لقي مصرعه في غارة جوية

الرئيس الأمريكي يؤكد مقتل أبو بكر البغدادي

الرئيس الأمريكي يؤكد مقتل أبو بكر البغدادي
  • القراءات: 670
م. مرشدي م. مرشدي

أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أمس، مقتل أبو بكر البغدادي متزعم تنظيم "داعش" الإرهابي في غارة نفذتها قوة جوية أمريكية في شمال ـ غرب سوريا على الحدود التركية. وقال الرئيس الأمريكي في كلمة ألقاها انطلاقا من مكتبه في البيت الأبيض إن قوة من وحدات النخبة الأمريكية حاصرته في معقله وشددت عليه الخناق مما دفع به إلى تفجير نفسه بحزام ناسف كان يحمله. وأشار ترامب إلى أن البغدادي لم يمت بطلا ولكنه قتل جبانا بعد أن فجر نفسه داخل نفق تم حفره للاحتماء فيه وقد لقي مصرعه رفقة ثلاثة من أبنائه.

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه تابع لحظة بلحظة الغارة الجوية ضد مكان اختفاء البغدادي انطلاقا من غرفة العمليات في البيت الأبيض التي عادة ما يتم بداخلها اتخاذ القرارات الحاسمة والسرية داخل الإدارة الأمريكية بعد أن تم تزويد "الكومندو" منفذ العملية بتجهيزات تصوير عالية الجودة. وأكد الرئيس ترامب عدم إصابة أي جندي أمريكي في هذه العملية النوعية والتي خلفت عددا كبيرا من القتلى من أتباع البغدادي.

وتناقلت مختلف المصادر ليلة السبت إلى الأحد مقتل مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق "داعش" في عملية نفذتها فرقة من نخبة القوات الأمريكية في مدينة إدلب في شمال ـ غرب سوريا، ضمن عملية نوعية قد تكرس شهادة وفاة هذا التنظيم الذي ولد من العدم قبل خمس سنوات قبل أن يتحول إلى مهدد للأمن الدولي.

وأكدت وزارة الدفاع التركية أنها قامت بتنسيق أمني مع الولايات المتحدة قبل تنفيذ عملية على الحدود التركية من دون أن تعطي تفاصيل وطبيعة هذه العملية في نفس الوقت الذي أكد فيها مسؤول عسكري تركي سامي أن الأمر يتعلق بالقضاء على أبي بكر البغدادي الذي وصل المكان خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة.

وهو ما أكده مرصد حقوق الإنسان في سوريا الذي أكد ـ نقلا عن مصادره المحلية ـ أن قوة أمريكية محمولة جوا نفذت عملية عسكرية في منطقة محافظة إدلب "ضد قياديين في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وأكدت شبكة "سي. أن. أن" الإخبارية الأمريكية أن التحريات جارية للتأكد من مقتل البغدادي بأخذ عينة من الحمض النووي من بقايا جسده على اعتبار أنه قام بتفجير نفسه لمنع اعتقاله.

وأكد مرصد حقوق الإنسان السوري أن العملية نفذتها ثماني طائرات مروحية قامت باستهداف منزل وسيارة على مشارف قرية باريشا السورية على بعد عدة كلومترات من الحدود التركية، خلفت مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص من بينهم امرأتين وطفل ولكنه لم يؤكد ما إذا كان البغدادي ضمن قتلى هذه العملية. وأكد سكان من هذه القرية أنهم شاهدوا فجر أمس، سيارة مدمرة جراء القصف وبداخلها شخصان وقد تفحمت جثتيهما.

يذكر أن البغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري السمرائي المولود سنة 1971 ظهر فجأة في المشهد الشرق ـ أوسطي برعاية من الدعاية الغربية التي جعلت منه أميرا منافسا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة تحول بعدها إلى خليفة للمسلمين وقد اقترن اسمه ببشاعة عمليات القتل والتصفية التي كان ينفذها ضد كل من يكفر بأفكاره أو يجهر بعدائه له.

ويتذكر العراقيون السرعة التي انهار بها الجيش العراقي في شرق البلاد سنة 2014 فاسحا المجال لعناصر تنظيم  «داعش" للاستيلاء على أسلحته ضمن معادلة مازالت ألغازها قائمة ومحيرة، كيف لجيش نظامي بقوة الجيش العراقي أن يستسلم لعناصر تنظيم خرج من العدم وفي وقت قياسي.

وهو التحول الذي جعل العراق يدخل مرغما متاهة محاربة الإرهاب قبل أن تنتقل عدواه إلى سوريا المجاورة ضمن ترتيبات مدروسة بإحكام لتجسيد نظرية الفوضى الخلاقة التي عملت كاتبة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس على الترويج لها لدى أنظمة مختلف العواصم العربية التي احتضنتها وبدأت في تنفيذها من تونس إلى مصر ثم ليبيا قبل أن تحط رحالها في اليمن وسوريا واليوم في لبنان والعراق، بعد أن فتحت بؤرة نزاع بين دول مجلس التعاون الخليجي مازالت تبعاتها قائمة إلى حد الآن ضمن حلقات سيناريو إستراتجية أمريكية محبكة الإخراج والتنفيذ.