رحبت الجزائر أمس بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، معتبرة ذلك بمثابة "خطوة هامة" من شأنها الحفاظ على الوحدة الوطنية ودعم الجهود الرامية إلى تسوية سياسية شاملة في هذا البلد. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية في بيان أصدرته أمس أن "الجزائر التي مافتئت تدعو إلى حل سياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، ترحب بتشكيل هذه الحكومة". واعتبر البيان أن تشكيل حكومة وفاق في ليبيا يعد خطوة هامة للحفاظ على الوحدة الوطنية الليبية وتعزيز مسار المصالحة ضمن الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، تستجيب لتطلعات الشعب الليبي الشقيق والجار في السلم والأمن والرفاهية".

ودعت الجزائر في هذا السياق "جميع مكونات الشعب الليبي إلى الالتفاف حول هذه الحكومة لتمكينها من الشروع في عملية بناء الدولة ومؤسساتها لمواجهة مختلف التحديات بالفعالية المطلوبة وخاصة منها الإرهاب". وأضاف المصدر أن الجزائر التي "أكدت دوما على مسؤولية الأمم المتحدة في مسار الخروج من الأزمة، تدعو المجموعة الدولية لتقديم الدعم الكامل لهذه الحكومة حتى تتمكن من تجاوز الصعوبات والاضطلاع بالمهام المنوطة بها في هذه المرحلة الحاسمة". وعبرت الجزائر عن "استعدادها الكامل لمرافقة السلطات الليبية الجديدة وتقديم نفس الدعم الذي قدمته للحكومات السابقة لضمان الانتقال السلمي والآمن نحو بناء دولة القانون".

وفي نفس سياق الموقف الجزائري، أكد مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس أن هذا البلد "في حاجة الآن إلى حكومة قوية"، حاثا مجلس النواب الليبي على الإسراع في المصادقة على الحكومة الجديدة ضمن المهلة المحددة لذلك.   وقال "أشجع من لا يزالون يجدون صعوبة بقبول الاتفاق السياسي الليبي وحكومة الوفاق الوطني وأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الشعب الليبي لأنه يستحق ذلك منهم". وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا أول أمس عن تشكيل حكومة جديدة مشكلة من 32 وزيرا يبقى استلامها مهامها بصفة رسمية مرهونا بمنح نواب برلمان طبرق ثقتهم لها قبل مباشرتها لمهامها الجديدة.