الناشطة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدر:

التصعيد المغربي قد يدفع إلى حرب جديدة

التصعيد المغربي قد يدفع إلى حرب جديدة
  • القراءات: 639
م.م م.م

توقعت الناشطة الحقوقية الصحراوية، أمينتو حيدر، دخول المنطقة في حرب جديدة في الصحراء الغربية في حال واصلت السلطات المغربية حملتها التعسفية بنفس الهمجية في حق المواطنين الصحراويين المسالمين، في مختلف المدن المحتلة.

وقالت حيدر في حديث لإحدى الصحف اللبنانية إن حقيقة الوضع الميداني لا يبشر بتحسن وضعية الشعب الصحراوي تحت الاحتلال.  بل وذهبت إلى حد توقع انفجار الوضع العام بقناعة أن الأمور لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه "لا حرب ولا سلم" مبدية تشاؤمها من مستقبل الأوضاع بسبب احتمالات متزايدة لاندلاع حرب جديدة في الصحراء الغربية.

وخلصت الناشطة الحقوقية الصحراوية إلى مثل هذه النظرة المتشائمة في أعقاب لجوء قوات الشرطة إلى قتل الشابة الصحراوية، عائشة عثمان أحميدة دهسا تحت عجلات سيارة للشرطة وتركها تلفظ أنفاسها في الشارع، ذنبها الوحيد أنها خرجت إلى شوارع مدينة العيون المحتلة للتعبير عن فرحتها بفوز الجزائر بكأس أمم إفريقيا في كرة القدم.

وأكدت أمينتو حيدر عدم استبعادها اندلاع حرب في المستقبل القريب في هذا الإقليم في حال ما واصل الاحتلال المغربي تعنته وإمعانه في انتهاك حقوق الشعب الصحراوي المشروعة، وبقاء المجتمع الدولي على صمته وتجاهله غير المبرر "لإرهاب الدولة" الذي يمارسه النظام المغربي في حق أصحاب الأرض الأصليين.

ونفت الناشطة الصحراوية، أن يكون الوضع في المناطق المحتلة، عرف تحسنا يذكر منذ الغزو المغربي للإقليم عام 1975، حيث "تستمر  انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد المدنيين والاختفاء القسري لآلاف الصحراويين، إلى جانب الاعتقالات والترهيب النفسي والعنف حتى ضد النساء والأطفال.

وقالت حيدر بخصوص مدى تمسك الأجيال الصحراوية الجديدة بخيار استفتاء تقرير المصير، إنه لو كان المغرب متأكدا من أن الأجيال الشابة  الصحراوية ترغب أن تكون مغربية، فلماذا يخشى الاستفتاء؟. وقالت إن الشعب الصحراوي بجميع فئاته متمسك بهويته الصحراوية وقد فشل النظام المغربي في السيطرة على الشباب الصحراوي واحتوائهم رغم أنهم ولدوا تحت الاحتلال ودرسوا في مدارس الاحتلال وجامعاته، ولكن مطلبهم الوحيد والدائم يبقى الاستقلال وتحقيق الحرية.

وأكدت لأجل ذلك على حتمية مواصلة الصحراويين كفاحهم الحضاري ضد المغرب وداعميه من دول الاتحاد الأوروبي وخاصة فرنسا التي ساعدت المخزن المغربي على إحكام قبضته على أرض ليست أرضه.

وانتقدت حيدر في هذا السياق، تذبذب موقف الاتحاد الأوروبي الذي وصفته بغير المؤسس وغير المتزن بدليل أن محكمة العدل الأوروبية،  أصدرت قرارات مؤيدة للموقف الصحراوي، وأكدت على عدم أحقية المغرب بأية سيادة على الصحراء الغربية، إلا أن الساسة الأوروبيين لا يجدون حرجا في تغليب مصالح بلدانهم الضيقة على مبادئ العدالة  والقانون ولم يمنعهم ذلك في انتهاك قوانين بلدانهم وقرارات محكمتهم.

وختمت الناشطة الحقوقية الصحراوية حديثها بالقول إنه ليس في استطاعة أيا كان تغيير واقع دولي أو التغطية إلى ما لا نهاية على كفاح الشعب الصحراوي، المتمسك بحقوقه وهو لأجل ذلك لا يعول على أي أحد للدفاع عنها وقناعتها في ذلك أن القضية الصحراوية لم تخب جذوتها قط منذ سبعينيات القرن الماضي رغم المحاولات الغربية والمغربية لطمسها وإخمادها، بل بالعكس فهي حاضرة في جميع المحافل الدولية.

وقالت باتجاه الرأي العام العربي إنه ينبغي عليه أن يدرك أن الشعب الصحراوي لم يواجه المغرب وحده، بل يواجه من خلفه قوة استعمارية بحجم فرنسا، وبعض دول الخليج، وبعض الدول الغربية وإسرائيل. ولكننا مازلنا ـ كما أكدت ـ مصرين على المقاومة، على اعتبار أننا في  صراع وجود ضد من يريد نفي وجودنا، ولن ينجح في ذلك إلا إذا أبادنا جميعا.