دعا إلى تقوية التلاحم بين الشعب والجيش.. رحابي:

الجزائر تتعرض لحرب استنزاف من دوائر مغربية

الجزائر تتعرض لحرب استنزاف من دوائر مغربية
  • القراءات: 880
ش. ع ش. ع

دعا الدبلوماسي ووزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحابي، إلى تقوية التلاحم بين الجيش والشعب، بسبب المرحلة الصعبة التي تمر بها الجزائر، واشتعال بؤر التوتر على الحدود بفعل الأوضاع في ليبيا ومالي والكركرات، ما وتر العلاقات بين الجزائر والمغرب. كما أشار إلى أن هناك استراتيجية "ضغط دائم وحرب استنزاف" تطوّرها بعض الدوائر القريبة من المغرب ضد الجزائر، من أجل إجبارها على تغيير مواقفها وأولوياتها.

وفي تصريح  صحفي أدلى به لموقع "أل أس أ مباشر"، أول أمس، علق رحابي على مضمون العدد الأخير لمجلة "الجيش"، بدعوته لالتفاف الشعب حول الجيش، تقديرا منه أن الجزائر تمر بمرحلة صعبة.

وأشار إلى أن الجزائر محاصرة، بسبب النزاعات المسلحة التي تقع بالقرب من حدودها، فضلا عن التدخلات العسكرية المباشرة للقوات الأجنبية، "وهي حالة كافية من أجل التعبئة"، حسب المتحدث، الذي أعلن عن إطلاق مبادرة تهدف إلى "إعادة بعث الحياة السياسية" و"الخروج من حالة الخمول" فور عودة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الوطن.

وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن الجزائر تتعرض لـ"حرب ضغط واستنزاف، يقوم بها الاستراتيجيون الذين يشتغلون لصالح دوائر مغربية، يركزون على موقف الجزائر من المسائل الإقليمية وخاصة القضية الفلسطينية". مضيفا بأن هؤلاء "يطلبون دائما منا تقديم تنازلات بخصوص القضية الفلسطينية إلا أننا لم نفعل ذلك"، وذكر في هذا الصدد بأن "هناك العديد من البلدان الأجنبية بما فيها بلدان صديقة، طلبت من الجزائر في 1988 بتأجيل المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد بالجزائر العاصمة لوجود تهديدات".

وفي حديثه عن التدخل العسكري المغربي في منطقة الكركرات، أشار رحابي إلى وجود دعم دبلوماسي مباشر وغير مشروط للمغرب من طرف فرنسا ومجلس الأمن الدولي، فضلا عن الدعم المالي لجهود الحرب من طرف بلدان الخليج.

وفي رده على سؤال حول غياب إرادة مغربية في استئناف مسار المفاوضات مع الصحراويين، قال الدبلوماسي السابق أن "المغرب يشعر بالقوة في كل مرة يظن فيها حلفاؤه أن الجزائر ضعيفة". وذكر في هذا الصدد بأن المغرب قرر في 1995 تعليق مشاركته في أشغال اتحاد المغرب العربي عندما كانت الجزائر تعيش وضعا أمنيا صعبا جدا.

وبعد أن أكد أن النزاع الصحراوي "قضية تصفية استعمار"، ذكر ذات المتحدث أن المغرب التزم دوليا بتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية، مشدّدا  في هذا السياق على ضرورة حث مجلس الأمن على تحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الصحراوي، كما تأسف لغياب مبعوث خاص بالصحراء الغربية.

وإذ استبعد أن تكون القضية الصحراوية، مانعا لبناء الاتحاد المغاربي، حيث قرر قادة الدول المغاربية الذين اجتمعوا في زرالدة عام 1988 وفي مراكش سنة 1989 الفصل بين القضية الصحراوية ومسألة بناء اتحاد المغرب العربي.

ووصف السيد رحابي تصريحات رئيس الوزراء التونسي السابق، منصف المرزوقي حول الصحراء الغربية بـ"الفضيحة"، خاصة وأنه استند في رفضه لفكرة الاستفتاء بعدد سكان الصحراء الغربية المقدر بـ200 ألف نسمة، مشيرا إلى أن عديد البلدان ومنها دول عربية يقل عدد سكانها الأصليين عن هذا العدد. وتأسف رحابي لصدور مثل هذه التصريحات الحاملة للنزعة الاستعمارية عن رئيس سابق ترأس بلدا صديقا، مشيرا إلى أنه كان الواجب عليه التحفظ في مجال السياسة الأجنبية.