جدّدت تمسّكها بحقّ الصحراويين في تقرير المصير

البوليساريو ترفض أية مقاربة خارج إطار الشرعية الدولية

البوليساريو ترفض أية مقاربة خارج إطار الشرعية الدولية
  • 237
ص. م ص. م

جدّدت جبهة البوليساريو، أمس، موقفها الرافض بشدة لأي مقاربة تضع إطارا مسبقا للمفاوضات بخصوص تسوية قضية الصحراء الغربية، أو تستبق نتائجها أو تقييد ممارسة الشعب الصحراوي لحقّه في تقرير المصير أو تفرض حلا ضد إرادته.

وقالت البوليساريو، في بيان لها تسلمت "المساء" نسخة منه إنها "تؤكد من جديد وبقوة أنها لن تشارك في أي عملية سياسية أو مفاوضات تستند إلى أي مقترحات بغض النّظر عن مصدرها، والتي تهدف إلى "إضفاء الشرعية" على الاحتلال العسكري المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية، وحرمان الشعب الصحراوي من حقّه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة أو التقادم في تقرير المصير والسيادة على وطنه".

وأوضحت بأنها تتابع عن كثب المشاورات الجارية بشأن "مشروع القرار" الذي عممته البعثة الدائمة الولايات المتحدة الأمريكية في 22 أكتوبر 2025، على أعضاء مجلس الأمن بصفتها حاملة القلم بشأن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو"، مذكّرة بأنها قدمت مقترحا موسعا إلى الأمين العام الأممي في 20 أكتوبر 2025، كبادرة حسن نية واستجابة لقرارات مجلس الأمن.

وجددت في هذا السياق استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع الطرف الآخر "إذا ما توفرت لديه إرادة سياسية حقيقية للانخراط بنفس الروح، والابتعاد عن الحلول القائمة على الوضع الراهن والمفروضة من جانب واحد، والتي لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وتعريض السلم والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها للخطر".

وأكدت أن السلام العادل والدائم في المنطقة المغاربية "لا يمكن تحقيقه أبدا من خلال مكافأة سياسة التوسع والاستيلاء على الأراضي بالقوة، بل من خلال الدفاع عن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك حق الشعوب غير القابل للتصرف في ممارسة تقرير المصير في ظل الظروف المثلى من الحرية والنزاهة والشفافية ودون أي شكل من أشكال التدخل الخارجي".

وهو ما جعلها تحث مجددا جميع أعضاء مجلس الأمن على استخدام نفوذهم بشكل بناء لتهيئة الظروف اللازمة للطرفين، جبهة البوليساريو والمغرب، للانخراط في مفاوضات جادة وذات مصداقية ومحددة زمنا دون شروط مسبقة وبحسن نية تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل وفقا إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ويكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.

وجددت البوليساريو موقفها في انتظار إصدار مجلس الأمن الدولي الجمعة القادم، للائحة جديدة حول مسألة تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، والتي يشتد الترقب بخصوصها هذه المرة بسبب مسودة مشروع القرار الأمريكي حول القضية، والذي يتضمن محاولة مفضوحة لفرض مخطط "الحكم الذاتي" المغربي.


خرجوا في الأراضي الصحراوية وبمخيمات اللجوء

مسيرات حاشدة للصحراويين للمطالبة بحقّهم في تقرير المصير

خرج الشعب الصحراوي، أمس، بمخيمات اللاجئين في مظاهرات شعبية حاشدة للمطالبة بتسوية أممية عادلة تضمن حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير والاستقلال. وعبّر المتظاهرون عن رفضهم القاطع لمحاولات القفز على الشرعية الدولية، مؤكدين تمسكهم بالقرارات التي تضمن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال الكامل.

ورفع المشاركون في المظاهرات الأعلام الوطنية مرددين شعارات تعبر عن الرفض الشعبي لأي حلول تتنافى مع قرارات الأمم المتحدة ومبدأ تصفية الاستعمار، ومجددين دعمهم لكل ما يتماشى مع الإرادة الحرة للشعب الصحراوي. وتأتي هذه الانتفاضة الجماهيرية عقب تقديم جبهة البوليساريو لمقترحها الموسع إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بهدف إعادة إطلاق العملية السياسية وفق أسسٍ واضحة تستند إلى الشرعية الدولية، أعقبها اعتراض رسمي للجبهة على المسودة الأمريكية الجديدة التي رأت فيها محاولة لتكريس الاحتلال والالتفاف على جوهر النزاع القائم.

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الصحراوية، عبر عدد من المشاركين عن أن هذه المظاهرات جاءت كرد طبيعي على ما تشهده الساحة الدولية من محاولات لإعادة فرض مقترحات سبق أن رفضها الشعب الصحراوي، مؤكدين أن الحراك الشعبي هو رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن أي حل لا يضمن حق تقرير المصير مآله الفشل.وشهدت الوقفات مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع الصحراوي، تجسد روح الوحدة الوطنية وتؤكد أن الشعب الصحراوي، في كل أماكن تواجده، يظل سندا قويا للشرعية الدولية ومتمسكا بخياره الثابت في الحرية والاستقلال

وبالموازاة مع هذه الانتفاضة يواصل الطرف الصحراوي كفاحه المسلّح، حيث استهدفت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي قاعدة معادية مغربية بقطاع الفرسية، مخلفة خسائر في صفوف جيش الاحتلال المغربي. وذكر بيان عسكري صادر عن المديرية المركزية للمحافظة السياسية للجيش الصحراوي، أوردته وكالة الانباء الصحراوية أول أمس، أن مفارز من الجيش الصحراوي نفذت قصفا مركزا استهدف قاعدة تابعة لجيش الاحتلال المغربي بمنطقة روس وديات الشديدة بقطاع الفرسية. وتتوالى هجمات الجيش الصحراوي مخلفة خسائر معتبرة بين "صفوف قوات العدو المتخندقة داخل الأحزمة الدفاعية المعادية على طول جدار الذل والعار".