بعد أن تجاوز عدد الأمريكيين المصابين عتبة 83 ألف

الرئيس ترامب في قلب دوامة تصريحاته النارية ضد فيروس كورونا

الرئيس ترامب في قلب دوامة تصريحاته النارية ضد فيروس كورونا
  • القراءات: 805
م. م م. م

 

كان اهتمام العالم نهاية الاسبوع منصبا على تطور الوضع الوبائي في الولايات المتحدة في ظل الارتفاع المستمر لعدد المصابين بداء كورونا ومعه عدد الوفيات التي اكدت توقعات منظمة الصحة العالمية بتحول بلد العم "صام " الى بؤرة جديدة للداء بدلا من القارة الاوروبية.

وبقدر ما كان الاهتمام منصبا على الحالة الوبائية في الولايات المتحدة فان الاهتمام الاكبر كان مركزا على موقف الرئيس الامريكي الذي استهان بخطر انتشار الداء ورفض كل فكرة لفرض الحجر الصحي قبل ان يجد نفسه امام امر واقع  قد يحتم عليه اللجوء الى مثل هذا الخيار.

وشكل تجاوز عدد المصابين من الامريكيين عتبة 83 الف مصاب ووفاة قرابة 1300، اشارة انذار قوية  في هذا البلد، اكدت ان الرئيس، ترامب اخطأ في تقدير الخطر المحدق لهذا الفيروس الزاحف في سرية تامة، بينما كان هو يدلي بتصريح تلوى الآخر حملت في سياقها رائحة حملة دعائية ثمانية اشهر قبل موعد الانتخابات الرئاسية التي يطمح للفوز فيها بعهدة ثانية.

وكان يمكن  للرقم المسجل امس عاديا بالنظر الى تعداد سكان الولايات المتحدة المقدر بحوالي 360 مليون نسمة الا ان خطره يكمن في تسجيل أكثر من 10 آلاف حالة جديدة في أقل من خمس ساعات وكان ذلك بمثابة القطرة التي افاضت كأس الخوف لدى عامة الامريكيين وخاصة سكان ولاية نيويورك التي سجلت لوحدها  37802 حالة.

وكانت حصيلة 1300 ضحية التي حصد الفيروس ارواحها تباعا ضربة قوية  لصورة رئيس  راح يتغنى بصورة السور الحديدي الذي  اقامه على الحدود المكسيكية لمنع تسلل مهاجرين من امريكا اللاتينية  قبل ان يفاجئه مهاجر سري لا يعترف لا بالحدود الجمركية ولا الاسلاك الكهربائية ضمن تصريح جعله وكأنه يسبح عكس تيار حرب دولية ضد عدو مشترك اسمه فيروس كورونا، ودفعت الى التساؤل حول ما اذا كان الرئيس الامريكي يعي خطورة انتشار هذه الجائحة.                            

والمفارقة ان الرئيس ترامب، تغنى  بصورة ذلك السور خلال الندوة اليومية لأعضاء اللجنة الطبية حول الوضعية الوبائية  لداء "كوفيد ـ 19 " مما جعل صورته تنهار في اوساط راي عام  امريكي ، اكثر فاكثر بعد وعوده الوهمية  بقرب توفير لقاح  لمواجهة انتشار الداء وخروج الولايات المتحدة من نفق الوباء في اقرب الآجال.

وجعلت ارقام ضحايا  هذا الفيروس من المصابين  والمتوفين ، الرئيس الامريكي في موقع ضعف امام " عدو" مستتر يتنقل بحرية تامة عبر كل الحواجز عندما راح يتعامل مع الموقف بمنطق رجل الاعمال الباحث عن المحافظة على اقتصاد توقفت الة انتاجه وانهارت مؤشرات نموه حتى في حال وافق مجلس النواب على ضخ 2000 مليار دولار في دواليبه.

ويكون الرئيس الصيني، شي جين بينغ قد استشعر مثل هذا الموقف المهزوز للرئيس الامريكي وراح يقترح عليه في مكاملة هاتفية اجراها معه امس بطي صفحة الصراع بيم بليهما وفتح اخرى لتعاون دولي  كفيل بمواجهة العدو المشترك لكل البشرية.

وطمأن الرئيس الصيني نظيره الامريكي بان  بلاده مستعدة لاقتسام كل المعلومات وتجربتها في محاربة داء كوفيد ـ 19 ضمن محاولة صينية لوضع حد لحرب كلامية غذاها وصف الرئيس  الامريكي لهذا الفيروس بـ " الصيني" بينما اتهمت بكين قوات المارينز الامريكية بنشرها في مقاطعة ووهان اول بؤرة للوباء الفتاك.

ولكن هل تنجح دبلوماسية " محاربة الفيروسات" في تليين مواقف قوى دولية متصارعة لفرض منطقها على العالم وحتى وان تم الاتفاق بينها خلال قمة مجموعة العشرين اول امس على ضخ  5 الاف مليار دولار لمنع انهيار الاقتصاد العالمي عبر استراتيجية متكاملة لمحاربة الفيروس  المتسلل الى كل البلدان حاصدا أرواح اكثر من 25 الف شخص من مجموع 550 الف مصاب؟

ويطرحمثلهذاالسؤالرغمانالرئيسالفرنسي،ايمانويلماكرونكشفعنمبادرةوصفهابـ "الجديدة والهامة " سيتم الاعلان عنها رفقة نظيره الامريكي محتفظا لنفسه بماهيتها وما اذا كانت مالية او صحية ام سياسية ـ دبلوماسية واكتفى بالقول ان الكشف عن ها سيكون خلال ايام .

ومهلة الايام قد تكون كارثية على فرنسا نفسها التي تسابق  فرقها الطبية، الزمن من اجل احتواء فيروس  استوطن البلد وراح يتغلغل تدريجيا في اوساط الناس زارعا الموت والرعب

بتسجيل وفاة 365 فرنسيا ليلة الخميس الى الجمعة ضمن مؤشر جعل الوزير الاول الفرنسي ادوارد فليب يحذر من انتشار العدوى ومن صعوبة احتوائها ضمن "بسيكوز" زاده وفاة اول مراهقة في السادسة عشرة من عمرها، رعبا اضافيا.