بعد تفش كارثي لوباء "كورونا" في الولايات المتحدة

الدعوة إلى مقاربة جديدة لتفادي سيناريو الربيع الماضي

الدعوة إلى مقاربة جديدة لتفادي سيناريو الربيع الماضي
الدعوة إلى مقاربة جديدة لتفادي سيناريو الربيع الماضي
  • القراءات: 661
ق. د ق. د

اعترف أنطوني فوتشي، الطبيب المختص في الأمراض المعدية ورئيس فريق الأزمة الطبي في البيت الأبيض الأمريكي امس أن بلاده مطالبة بتغيير مقاربتها لاحتواء تفشي وباء كورونا بقناعة "أن أمرا ما لا يسير كما يجب للحد من خطره".

وقال فوتشي المعروف عنه صراحته في قول كل الحقيقة حول الوضع الوبائي في بلاده أنه حتى وإن اعتمدنا طرقا أخرى فإن ذلك لن ينجح في القضاء على الوباء  بما يستدعي وضع تصور اكثر فعالية لمواجهة الوباء.

وجاء تصريح فوتشي لصحيفة "واشنطن بوست"، أمس، بعد ظهور موجة تفشي جديدة لـ"كوفيد ـ 19" في الولايات المتحدة جعلت مختلف الأطقم الطبية في عديد الولايات الأمريكية تدق ناقوس الخطر من ذروة جديدة للوباء وخاصة في ولايات جنوب البلاد  فاقت الذروة التي سجلت نهاية شهر أفريل الماضي.

وكان تسجيل أعلى نسب الإصابة في ولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا وفلوريدا ومدينة الألعاب لاس فيغاس وتكساس بمثابة ناقوس خطر جعلت سلطات هذه الولاية الأخيرة إلى إعادة فرض إجراءات الحجر الصحي بعد أن كانت أول  من رفعها، بعد تسجيل قرابة 6 آلاف حالة إصابة بالوباء في ليلة واحدة ضمن رقم قياسي لم يسبق أن تم تسجيله في احدى الولايات في أمريكا.

وقال  فوتشي إنه يتعين لاحتواء هذه الوضعية، القيام بعملية اختراق لتحديد كيفية انتشار الإصابات في أوساط المجتمع الأمريكي وأن الطريقة المثلى لتسجيل نجاح في ذلك  يمر عبر القيام بأكبر عملية تشخيص في البلاد لإحصاء المصابين.

وأجرت مصالح الصحة الأمريكية  أول أمس اكبر عملية تشخيص استباقي في  البلاد منذ تسجيل أول ضحية بالوباء شهر فيفري الماضي، شملت اكثر من 640 الف شخص.

وهي طريقة استباقية للوقاية من الوباء بعد أن سجلت الولايات المتحدة في بداية ظهور أولى حالات الإصابة ما بين 5 إلى 8 بالمئة من الأمريكيين وهو ما يعني وجود احتمالات متزايدة لإصابة 95 بالمئة من الأمريكيين المقدر تعدادهم بحوالي 300 مليون نسمة.

وأرجعت مصادر طبية أمريكية هذا التفشي الجديد للوباء إلى عدم امتثال سكان الولايات والمدن الموبوءة إلى عدم التزام سكانها بإجراءات الوقاية من غسل لليدين وارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد الاجتماعي وخاصة في الأماكن المغلقة وهو ما جعل سلطاتها تفكر في إصدار تشريعات قانونية تحتم ارتداء الأقنعة الواقية والقفازات واحترام مسافات التباعد.

وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 37 ألف إصابة جديدة نهاية الأسبوع ووفاة 692 شخصا مما جعل خبراء الصحة يحذرون من انفجار جديد للوضع الوبائي جعلت متتبعين يؤكدون وكأنهم يعيدون فيلم ولايات شمال ـ شرق  البلاد وخاصة في مدينة نيويورك الربيع الماضي التي شكلت كارثة حقيقية في البلاد.


ضرورة توفير 31 مليار دولار لمواجهة وباء كورونا

أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن توفير أكثر من 30 مليار دولار تبقى ضرورية للتوصل إلى إنتاج أول لقاح لمعالجة فيروس "كوفيد ـ 19" ووقف آثاره الكارثية على كل البشرية.

وأضافت المنظمة في بيان أصدرته أمس أن المبادرة التي اطلقتها نهاية شهر أفريل  بالتعاون مع شركائها من الدول المانحة والتي تهدف إلى تسريع وتيرة إنتاج أول لقاح للوباء وجعله في متناول  الجميع من عملية تشخيص وعلاج وتلقيح، تستدعي توفير مبلغ 31,3 مليار دولار إلى غاية شهر أفريل من العام القادم .

وأكدت منظمة الصحة العالمية عشية ندوة للدول المانحة أنها تمكنت إلى حد الآن الحصول على تعهدات دولية بلغت قيمتها 3,4 مليار دولار بينما تتطلب العملية كلها، تحصيل 27,9 مليار دولار منها 13,7 مليار دولار كمبلغ استعجالي لمواجهة الانعكاسات الفورية للوباء. 

وجاء بيان منظمة الصحة، ساعات قبل انطلاق ندوة للدول المانحة عبر تقنية التحاضر عن بعد وتزامنا مع تنظيم أضخم حلف يشارك فيه نجوم الغناء من كل دول العالم ضمن مبادرة لجمع أكبر مبالغ متاحة توجه لتوفير علاجات فورية للمصابين بالوباء وإنقاذا لأرواح الآلاف من موت محدق.

وقالت نغوزي اوكونجو ايوالا المبعوثة الخاصة للمبادرة الدولية لمحاربة  كورونا أن هذا الاستثمار يجب تحقيقه بشكل فوري بقناعة أن كل تأخير سيكلف مزيدا من الخسائر البشرية والتبعات الكارثية على الاقتصاديات الدولية.

وأضافت أنه رغم أن المبلغ المتوخى تحصيله يبدو ضخما إلا انه يبقى هينا اذا أخذنا بتبعات عدم توفيره لأننا إن نحن أنفقنا مبلغ مليار دولار حاليا فإن ذلك من شأنه تجنيب البشرية إنفاق آلاف الملايير لاحقا وهي حقيقة تتطلب منا التحرك فورا وبشكل جماعي.

وتهدف مبادرة تسريع إيجاد لقاح ضد كورونا إلى توزيع 500 مليون جرعة تشخيص و245 مليون جرعة علاج في البلدان الفقيرة من الآن والى غاية منتصف العام القادم و2 مليار لقاح في العالم خلال  فترة 12 شهرا القادمة.