اليمن

الجنوبيون يقبلون بدخول الحكومة والتخلي عن فكرة الانفصال

الجنوبيون يقبلون بدخول الحكومة والتخلي عن فكرة الانفصال
  • القراءات: 476
م. م م. م

تراجع قادة حراك جنوب اليمن عن نزعتهم الانفصالية بتوقيعهم أخيرا على اتفاق "الرياض" مع السلطات اليمنية لاقتسام السلطة، ضمن خطوة قد تفتح الطريق أمام مصالحة نهائية بين الجانبين.

وأكد المجلس الانتقالي الانفصالي في جنوب اليمن، تراجعه عن قراره   بالانفصال وإقامة دولة في جنوب البلاد، عدة اشهر منذ توقيعه على اتفاق الرياض الذي حدد اطار إعادة اليمن إلى سابق عهده، دولة واحدة بعد مساعي وساطة قامت بها السلطات السعودية التي القت بثقلها لدى طرفي هذه الأزمة من اجل تسريع وتيرة تجسيد اتفاق الرياض لسنة 2019.

وتضمن الاتفاق تشكيل الوزير الأول اليمني حكومة ائتلافية خلال مدة شهر واحد وتعيين حاكم لمدينة عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة بعد استيلاء الحوثيين قبل خمس سنوات على مدينة صنعاء العاصمة التاريخية لدولة اليمن. وأكد الجانبان أنه بمجرد مباشرة الحكومة عملها تقوم بعدها بإتمام تنفيذ بنود اتفاق الرياض الاخرى.   

ورحب راجح بادي، الناطق باسم الحكومة اليمنية، بهذا الاتفاق وعبر عن أمله في تحقيق بداية جادة وحقيقية لتجسيد بنود اتفاق العاصمة السعودية. وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرهان آل سعود، من جهته أن الاتفاق يعد خطوة إيجابية من شأنها السماح للحكومة اليمنية مباشرة مهامها انطلاقا من مدينة عدن.    

وأكد الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يقيم في منفاها بالعاصمة السعودية، تعيين قائد جديد لجهاز الشرطة وحاكم جديد لمدينة عدن.

وكان الرئيس اليمني حث الانفصاليين الجنوبيين نهاية الشهر الماضي، على وضع حد لقرار إعلانهم الحكم الذاتي ووقف إراقة دماء اليمنيين وقبول فكرة اقتسام السلطة.

وعرفت علاقة الشمال بالجنوب في اليمن توترا حادا بين الحكومة المعترف بها دوليا والانفصاليين انتهى بإعلان هؤلاء عن قرارهم بتأسيس دولة جنوبية وعدم اعترافهم بسلطة الحكومة اليمينة.

وهو ما أضعف سلطة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي وجدت نفسها منقسمة بين محاربة الانفصاليين الحوثيين ومحاربة الانفصاليين الجنوبيين وأخلط عليها حساباتها في مواجهة الحوثيين.

وتم توقيع اتفاق "الرياض" شهر نوفمبر 2019، ونص على اقتسام السلطة في الجنوب بين الحكومة والانفصاليين إلا أن بنوده بقيت رهينة الأدراج طيلة هذه المدة واستحال تجسيدها على أرض الواقع بسبب ظهور خلافات ظرفية حالت دون تجسيده. ولكن الحكومة اليمينة عاودت إحياء الاتفاق بإرسالها ملاحظين لمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار بين قواتها المدعومة من طرف العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وبين الانفصاليين بسبب المعارك التي كانت تندلع بينهما في كل مرة وكادت أن تفشل هذا الاتفاق.

ومهما يكن فإن الاتفاق إن هو صمد في وجه التجاذبات المحتملة بين شمال وجنوب اليمن فإنه سيمكن الحكومة من تركيز جهدها العسكري في قادم الأيام، على تهديدات المتمردين الحوثيين الذين فرضوا منطقهم في اليمن بعد مرور قرابة خمس سنوات منذ اندلاع حرب أهلية، خلّفت عشرات آلاف القتلى من الجانبين وملايين الجياع والمرضى، جعلت الأمم المتحدة تصف ما يجري في هذا البلد بأكبر كارثة إنسانية في كل العالم.