على خلفية اندحار مقاتليه في كثير من المواقع العسكرية

الحوثي يقبل بالدخول في حوار سياسي مع السلطات اليمنية

الحوثي يقبل بالدخول في حوار سياسي مع السلطات اليمنية
  • القراءات: 769
 تسارعت الأحداث في اليمن خلال اليومين الأخيرين في الاتجاه الذي قد يساعد على وضع حد للحرب الأهلية المتأججة في أحد أفقر بلدان العالم وأكثرها تخلفا. وفي موقف مفاجئ، عبر عبد المالك الحوثي عن استعداده الجلوس إلى طاولة المفاوضات للبحث عن تسوية سلمية للازمة التي تتخبط فيها بلاده بقناعة أنه "رغم ما وقع فإن التوصل إلى تسوية سياسية مازال خيارا ممكنا". ولكن الحوثي الذي كان يتحدث عبر قناة "المسيرة" الموالية لحركة أنصار الله التي يقودها، ربط ذلك بمساعدة وساطة عربية أو دولية محايدة.
يذكر أن تصريحات عبد المالك الحوثي الداعمة لكل حل سياسي جاءت بالتزامن مع اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي بالعاصمة القطرية الدوحة القطرية رفقة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحثوا خلاله الأوضاع في اليمن وسوريا وسبل إنهاء الاقتتال فيهما. وهو ما يعني أن اللقاء يكون قد بحث مخرجا سياسيا لأزمة بدأت تأخذ أبعادا إقليمية بعد أن اشتدت اللهجة بين العواصم الخليجية وطهران حول مهمة التحالف العربي واتهامات الدول الخليجية لإيران بدعم الحوثيين ضد السلطة الشرعية في صنعاء.
ورغم الموقف الايجابي الذي أبداه الحوثي للدخول في مفاوضات مباشرة إلا أن ذلك لا يمنع من التساؤل ما إذا كان ذلك على علاقة مباشرة باندحار قواته في مدينة عدن ثاني أكبر المدن اليمنية وأكثرها أهمية من وجهة نظر إستراتيجية بعد أن تمكنت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من بسط سيطرتها عليها. وحتى وإن قلل الحوثي من أهمية هذا التطور الميداني الذي شكل منعرجا حاسما في معادلة المواجهة العسكرية الدائرة رحاها في هذا البلد منذ شهر مارس الأخير وقال إن النجاح الذي حققه العدو في عدن سيفشل وأن المكسب الميداني رغم الدعم العسكري السعودي يبقى ظرفيا. ولكن أمنية عبد المالك الحوثي قد لا تتحقق هذه المرة بعد نشر المئات جنود القوات البرية الخليجية في مدينة عدن لمنع سقوطها ثانية بين أيدي الحوثيين معززين بدبابات ومدرعات تحسبا لأية معارك برية متوقعة.
وهي المرة الأولى التي يدعم فيها التحالف العربي الذي تقوده العربية السعودية عملياته الجوية بنشر قوات برية في أكبر تحول في طبيعة المواجهة بين القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين أربعة أشهر بعد شن أولى هجوماتهم العسكرية انطلاقا من معقلهم الرئيسي بمحافظة صعدة ووصولا إلى مدينة عدن وميناء مأرب الاستراتيجي جنوبا. وإذا كانت المصادر الخليجية لم تحدد عدد هذه القوات ولا جنسياتهم إلا أن مصادر إعلامية مقربة من العربية السعودية أكدت أن عددهم بلغ 1500 عسكري غالبيتهم العظمى من القوات الإماراتية ضمن أكبر قوة عربية سيتم نشرها في اليمن منذ بدء الحرب الأهلية فيه شهر مارس الماضي.
ولا يستبعد أن تكون هذه التطورات الميدانية هي التي جعلت عبد المالك الحوثي يقرر عرض فكرة الحوار السياسي قناعة تكرست لديه أكثر عندما كما شن الموالون للرئيس اليمني اكبر هجوم على قاعدة العناد الجوية الواقعة على بعد 60 كلم إلى الشمال من مدينة عدن ضمن خطة لدحر الحوثيين في خطوة طبيعية بعد تمكنهم من بسط سيطرتهم على هذه المدينة الإستراتيجية تمهيدا لشن هجومات أوسع ضدهم في مختلف المناطق الأخرى.