جددت التأكيد على أن الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار

الجزائر تدعو من نيويورك إلى وضع حد للحالات المتبقية

الجزائر تدعو من نيويورك إلى وضع حد للحالات المتبقية
  • القراءات: 730
ق. د ق. د

جددت الجزائر مطالبتها بوضع حد ”للحالات الاستعمارية المتبقية”، بقناعة أن تصفية الاستعمار لا يجب أن تكون محل ”تفسيرات مغلوطة أو نقاش متناقض”، مؤكدة في سياق هذه المقاربة أن الوضع في إقليم الصحراء الغربية يبقى قضية تصفية استعمار.

وقال ممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة، السفير صبري بوقادوم، في مرافعة أمام اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار أول أمس، إنه في حال لم تلتزم المجموعة الدولية بوضوح وفعالية بإنهاء كل حالات الاستعمار فإن ذلك سيعيدنا إلى الوراء ونبقى نسير ضد مسار تاريخ الإنسانية، بما سيحرم العديد من الدول من أن تصبح متساوية وحرة ومستقلة”.

وحمّل الدبلوماسي الجزائري مسؤولية تصفية الاستعمار في العالم على عاتق المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهيئاتها، في نفس الوقت الذي ندد فيه بحالة الركود في هذا الشأن وقال إن ذلك يعني ”أننا تكيفنا في النهاية مع حالة مناقضة لتصفية الاستعمار، وهو الاستعمار”.

وتأسف بوقادوم، في هذا السياق كون مناقشات أعضاء اللجنة الرابعة هي نفسها لم تتغير منذ عدة سنوات. وقال ”كل سنة نجدد اللقاء والأمل ولكن بخيبة كبيرة لأنه يعترينا شعور بأننا نعيش في القرن 21 ونناقش مسألة تعود للعصور المظلمة”. وهو ما جعله يوضح أن هذه المسألة ”لا يجب أن تكون محل نقاش متناقض أو تفسيرات مغلوطة”.

وأضاف السفير الجزائري أنه ”من السخرية أن نتجاهل المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة التي كرست مبدأ تقرير المصير”، بما يجعل المسؤولية التي تقع اليوم على عاتق الدول الأعضاء والأمانة العامة بخصوص تصفية الاستعمار ثقيلة.

ودعا بوقادوم، إلى الاستلهام من تجربة وحياة ”نيلسون مانديلا وأمثاله وكذا من تاريخنا الذي نفتخر به” بدليل أن ”الملايير من سكان إفريقيا والشرق الأوسط وجزر الكاريبي وآسيا ينعمون بالحرية والاستقلال بفضل مسار تصفية الاستعمار”.

ودحض الحجج الزائفة التي قدمتها بعض الدول وموقعو العرائض من أجل تبرير الاحتلال بقولهم أن وضعيات الاحتلال تختلف عن بعضها البعض، رغم إقراره أنه لا يعارض هذه الفكرة كون كل الوضعيات الاحتلالية غير متشابهة بشكل محدد ”لكنه أكد أنه ”لا يمكن للحل الوسط أن يرتبط بإدمان على الاستعمار وإنما بسبل ووسائل وضع حد له”.     

كما اعتبر ممثل الجزائر أنه يتوجب على الدول غير المستعمرة التي عانت من ويلات الاستعمار أن تكون أول من يقدم الدعم لشعوب الأقاليم المستعمرة، وقال ”إن تقرير المصير وتصفية الاستعمار هي قضايا متجذرة فينا كجزائريين.. ولن نتوقف أبدا عن القول إنه يجب على الأمم المتحدة أن تكون في نفس الوقت المانع والمنارة والأداة التي تسمح بوضع حد لبقايا هذه الآفة”.       

ولدى تأكيده على أن اللجنة الرابعة ولجنة الـ24 لهما مسؤولية خاصة في الأمم المتحدة” وأن ”تنفيذ عهدتيهما هو محل متابعة”، لاحظ السفير الجزائري أنه ما زال اليوم 17 إقليما غير مستقل مسجل في أجندة اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار، في حين أن العشرية الدولية الثالثة للقضاء على الاستعمار (2011 ـ 2020) توشك على نهايتها. وقال ”اسمحوا لي بالقول بصراحة إن الجزائر تدعم دعما تاما عهدة لجنة الـ24 المذكورة في قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة رقم 1654 المؤرخ في 27 نوفمبر 1961”.

وجدد التأكيد في سياق ذلك أن النزاع في الصحراء الغربية يبقى” مسألة تصفية استعمار قائمة بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية”، مستندا في ذلك على الأسس القانونية لهذا النزاع والرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية عام 1975 الذي قال إنه ”أكد بوضوح على حق الشعب الصحراوي في استخدام حقه في تقرير مصيره من خلال استفتاء حر وعادل”.

كما ذكر بأن الاتحاد الإفريقي قرر هو الآخر دعم عهدة مبعوثها الخاص إلى الصحراء الغربية، الرئيس الموزمبيقي الأسبق جواكيم شيسانو، وكذا تنصيب لجنة ثلاثية ضمن آلية لمتابعة ودعم جهود الاتحاد الإفريقي والمسار الأممي لإنهاء هذا النزاع.

وتطرق السفير الجزائري في ذلك إلى القرار ”الواضح” الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية في ديسمبر 2016، والتي أكدت من خلاله بأن اتفاق الشراكة والصيد البحري الموقع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب غير قابلة للتطبيق في إقليم الصحراء الغربية كون الأراضي الصحراوية منفصلة وليست جزء من المملكة المغربية.

وهو ما جعله يؤكد على موقف الجزائر الداعم لجهود المبعوث الأممي هورست كوهلر، وهي بصفتها بلد مجاور وملاحظ لمسار السلام ”ردت فورا وبشكل إيجابي” على الدعوة التي وجهها هذا الاخير للمشاركة في السلسلة الأولى من المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب يومي 5 و6 ديسمبر بجنيف، وقال ”لا يمكننا أن نتخلى عن مبدأ تقرير المصير لأن ذلك يعني بأننا تخلينا عن تاريخنا”، مذكرا ”بالكفاح الصعب والمكلّف” للشعب الجزائري لنيل الاستقلال.

وبعد أن أكد على إرادة الجزائر في زرع ثقة ستسمح بتكريس العدل والحرية والتقدم لكافة بلدان المغرب العربي، جدد بوقادوم، تمسك الجزائر بمستقبل مشترك لشعوب للمنطقة في الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.