الأزمة الخليجية

الرئيس التركي في مهمة وساطة «مستحيلة»

الرئيس التركي في مهمة وساطة «مستحيلة»
  • القراءات: 632
 م. مرشدي م. مرشدي

يشرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومي الأحد والاثنين القادمين في جولة خليجية تشمل دولة قطر والعربية السعودية والكويت في محاولة لإنهاء الأزمة المتأججة في هذه المنطقة الحساسة منذ بداية شهر جوان الماضي.

وكشف الوزير الأول التركي بن علي ايلدريم أن جولة الرئيس أردوغان تدخل في إطار رغبة أنقرة في ضع حد لهذه الأزمة ولعب دور إيجابي لتسويتها.

ويبدأ الرئيس التركي زيارته بمحطة العاصمة السعودية ثم الكويتية على أن يختمها يوم الاثنين القادم بمحطة العاصمة القطرية بعد أكثر من شهر منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين ما أصبح يعرف باسم مجموعة «الثلاثة زائد واحد» من جهة وهي (العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين)، بالإضافة إلى مصر وقطر في الجهة المقابلة المتهمة بدعم وتمويل الإرهاب. وتأتي جولة الرئيس أردوغان بعد جولات مماثلة قام بها تباعا وزراء خارجية ألمانيا ثم بريطانيا فالولايات المتحدة وأخيرا وزير الخارجية الفرنسي إلى المنطقة ولكنهم فشلوا جميعا في تحقيق ما كانوا يبحثون عنه ضمن نتيجة عكست عمق الأزمة وبلوغها نقطة القطيعة النهائية مما جعل كل المساعي تفشل في إيجاد أرضية توافقية بين أطرافها.

وهو ما يدفع إلى التساؤل تماما كما حصل مع المساعي السابقة المذكورة هو هل تنجح تركيا حيث فشلت ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة في إقناع الفرقاء الخليجيين بعدم تصعيد الأزمة أكثر مما هي عليه والعمل بدلا عن ذلك على تسوية خلافاتهم بالطرق الدبلوماسية. ولكن التساؤل الذي يفرض نفسه في الحالة التركية أن أنقرة وجدت نفسها في قلب هذه الأزمة بعد أن طالبت الدول الأربع بإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر ضمن الشروط التي يتعين على الدوحة الإيفاء بها.

وهو الشرط الذي رفضته السلطات القطرية والتركية يوم الجمعة الأخير وقامتا بتنظيم مناورات عسكرية مشتركة في عرض المياه القطرية في رسالة ضمنية فهمتها العربية السعودية أنها موجهة ضدها. والمؤكد أن مصير هذه القاعدة سيكون في صلب المحادثات التي سيجريها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمؤكد أيضا أن تباين المواقف بشأنها سيؤدي إلى فشل مساعي الوساطة التركية.