بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية

التاج البريطاني يدخل عهدا جديدا

التاج البريطاني يدخل عهدا جديدا
  • القراءات: 359
ص. م ص. م

توفيت الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، أول أمس، في قلعة بالمورال عن عمر ناهز الـ96 عاما، بعد سبعين سنة قضتها في الحكم، بما يأذن ببدء عهد جديد للتاج البريطاني الذي كرسّت حياتها له.

وأعلن قصر "باكينغهام" الملكي في بيان، وفاة الملكة إليزابيث الثانية، بعد أن كان أعلن قبل ذلك بأن أطباء الملكة "قلقون" بشأن صحتها، وكانوا أوصوا بأن "تبقى تحت المراقبة الطبية" في قصر "بالمورال" في اسكتلندا حيث تقيم.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي"، أن تشارلز، الابن الأكبر للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، أصبح الآن ملكا بعد رحيل والدته، مضيفة أن توليه منصبه قد جاء بعد 70 عاما من شغل والدته المنصب.

وقال نجلها الملك تشارلز الثالث، البالغ من العمر 73 عاما، إن "لحظة وفاة والدتي الحبيبة، جلالة الملكة، من أكثر اللحظات حزنا لي ولكل أفراد عائلتي، وإن رحيلها سيترك شعورا عميقا بالحزن" حول العالم.

وأصبحت إليزابيث ملكة لبريطانيا العظمى منذ عام 1952، حيث احتفلت في وقت سابق من العام الجاري بمرور 70 عاما على اعتلائها العرش باحتفالات وطنية استمرت اربعة أيام، وهي التي كانت تعاني، منذ أكتوبر العام الماضي، من مشكلات صحية سبّبت لها صعوبة في المشي والوقوف.

وتعد الملكة إليزابيث رمزا للاستقرار في بلادها، بعد أن عايشت مراحل تاريخية متتالية وواجهت أزمات بكل صلابة منذ وفاة والدها جورج السادس في عام 1952، وهي في 25 عاما من عمرها.

وخلال سبعة عقود من تربعها على عرش المملكة المتحدة، مر على الملكة إليزابيث الثانية 15 رئيس وزراء من ونستون تشرشل إلى مارغريت تاتشر، وصولا إلى بوريس جونسون وليز تراس، آخر رئيسة للوزراء تعتمدها الملكة إليزابيث رسميا وأول رئيسة حكومة في تاريخ بريطانيا تعاصر ملكين خلال أربعة أيام فقط.

وتوالت التعازي في وفاة ملكة بريطانيا من العديد من قادة الدول والسياسيين، الذين أبرزوا مناقب الراحلة التي كرسّت حياتها خدمة للمملكة و«جسّدت استمرار وحدة الأمة البريطانية".

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالمزايا التي تمتعت بها الملكة الراحلة، حيث قال في بيان "إن الملكة إليزابيث، التي توفيت عن عمر ناهز الـ96 عاما، كانت موضع تقدير كبير لما تمتعت به من فضيلة وتفان حول العالم، لقد كان حضورها مثيرا للطمأنينة على مدى عقود".

وقالت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورغن، إن رحيل إليزابيث الثانية كان "لحظة حزينة بالنسبة إلى المملكة المتحدة ومنظمة الكومنولث والعالم"، وأن "حياتها كانت مكرسة للتفاني والخدمة"، مضيفة "باسم شعب اسكتلندا، أقدّم أصدق التعازي إلى الملك والعائلة الملكية".

كما أشاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالملكة إليزابيث الثانية وقال إنها "صديقة لفرنسا وملكة للقلوب"، طبعت "بلادها والقرن". وكتب في تغريدة: "جلالة الملكة إليزابيث الثانية، جسّدت استمرار ووحدة الأمة البريطانية طوال أكثر من سبعين عاما. أحتفظ بذكرى صديقة لفرنسا ملكت القلوب وطبعت تاريخ بلادها والقرن إلى الأبد".

من جانبه، أعرب البيت الأبيض عن تعازيه في وفاة الملكة إليزابيث الثانية،  مؤكدا تضامنه مع العائلة الملكية والشعب البريطاني. وعبّرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، عن تعازيها قائلة إن "قلوبنا مع الأسرة والشعب في المملكة المتحدة". كما أعرب أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن خالص تعازيه للعائلة المالكة البريطانية والشعب البريطاني في وفاة الملكة إليزابيث الثانية.