لوقف زحف الحوثيين على عدن

الرئيس هادي يستنجد بمجلس الأمن

الرئيس هادي يستنجد بمجلس الأمن
  • القراءات: 541
 القسم الدولي القسم الدولي
ينتظر اليمنيون بكثير من الترقب طبيعة القرارات التي سيتخذها مجلس الأمن الدولي بعد انزلاق الوضع المتوتر في بلادهم بعد بروز مؤشرات خطيرة أصبحت تهدد الوحدة الترابية لهذا البلد المنقسم بين شمال يحكمه الحوثيون وجنوب موال للرئيس الانتقالي، عبد ربه منصور هادي.
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس اجتماعا طارئا لبحث الأزمة اليمنية المتفاقمة بطلب من الرئيس هادي الذي ضاق هامش المناورة من حوله وعجزت قوات جيشه عن التصدي لمسلحي حركة أنصار الله الشيعية بقيادة عبد الملك الحوثي الذي أبان عن رغبة في توسيع نطاق سيطرته وفرض منطقه على كل محافظات البلاد.
وشكل زحف المسلحين الشيعة على مدينة تعز، المدينة الإستراتيجية على الطريق المؤدية إلى مدينة عدن عاصمة جنوب البلاد واستولوا على مطارها في تطور عسكري زاد القناعة لدى الرئيس اليمني أن الوضع يستدعي تدخلا دوليا إن هو أراد المحافظة على سلطاته التي نقلها إلى عاصمة جنوب البلاد.
ورغم خروج آلاف المواطنين في مظاهرات احتجاجية ضد وصول المسلحين الشيعة إلى قلب مدينة تعز للتعبير عن رفضهم لهم، لم يتوان الحوثيون في إطلاق الرصاص الحي ضدهم مما تسبب في مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين في تصرف لزرع الرعب وأيضا لتأكيد إصرارهم على مواصلة زحفهم باتجاه جنوب البلاد.
وأدرك الرئيس اليمني أن سقوط مدينة تعز بين أيدي الحوثيين، يعني أن الطريق قد عبّد أمامهم لبلوغ محافظة عدن التي فر إليها الرئيس هادي بعد محاصرته لعدة أسابيع بالعاصمة صنعاء وأيضا باتجاه محافظة لحج التي تتواجد بها أهم قاعدة جوية تضم القوات الأمريكية.
واستشعرت الولايات المتحدة خطر هذه التطورات  المتسارعة وحدات جيشها في هذا البلد مما دفع بها إلى اتخاذ قرار لإجلاء كل موظفيها العاملين باليمن وكذا إخلاء قاعدة العناد الجوية الواقعة بمحافظة لحج التي كانت تستعملها القوات الأمريكية بالتنسيق مع نظيرتها اليمنية لشن ضرباتها الجوية بواسطة الطائرات دون طيار ضد معاقل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من جنوب وجنوب شرق اليمن معقلا له.
وقالت الإدارة الأمريكية إنها أبلغت الرئيس اليمني بقرار إجلاء موظفيها، مؤكدة استمرارها في دعم المسار السياسي الانتقالي في اليمن ضمن رسالة طمأنة باتجاه الرئيس هادي بعدم تخلي الولايات المتحدة عنه.
غير أن رسالة الطمأنة الأمريكية لم تكن كافية بالنسبة للرئيس اليمني الذي طالب مجلس الأمن بضرورة القيام بتدخل سريع وبكل الطرق الممكنة من أجل وضع حد للفوضى الأمنية المستفحلة في بلاده وحتى فرض عقوبات على دعاة العنف في اليمن وإصدار لائحة صارمة تحمل الحوثيين وحلفائهم على وقف اعتدائهم خاصة ضد مدينة عدن بجنوب البلاد.
وكان الرئيس اليمني قد أدان أول أمس التطرف السني والشيعي على السواء بعدما اعتبر أن الحوثيين وتنظيم القاعدة هما وجهان لعملة واحدة يسعيان لجر البلاد إلى دوامة العنف الأعمى.
كما اتهم إيران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسعون إلى السيطرة على محافظات جنوب البلاد بعد أن استولوا على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال.
وفي ظل هذه التطورات، حذر مراقبون من تداعيات تطور الصراع في اليمن بما أصبح يهدد الوحدة الترابية لهذا البلد الفقير في ظل انقسامه بين جنوب مؤيد للرئيس الانتقالي وشمال وقع تماما تحت سيطرة المسلحين الحوثيين.