بعد مخاض استمر طيلة أسبوعين

الرئيس الفرنسي يعلن حكومة جديدة لا تحظى بالإجماع

الرئيس الفرنسي يعلن حكومة جديدة لا تحظى بالإجماع
  • القراءات: 591
 ق. د ق. د

تمكن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، من تشكيل حكومة جديدة، أسبوعين منذ استقالة وزيره للداخلية جيرارد كولومب بما يؤكد المتاعب السياسية التي أصبح يواجهها بعد أن تراجعت شعبيته في أوساط الرأي العام الفرنسي الذي  لم يعد يثق في كل وعوده التي قطعها على نفسه.

ويأمل الرئيس الفرنسي من خلال طاقمه الوزاري الجديد استعادة شعبيته المفقودة وإعطاء نفس جديد لمشاريعه ودفع بأكثر من ثمانية وزراء يفضلون الانسحاب بعد أن تيقنوا أن الوعود التي قطعها الرئيس ماكرون على نفسه لم تكن سوى وعود وهمية وخاصة وأنه حاول أن يظهر بمظهر الرئيس الإصلاحي الذي يريد أن يقطع الصلة مع الممارسات السياسية لسابقيه قبل أن يتيقن أنه مثلهم.

وإذا كان الرئيس الفرنسي ارتكب الكثير من الزلات السياسية إلا أن قضية مستشاره الأمني الكسندر بن علا فجرت كأس الغضب الشعبي في أوساط الرأي العام الفرنسي عندما تم تداول صوره وهو يقوم بإشباع مواطن ضربا ولطما في احتفالات عيد الشغل في ماي الماضي.

وحاول الرئيس الفرنسي أن يطوي صفحة انتكاساته السياسية من خلال تشكيل هذه الحكومة التي أكد بيان قصر الاليزيه أنها ضمت فريقا جديدا، سيواصل العمل في إطار الاستمرارية السياسية الرامية الى مواصلة الإصلاحات التي تبناها اصغر رئيس في تاريخ فرنسا. 

وحافظ  الرئيس ماكرون ضمن هذه التشكيلة على وزيره الأول ادوارد فليب الذي سيقود حكومة من 34 عضوا، بينهم 17 سيدة، وضمنهم سبعة وزراء يتولون حقائب وزارية لأول مرة.

واختار الرئيس الفرنسي كريستوف كاستانير البالغ من العمر 52 عاما وزيرا للداخلية خلفا للوزير جيرارد كولومب الذي شكلت استقالته في الثاني من الشهر الماضي اكبر هزة سياسية في فرنسا بعد تلك التي أحدثتها استقالة وزير البيئة الوزير نيكولا هيلو الذي كرست استقالته حجم الخلافات التي ظهرت في قلب الحكومة الفرنسية.

ويبدو أن الرئيس الفرنسي اختار أحد اقرب مؤيديه لتفادي أية هزة مستقبلية داخل حكومته رغم أن كاستنير لم يسبق له أن شغل مسؤوليات أمنية حيث كان مجرد وزير للعلاقات مع البرلمان إلى جانب شغله لرئاسة حركة الجمهورية الى الأمام التي أسسها الرئيس ماكرون.

وهو ما يفسر اختياره للوران نياز مدير المخابرات الداخلية كاتب دولة لدى وزير الداخلية لمساعدته في تسيير الشؤون الأمنية.

ولكن ذلك لم يمنع ليديا غيرو الناطقة باسم حركة ”الجمهوريون” التي يقودها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي من توجيه انتقادات حادة لهذا التعيين وقالت أن اختيار كاستانير لشغل حقيبة وزارة الداخلية لا يدفع على الارتياح وأن الفرنسيين لا يشعرون بالأمن .