طباعة هذه الصفحة

فيما ثمنت البوليزاريو تطور الموقف الأمريكي بشأن نزاع الصحراء

الرئيس الصحراوي يندد باستقدام المخابرات المغربية إلى ”الكركارات”

الرئيس الصحراوي يندد باستقدام المخابرات المغربية إلى ”الكركارات”
الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي
  • القراءات: 1234

أعرب الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، في رسالة بعث بها إلى الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريس، عن قلقه الشديد إثر إقدام سلطات الاحتلال المغربية على جلب مجموعة من عملاء الأمن والمخابرات المغربية وإسكانهم في موقع قرب الطريق المعبد الذي أقامه المغرب بشكل غير قانوني عبر المنطقة العازلة في منطقة الكركارات جنوب الصحراء الغربية.

وأكد الرئيس الصحراوي في رسالته أن وجود عملاء مغاربة في المنطقة العازلة يعد انتهاكا خطيرا لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1 ووصفه بأنه عمل استفزازي ومزعزع للاستقرار من شأنه أن يؤجج الوضع المتوتر أصلا ويزيد من تهديد الأمن في المنطقة. كما قامت السلطات المغربية مؤخرا ببناء كوخ لإيواء المجموعة المذكورة وهي على وشك تشييد مبانٍ غير قانونية إضافية في المنطقة.

ودعا الأمين العام لجبهة البوليزاريو مجلس الأمن الدولي إلى التصرف بحزم أمام محاولة المغرب الجديدة تغيير الوضع القائم في المنطقة العازلة، محذرا بأنه إذا لم يتم كبح جماح هذه الأعمال المغربية فإنها ستهدد السلام والأمن في الإقليم وتقوض عملية الأمم المتحدة للسلام الهشة أساسا في الصحراء الغربية.

وأدان الرئيس غالي بشدة انتهاك المغرب الخطير لوقف إطلاق النار، حيث دعا مجلس الأمن إلى ضمان قيام المغرب وعلى الفور بإزالة كل عملائه وتفكيك أي منشآت له في المنطقة العازلة. كما دعا بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو إلى مراقبة الوضع على الأرض عن كثب لضمان امتثال المغرب التام لالتزاماته بموجب وقف إطلاق النار والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة.

ومن جهة أخرى، أكد ممثل جبهة البوليزاريو بالأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، أن الموقف الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية قد شهد تطورات كثيرة عبر المراحل المختلفة للنزاع كما أثبتت ذلك الوثائق الأمريكية الرسمية التي رفعت السريةُ عنها مؤخرا من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.

وفند محمد عمار ما تناولته وسائل الإعلام المغربية بخصوص المقالات التي نشرها، أول أمس الاثنين، الصحفي، ديون نيسينبوم، في جريدة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، مؤكدا بأنه ليس بالأمر الجديد على المحتل المغربي الذي عود المجتمع الدولي بالحملات الدولية التي تسخرها لخدمة أجندتها الاستعمارية على التضليل وإيهام الرأي العام الداخلي والخارجي بوقائع ومزاعم لا أساس لها من الصحة.

وفي هذا الإطار، زعمت بعض وسائل إعلام دولة الاحتلال أن المجلة الأمريكية نفسها (وليس الصحفي صاحب المقال) تحدثت عن الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية الجديدة وبالتحديد عما أسمته معارضتها لدولة صحراوية مستقلة في الصحراء الغربية، أما الموضوع الآخر الذي روجت له وسائل الإعلام المغربية هو الزعم بأن المجلة تحدثت عن صلة جبهة البوليزاريو بالإرهاب وما إلى ذلك من مزاعم باطلة.

وأكد المسؤول أن موقف الإدارة الأمريكية الرسمي لا يعترف بأي سيادة مغربية على الصحراء الغربية عندما وقعت على اتفاقية التجارة الحرة مع المغرب في يوليو 2004.

كما أن الإدارة الأمريكية تدعم رسميا لكل حل سياسي يكفل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية كما أكدت على ذلك كل التصريحات العلنية التي أدلى بها دبلوماسيون أمريكيون عقب تبني مجلس الأمن لقراراته الأخيرة حول تجديد ولاية بعثة المينورسو في الصحراء الغربية.

وأبرز أنه تم خلال العامين الماضين، عقد خمسة لقاءات رسمية بين مسؤولين أمريكيين وصحراويين وبناء على طلب الجانب الأمريكي أساسا، وفي هذه اللقاءات التي جرت في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي عاصمتين أوروبيتين وعاصمة إفريقية، لم يعرب المسؤولون الأمريكيون أبدا عن معارضتهم لإنشاء دولة صحراوية مستقبلا أو ما شابه ذلك، وإنما كانوا دائما يؤكدون موقفهم الرسمي الذي أشرت إليه سابقا وعلى ضرورة أن تجري المفاوضات المباشرة بين الطرفين ودون أية شروط مسبقة من أجل التوصل إلى الحل الذي دعا إليه مجلس الأمن في قراراته ذات الصلة.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد كانت تلك اللقاءات أيضا فرصة للجانب الصحراوي للتأكيد للمسؤولين الأمريكيين على الموقف المبدئي لجبهة البوليزاريو المتمثل في الدفاع القوي عن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال الذي يعتبر حقا ثابتا وغير قابل للتفاوض، وأن الهدف النهائي للكفاح الصحراوي المشروع الذي تقوده جبهة البوليزاريو هو الاستقلال التام واستعادة السيادة على كامل التراب الوطني، يضيف سيدي عمار.

أما فيما يتعلق بالاتهامات المرتبطة بالإرهاب فإن الأمر الذي حرفته وسائل الدعاية المغربية هو أن الإشارة الواردة في مقال الصحفي إلى ما يسمى بالدولة الإسلامية والقاعدة إنما جاءت كجزء من تصريح أدلى به وزير خارجية دولة الاحتلال المغربية في مقابلة أجراها معه كاتب المقال بالعاصمة المغربية. وبالتالي فهو ليس تقريرا صريحا من قبل الصحفي أو المجلة حول هذا الموضوع، وإنما هو نقل لتصريح مسؤول مغربي نعلم أجندته الخفية العلنية، وما دام كذلك فهو ليس بحاجة إلى أي تعليق.

وأشار في المقابل إلى أن وزير خارجية دولة الاحتلال اعترف حرفيا في التصريح المذكور بوجود إرهابيين في المغرب وفي مدينة الدار البيضاء بالتحديد، ولا يسعنا المجال هنا للتحدث عن صلة النظام المغربي بالإرهاب والاتجار بالمخدرات والبشر والجريمة المنظمة التي هي كلها أمور معلومة للجميع.

ويؤكد ممثل جبهة البوليزاريو بالأمم المتحدة، باختصار وكالمعتاد فالدعاية المغربية التي هي موجهة بالأساس إلى الاستهلاك الداخلي لا تهدف إلا إلى زرع الغموض وخلط الأوراق في وقت يُظهر فيه نظام دولة الاحتلال فشلهَ الذريع في تشريع احتلاله وضمه غير المشروع لأجزاء من الصحراء الغربية التي تبقى كما تعترف بذلك الأمم المتحدة، قضيةَ تصفية استعمار بانتظار الحل في إطار مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.