رفض الاعتذار على جرائم فرنسا الاستعمارية

الرئيس ماكرون يخسر ورقة الشباب الإفريقي في منبولييه

الرئيس ماكرون يخسر ورقة الشباب الإفريقي في منبولييه
  • القراءات: 700
ص. م ص. م

بلغة حملت الكثير من الانتقاد والتنديد، تعالت معها رسائل الرفض والتصدي للنظرة الاستعلائية الفرنسية على شعوب مستعمراتها القديمة في القارة السمراء، وجد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، نفسه في مواجهة جيل جديد من شباب إفريقي تواق للتعامل بمنطق الندية مع فرنسا القوة الاستعمارية وليس بمنطق الخضوع وتلقي الأوامر  الباريسية". ويكون الرئيس الفرنسي بعد هذا الموقف قد أخطأ في سبر مواقف الشباب الإفريقي، الذي مازال متمسكا بقناعة تكرست لديه على مدار عقود بأن فرنسا تبقى قوة استعمارية لا خير يرجى من ورائها سوى مزيد من الاستعباد ونهب الخيرات الإفريقية.

وكانت تصريحات المشاركين في قمة فرنسا ـ افريقيا التي نظمت أول أمس، بمدينة مونبيليه في الجنوب الفرنسي صفعة أخرى تتلقاها الدبلوماسية الفرنسية، بعد أن التقت تدخلاتهم عند نقطة مشتركة بإدانة "الاستعمار" و"الغطرسة" و"الوصاية الفرنسية" على إفريقيا. وكان ماكرون، يريد من هذه القمة أن تشكل الاستثناء عندما قرر اقتصار المشاركة فيها على مؤسسات المجتمع المدني من الطرفين دون حضور رؤساء وقادة الدول الأفارقة كما جرت العادة، لكنه اصطدم بعزيمة وإرادة شباب افريقي  اثبت وعيه الكبير وايمانه القوي بقارته ومقاوماتها وامكانياتها. فمن مالي وكينيا مرورا ببوركينافاسو ووصولا إلى الكاميرون وغينيا وغيرها من الدول الافريقية التي ذاقت مرارة الاستعمار وخاصة الفرنسي منه، تحدى شباب هذه الدول العادات المعمول بها في مثل هذه المناسبات ووقفوا في وجه الرئيس الفرنسي ليؤكدوا له أن "القطيعة أرادها الأفارقة ولا يجب التصديق بأنها تقررت في مونبيليه" التي احتضنت أشغال القمة الافروـ فرنسية.

ويبقى أكثر ما مميز هذه القمة مطالبة المدون السنغالي شيخ فالك، فرنسا بالاعتذار للقارة الافريقية على جرائمها الاستعمارية، وطالب ماكرون بـ "التوقف عن التعاون والتنسيق مع رؤساء ديكتاتوريين وبرمجة سحب تدريجي ونهائي لقواعده العسكرية في إفريقيا". ولكن الرئيس الفرنسي الذي وجد نفسه في حرج ورغم اقراره بـ"مسؤولية فرنسا الكبيرة في تجارة الرق والاستعمار" رفض مرة أخرى الاعتذار عن الماضي الاستعماري الفرنسي في مستعمرات بلاده السابقة، مفضلا ما وصفه بـ العمل على الحقيقة" وليس على "العار والندم". والسؤال المطروح هل يقنع منطقه هذا الجيل الجديد من الشباب الافريقي، الباحث عن استقلاله وتطوير قارته وتنميته بكل ما تمتلكه من امكانيات وثروات وخيرات طبيعية تتكالب عليها فرنسا ودول غربية أخرى تستفيد منها وتركت شباب افريقيا يموت في الصحاري والبحار بحثا عن حياة أفضل.