التقى عائلة والده في نيروبي الكينية

الرئيس الأمريكي ينوه بالتحفيزات الاقتصادية في إفريقيا

الرئيس الأمريكي ينوه بالتحفيزات الاقتصادية في إفريقيا
  • القراءات: 679
«إفريقيا تتقدم".. بهذه العبارة استهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولته الإفريقية بالعاصمة الكينية في أول زيارة له إلى أرض أجداده للتأكيد على الأهمية التي أصبحت تكتسيها القارة الإفريقية في حسابات الولايات المتحدة الساعية إلى جعلها متنفسا لاقتصادها. وشكلت القضايا الأمنية في منطقة القرن الإفريقي ومكافحة الإرهاب والمسائل الاقتصادية، أهم محورين في المفاوضات التي تمت أمس بين الرئيس الكيني، أوهيرو كينياتا والرئيس الأمريكي الذي يقوم بأول زيارة إلى مسقط رأس عائلة أوباما الكينية.
ولأن المصلحة متبادلة، فإن الولايات المتحدة في حاجة ماسة إلى من يقوم بدور محوري للاضطلاع بمهمة محاربة الإرهاب، بينما تريد السلطات الكينية من ويوليها الاهتمام ويعترف بالجهود التي تبذلها ضمن قوات الاتحاد الإفريقي في مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية في منطقة القرن الإفريقي. وكانت وقفة وضع باقة الورد التي وضعها الرئيس الأمريكي أمام النصب التذكاري الذي أقامته السلطات الكينية تخليدا لأرواح التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر السفارة الأمريكية في نيروبي سنة 1998 وخلف مقتل 213 شخصا بمثابة عرفان  بالدور الأمني الذي تقوم به السلطات الكينية في مواجهة حركة الشباب المجاهدين الصومالية ومختلف التنظيمات الناشطة في كل منطقة القرن الإفريقي.
وهي المهمة التي كلفتها أعنف تفجيرين مس الأول مركز واست غايت سنة 2013 وخلف مقتل 67 شخصا، بينما مست العملية الثانية شهر أفريل الماضي جامعة غاريسا وخلف مقتل 148 طالبا جامعيا في أعنف هجوم تنفذه حركة الشباب المجاهدين الصومالية انتقاما من التدخل العسكري الكيني في الصومال. ولكن الزيارة إن هي أخذت شقا أمنيا طاغيا، فإن المسائل الاقتصادية ستكون حاضرة بشكل لافت بالنظر إلى اهتمام الشركات الأمريكية الكبرى بأسواق البلدان الإفريقية التي أظهرت تحفيزات استثمارية ضخمة في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية وجعلت القارة الإفريقية محل تنافس شرس بين مختلف القوى الاقتصادية في العالم.  وقال الرئيس الأمريكي إن مواجهة التحديات التي فرضها الإرهاب يمكن مواجهتها اقتصاديا مادام الأفارقة متعطشون لتحقيق النمو والرفاهية عبر تعزيز التبادل بين شعوبهم في المجال السياحي والتربية والعلوم.
وأضاف أن اهتمامنا بإفريقيا راجع إلى كون ما يحدث فيها من تحولات سيكون له انعكاس على كل العالم على اعتبار أن أعلى نسب النمو ستسجل في إفريقيا. وهو الاهتمام الذي انعكس من خلال إشراف الرئيسين كينياتا وأوباما على افتتاح ملتقى دولي حول الشراكة الاقتصادية. وقال الرئيس الأمريكي "أنا هنا لأن إفريقيا تتقدم بدليل أنها أصبحت من المناطق التي تشهد نموا متصاعدا" وقناعته استمدها من خروج المواطنين الأفارقة من دائرة الفقر بعد أن عرفت أجورهم ارتفاعا كبيرا وسمحت ببروز طبقة متوسطة فاعلة.
وأيده الرئيس الكيني في مقاربته قائلا إن خطاب اليأس الإفريقي لم يعد له مكان في القارة لأنه خطاب خاطئ بدليل أن إفريقيا متفتحة ومستعدة لاستقبال كل المبادرات الاقتصادية.   وقال إنه أمر رائع التواجد بكينيا وأنا جد فخور لأن أكون أول رئيس أمريكي يزور هذا البلد وهي زيارة  تكتسي بالنسبة لي أهمية خاصة كون والدي ينحدر من إحدى مناطقها. وقد أقام الرئيس الأمريكي مساء الجمعة مأدبة عشاء على شرف أعضاء عائلة أوباما الذين تنقلوا إلى العاصمة نيروبي للقائه قادمين إليها من قرية كوغيلو مسقط رأس والده الذي تركه وعمره لا يتعدى العامين حيث وافاه الأجل في حادث سير وهو في سن السادسة والأربعين من العمر.