فايز السراج دخل سباقا ضد الساعة لربح رهانها

الخلافات ترهن تشكيل حكومة الوفاق الليبية

الخلافات ترهن تشكيل حكومة الوفاق الليبية
  • القراءات: 794
م. مرشدي م. مرشدي

اعترف فتحي المجبري، نائب رئيس حكومة الوفاق الليبية، بوجود خلافات حادة بين مختلف الأطراف الليبية حالت دون التوصل إلى اتفاق بتشكيل حكومة وفاق وطني منبثقة عن اتفاق المصالحة الموقع يوم 17 ديسمبر الماضي. وأضاف المجبري أن مثل هذه الوضعية جعلت كل الليبيين يعيشون حالة قلق متزايد بسبب مخاوف من فشل الأطراف السياسية في التوصل إلى أرضية توافقية بينها لإخراج الوضع الليبي من عنق الزجاجة ووضعه على سكة التحول الديمقراطي ووقف الحرب المتواصلة فيها منذ قرابة خمس سنوات. وهو الواقع الذي جعله يؤكد أن البلاد تمر بمرحلة عصيبة حتمت على أعضاء المجلس الرئاسي السعي من أجل تحقيق توافق وطني ومصالحة رغم المعارضة الصريحة التي أبدتها أحزاب سياسية وصفها بغير الراضية عن هذا الهدف.

وأبدى المسؤول الليبي مثل هذا التشاؤم في وقت أكد فيه أن التنظيمات الإرهابية تبقى المستفيد الأول من حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعرفها البلاد على الرغم من أن المهمة الأساسية للسلطات الليبية في مثل هذه الظروف الاستثنائية تبقى محاربة تنظيم "داعش" و«أنصار الشريعة" الإرهابيين. وجاءت تصريحات المجبري على صلة بفشل المجلس الرئاسي الذي يقوده رئيس الحكومة فايز السراج في تشكيل حكومة ليبية جديدة أول أمس الأحد وتبرير قرار تأجيل ذلك لمدة 48 ساعة إضافية رغم أن وثيقة اتفاق المصالحة نصت صراحة على إقالة أعضائه في حال فشلهم في تشكيل حكومة وحدة خلال مدة شهر منذ التوقيع على اتفاق المصالحة في 17 ديسمبر.

وأكد أول إخلال بهذه الالتزامات على حقيقة الصعوبات التي يواجهها السراج في الاضطلاع بمهمته بعد أن تمسكت مختلف القوى السياسية بمعارضتها ليس لاتفاق المصالحة ولكن للطريقة التي انتهجتها الأمم المتحدة والمجموعة الدولية التي سعت الى فرضه على الجميع مما جعل شخصيات وقوى سياسية تتحرك ضمن ما أسمته بـ«الطريق الثالث" الذي تجاهل المبادرة الأممية لصالح حل يضع الليبيون تصوره دون سواهم. والمؤكد أن كل فشل في تشكيل الحكومة الليبية يبقى فشلا أيضا للأمم المتحدة التي اعتقدت أنها بإقناع مجموعة من نواب برلمانيي طبرق وطرابلس بالتوقيع على وثيقة المصالحة كفيل بحلحلة الوضع تأكد معها أنها لم تفهم حقيقة الصراع الذي تبقى خلفياته اعقد من أن تكون مجرد لقاء بين شخصيات راغبة في الخروج من المآل الذي وصله هذا البلد وشارف على تفكك وشيك.  

وحتى لجوء مارتن كوبلر المبعوث الاممي إلى ليبيا وقبله سابقه برناردينو ليون الى رفع ورقة التهديدات الإرهابية ودغدغة مشاعر الرافضين بإعلاء المصلحة الوطنية الليبية لم يغير في مواقف هؤلاء شيئا وفضلوا التشبث بمواقفهم المبدئية وأصروا على تلبية مطالبهم التي لم يجدوا لها أثرا في وثيقة اتفاق السلم والمصالحة. وحتم مثل هذا المأزق على كوبلر العودة إلى طرابلس، أمس، في محاولة للوقوف على حقيقة الأسباب التي جعلت السراج يتأخر في الإعلان عن حكومته في آجالها والتأكد من حظوظ تحقيق ذلك على اعتبار أن كل خطوة قادمة تبقى مرهونة بتحقيق هذه الخطوة كونها ستوحد السلطة في ليبيا وتجعل منها شريكا دوليا يمكن التعامل معه ومساعدته على استعادة الأمن المفقود وإعادة بناء مؤسسات دولة تفككت منذ أكتوبر 2011.