سيداتي يؤكد لـ ”المساء” بشأن المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية:

الخلافات حول جنسية الشخصية تُبقي المنصب شاغرا

الخلافات حول جنسية الشخصية تُبقي المنصب شاغرا
  • القراءات: 693
التفاريتي: ص. محمديوة التفاريتي: ص. محمديوة

أكد الوزير الصحراوي المكلف بأوروبا محمد سيداتي، عدم ترسيم وزيرة الخارجية الأسترالية السابقة جولي إزابيل بيشوب في منصب المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، والذي مازال شاغرا منذ استقالة المبعوث السابق الألماني هورست كوهلر شهر جوان الماضي.

وقال سيداتي في تصرح لـ ”المساء” على هامش أشغال المؤتمر 15 لجبهة البوليزاريو بمنطقة تفاريتي المحررة، إن الأمم المتحدة لم تقترح أي اسم على جبهة البوليزاريو لخلافة هورست كوهلر المستقيل منذ حوالي ثمانية أشهر.

وأضاف المتحدث أن رئيسة الدبلوماسية الأسترالية السابقة التي تم تداول اسمها مؤخرا كمبعوثة خاصة، لم تتحصل على الضمانات التي تمكنها من أداء مهمتها؛ بما جعلها تبدي مخاوف من احتمال أن تلقى نفس مصير من سبقوها إلى هذا المنصب، والذين انتهت مهامهم جميعا بالفشل.

وقال الدبلوماسي الصحراوي إن بيشوب طالبت بتوضيح الموقف الأمريكي الغامض من النزاع في الصحراء الغربية، والذي زادته ضبابية زيارة مونيكا ترامب مؤخرا، إلى المغرب.

وأشار سيداتي إلى أن وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتقليص عهدة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ”مينورسو” إلى ستة أشهر فقط إضافة إلى الديناميكية التي أحدثها كوهلر في مسار تسوية القضية، كل ذلك أعطى بعض الأمل عن إمكانية حلحلة هذا المسار قبل أن تعود الأمور إلى نقطة الصفر بعد استقالة كوهلر المفاجئة، ثم إعادة تمديد عهدة البعثة الأممية إلى سنة، كما كان معمولا به سابقا.

وأرجع المسؤول الصحراوي الأسباب التي أعاقت تنصيب مبعوث أممي جديد إلى الصحراء الغربية حتى الآن، إلى غياب توافق بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن بخصوص جنسية المبعوث الأممي، مع وجود دول تريد تعيين مبعوث من إحدى الدول الأعضاء، وأخرى تريد تعيين شخصية من جنسية خارج هذا الإطار من أجل ضمان عدم انحيازه والنظر إلى القضية بمنظور الشرعية الدولية وما يمليه القانون الدولي في مثل حالة النزاع الصحراوي.

وفيما أكد الوزير الصحراوي المكلف بأوروبا أن المنتظم الدولي أصبح يشعر بخطورة الأوضاع في ظل التطورات السلبية التي تشهدها المنطقة بسبب تعطل مسار السلام، قال إن لدى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس قائمة بعدد من الأسماء، من بينها مسؤولة كرواتية سابقة بدون أن يذكر اسمها، وأن العمل جار من أجل سد هذا الفراغ.

نحو تجديد الثقة في الرئيس غالي أمينا عاما

ومن جهة أخرى ترجح الأصداء التي استقتها ”المساء” من محيط المشاركين في أشغال المؤتمر 15 لجبهة البوليزاريو المتواصلة بمنطقة تفاريتي المحررة، تجديد الثقة في الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي أمينا عاما للجبهة.

ومن المنتظر أن تتوَّج أشغال ”مؤتمر البخاري الأحمد” اليوم، باعتماد إعلان سياسي وبرنامج عمل، إضافة إلى انتخاب قيادة وطنية جديدة سيتولى أمينها العام مهام رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، طبقا لأحكام القانون الأساسي للجبهة.

وفي سياق متصل، وصف ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا أبي بوشرايا البشير، المؤتمر 15 لجبهة البوليزاريو بالحدث الوطني بالغ الأهمية، لتقييم الأوضاع السائدة في الصحراء الغربية، ووضع خارطة طريق لتنسيق أعمال الكفاح وتتويجه بانتخاب قيادة جديدة لجبهة البوليزاريو.

وتواصلت أمس لليوم الرابع على التوالي، أشغال المؤتمر في جلسات مغلقة بمتابعة أشغال لجان الانتخابات الثلاث التي تم تنصيبها أول أمس، والمتعلقة بلجنة القانون الأساسي، ولجنة مشروع العمل الوطني، إضافة إلى لجنة الرسائل والتوصيات. كما تم عرض برنامج العمل الوطني على المؤتمرين الذين تجاوز عددهم 2400 عضو للمصادقة عليه، إلى جانب دراسة وعرض الرسائل والتوصيات التي يتضمنها البيان الختامي والمصادقة عليها.

وكانت الأمانة الوطنية عقدت اجتماعا مغلقا أول أمس للتحضير والرد على انشغالات المؤتمرين؛ حيث انطلقت الجلسة الصباحية بالاستماع إلى تقرير قدمه إبراهيم غالي الأمين العام للجبهة، ركز فيه على التوجه الحالي للبوليزاريو منذ بيانها الذي انتقدت من خلاله، آخر لائحة أصدرها مجلس الأمن حول الصحراء الغربية، والتي لم تحمل أي جديد لحلحلة مسار تسوية آخر قضية تصفية استعمار في إفريقيا.