غادروا جنيف بمزيد من الفرقة

التعنت يبخّر آمال اليمنيّين في "رمضان هادئ"

التعنت يبخّر آمال اليمنيّين في "رمضان هادئ"
  • القراءات: 683
«مشاورات جنيف ليست نهاية الطريق، ولكنها بداية لطريق طويل وصعب"؛ بهذه العبارة المشفّرة لخّص المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ما ينتظره وما ينتظر اليمنيين من جهد وتضحيات لإنهاء حرب أهلية مدمرة. تبخّر حلم اليمنيين بإمكانية وضع نهاية للحرب الأهلية التي تعصف ببلدهم في زخم تعنّت مواقف مسؤوليهم، الذين فشلوا في اغتنام فرصة لقائهم طيلة أربعة أيام بمدينة جنيف السويسرية في التوصل إلى أرضية توافقية لوقف اقتتالهم.
والأدهى من ذلك أن مفاوضي الحكومة اليمنية اللاجئة بالعربية السعودية ونظرائهم من حركة أنصار الله الحوثية، فشلوا حتى في تلبية نداء الأمين العام الأممي بجعل شهر رمضان الفضيل شهرا لإسكات السلاح، وجعله فرصة لليمنيين لإتمامه في أجواء من الهدوء والسكينة، ولم لا جعله بداية لوقف نهائي لإطلاق النار. ورغم المساعي الحثيثة التي بذلها المبعوث الأممي إلى اليمن الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أجل إقناع فرقاء الأزمة في هذا البلد، إلا أنه تيقن بعد رحلات الذهاب والمجيئ بين قاعتي جلوس ممثلي وفدي الحكومة والحوثيين، أن ذلك يبقى صعبا إن لم يكن مستحيلا على الأقل في الظروف التي تمت فيها أول جلسة مشاورات بينهما.
ورغم قناعة الدبلوماسي الموريتاني إلا أنه راح يمنّي نفسه بأنه في حاجة إلى مزيد من المشاورات على أمل التوصل إلى حل سريع "ضمن تصريح "دبلوماسي" حتى لا يقال إن الحكومة والمتمردين مازالوا بعيدين في التوصل إلى اتفاق نهائي. والأكثر من ذلك، أنه بمجرد أن انتهت مشاورات جنيف إلى فشل محتوم حتى عاد الوضع العسكري إلى سابق عهده بعمليات قصف جوي لدول التحالف ضد مواقع الحوثيين وعمليات قصف مدفعي لهؤلاء ضد الأهداف التي يُعتقد أنها تابعة للحكومة ولكنها في الحالتين تجد المدنيين هم من يدفعون ثمن هذه المقامرة التي جعلت الأمم المتحدة تصف نتائجها بالكارثية على عامة الشعب اليمني، الذي أصبح مهددا بكارثة إنسانية حقيقية.
وعاد الفرقاء اليمنيون من حيث جاءوا بخيبة أمل، وعاد ولد الشيخ أحمد إلى نيويورك لتقديم تقرير لبان كي مون ولأعضاء مجلس الأمن، بدون أن يتمكن من تحديد تاريخ آخر لجولة مشاورات قادمة؛ بما يؤكد أن تصريحه بإمكانية التوقيع على اتفاق مجرد، تصريح أملته مهمته الدبلوماسية حتى يبقي على الأمل قائما، وحتى لا تؤول مهمته إلى ذلك المال الذي انتهى إليه المغربي جمال بن عمر، الذي اقتنع بعد عدة أشهر من المساعي، بأنه أمام جدار صد فرضته مواقف طرفي المعادلة الأمنية اليمنية المتباعدة حد التنافر.