الهجرة غير الشرعية للضغط على إسبانيا من أجل الحصول على هذا الاعتراف".

المغرب ليس شريكا يمكن الوثوق فيه

ووصف أستاذ القانون الدستوري أزمة المهاجرين في سبتة "بمثابة "اعتداء" من طرف المغرب  على السيادة الإسبانية، خاصة وأنه كان عملا متعمدا لجلب آلاف الأشخاص إلى إسبانيا لغزو مدينة سبتة" ضمن تصرف يثبت أن المغرب ليس شريكا مخلصا يمكن الوثوق فيه، وكان من المفروض أن تكون إسبانيا وخاصة سبتة على علم بالتهديد الذي تمثله السلطات المغربية منذ زمن بعيد. 

وقال إن الاتحاد الأوروبي لم يدرك بعد مسؤولية المغرب المباشرة والمتواطئة في وصول آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا سنويا. وذكر أنه منذ جويلية من العام الماضي غادر مئات المهاجرين غير الشرعيين الصحراء الغربية المحتلة باتجاه  جزر الكناري الاسبانية ولم يكن إبراهيم غالي قد دخل المستشفى في إسبانيا... والحرب في الصحراء الغربية لم تكن قد استؤنفت.

"مملكة الاتجار بالمخدرات"

وحول ما إذا كان بإمكان السلطات المغربية أن تستخدم أدوات ضغط أخرى خاصة  ورقة تهريب المخدرات أكد الخبير القانوني، "أن ذلك حقيقة مؤكدة بأن المغرب يبقى أكبر منتج للقنب في العالم وقد طور منه نوعا جديدا أكثر خطورة وليس سرّا أن إنتاجها مخصص للتصدير".

وأبرز أن استراتيجية من سماها بـ"مملكة المتاجرة بالمخدرات" لم تتغير بل إنها ستستمر شأنها في ذلك شأن بالإرهاب، كون معظم الأفراد المتورطين في جميع الهجمات الإرهابية التي شهدتها أوروبا تقريبا هم من  المغاربة الذين يرجح أنهم يخضعون لسيطرة المخابرات المغربية. وأرجع الخبير القانوني الإسباني مواصلة الرباط مثل هذه التصرفات المتعارضة مع كل القوانين الدولية دون عقاب إلى ما وصفها بتأثير اللوبيات على بعض الحكومات وخاصة في الولايات المتحدة وفرنسا".