بالنظر إلى حساسية المرحلة

الرئيس غالي يشدد على تكييف أساليب الحرب ضد المحتل

الرئيس غالي يشدد على تكييف أساليب الحرب ضد المحتل
الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي
  • القراءات: 979
ق. د ق. د

أجمع مسؤولون صحراويون وفي مقدمتهم الرئيس إبراهيم غالي، على، أن المرحلة التي تمر بها القضية الصحراوية في ظل عودة الكفاح المسلّح، تتطلب من القادة والأطر العسكرية تطوير خبراتهم القتالية لتفويت الفرصة على قوات الاحتلال التي استعانت بالكيان الصهيوني لتكريس احتلالها. وشدد الرئيس غالي، خلال إشرافه على تخرج دفعة جديدة من قادة جيش التحرير الشعبي الصحراوي من مختلف الرتب، على أن "تنمية الخبرة القتالية وترسيخ القدرات غايات عملياتية لا سبيل إلى تحقيقها إلا بالعمل الميداني"، مذكرا بأن "المعارف التي يتمتع بها القادة والأطر المتخرجة مردودها العملي يكون على الأرض خاصة مع استئناف الحرب مع الاحتلال المغربي".

وأشاد الامين العام لجبهة البوليزاريو، بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة الصحراوية، بالدفعة المتخرجة التي اعتبرها "مرجعية في التجارب القتالية"، خاصة وأنها "دفعة تضم إطارات خاضوا مسارا نضاليا وعسكريا حافلا بالعطاءات ورغم الظروف، فقد حققوا مكاسب تبقى خالدة في ذاكرة المسار النضالي للشعب الصحراوي وللأجيال". بالتزامن مع ذلك حذّر الوزير الأول الصحراوي، بشرايا حمودي بيون، على هامش الندوة الأوروبية 45 للتضامن مع الشعب الصحراوي الجارية فعاليتها بلاس بالماس الكنارية، من أن تأجيل حل نزاع الصحراء الغربية يبقى سببا في غياب السلام والاستقرار في منطقة المغرب العربي، مجددا إرادة الشعب الصحراوي القوية من أجل نيل استقلاله. وأشار الوزير الأول، إلى أنه بعد مرور 13 شهرا من استئناف الحرب تتواصل عمليات قصف جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد تخندقات القوات المغربية بالتوازي مع الهجمات المغربية ضد المدنيين. وقال إن المغرب "وبخرقه لاتفاق السلام الموقّع عام 1991، يكون قد عرقل تنظيم استفتاء تقرير المصير المتفق عليه من قبل الجانبين في هذه السنة بالذات".

وأكد أن التماطل المغربي دعمه "غياب إرادة الأمم المتحدة التي شجّعت التعنت المغربي لمواجهة كل دول الجوار وجر المنطقة إلى أزمة غير مسبوقة". وهو ما جعله يؤكد أنه "لم يبق أمام الشعب الصحراوي إلا الخيار بين تشريع الاحتلال أو الذهاب إلى الحرب". وقارن المسؤول الصحراوي بين النزاع المسلّح الذي عم الإقليم وما جلب للمغرب من أضرار اقتصادية. وما قد تتسبب فيه الحرب الحالية من خسائر من المحتل جدا، كما توقع أن تشمل هذه الحرب كامل الإقليم مع إبدائه مخاوف بخصوص فشل مساعي مبعوث الأمين العام الخاص الجديد إلى الصحراء الغربية. وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، دعت اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان مجلس الأمن الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجميع المنظمات الدولية المختصة في المجال لتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين الصحراويين والضغط على المغرب لوقف جرائمه ضد الانسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها بشكل يومي في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.

من جهته قدم رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، عبد السلام عمار، ملخصا عن تقرير أعدته الجمعية حول وضعية حقوق الإنسان بالمناطق المحتلّة، خلال الفترة التي أعقبت الخرق المغربي السافر لوقف إطلاق النار نهاية السنة الماضي، مركزا على ما تعانيه المناضلة الصحراوية سلطانة خيا، والمعتقلون السياسيون الصحراويون والضحايا المدنيون الذين اغتالتهم قوات الاحتلال المغربية بالطائرات المسيرة خلال الأشهر القليلة الماضية.

العماري يدعو إلى وضع حد للعراقيل المغربية 

ودعا مناضل حقوق الانسان، محرز  العماري، الأمم المتحدة إلى وضع حد لسياسة العرقلة التي تنتهجها المملكة المغرب "التوسعية" التي تعيق مسار تقرير المصير في الصحراء الغربية. وأكد العماري، في رسالة وجهها إلى الندوة الأوروبية 45 للتضامن مع الشعب الصحراوي "ايكوكو" التي انطلقت أشغالها أمس، بلاس بالماس الاسبانية، أن "المملكة المغربية التوسعية لم تستخلص دروس التاريخ، وهي تخاطر بزيادة التوتر وخلق وضع لا يطاق من شأنه أن يضر باستقرار المنطقة ويقوض فرص التوصل إلى تسوية عادلة ونهائية للصراع".

وبينما أكد في هذا الاطار على "الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وهو حق يجب أن يمارسه بطريقة حرة وعادلة وديمقراطية"، طالب العماري، مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بـ"وضع حد لسياسة العرقلة والتعنت المغربية التي لا تتوقف أبدا عن تحدي المجتمع الدولي". وأشاد محرز العماري، بالتزام "ايكوكو" التي اختارت هذه الفترة الرمزية من العاشر 10 ديسمبر، الموافق لتاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و14 ديسمبر تزامنا مع مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار 1514 لعقد اجتماعها السنوي الـ45.