روسيا تؤكد على حلّ عادل وفق الشرعية الدولية

البوليزاريو تطالب مدريد بتراجع علني عن موقفها المؤيد للاحتلال

البوليزاريو تطالب مدريد بتراجع علني عن موقفها المؤيد للاحتلال
  • القراءات: 648
ص. م ص. م

أكد ممثل جبهة البوليزاريو المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشرايا البشير، أن ‘’تصحيح إسبانيا خطأها تجاه الشعب الصحراوي يجب أن يكون بحجم الضرر بإعلان تراجعها عن قرارها الداعم للاحتلال والمُناقض للقانون الدولي".

وجاء تصريح المسؤول الصحراوي ردا على تعديل وزارة الخارجية الاسبانية لخريطة الصحراء الغربية لتشمل من جديد خط الحدود الفاصل بين الإقليم المحتل والمغرب التي نشرتها الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي على موقعها الإلكتروني.

وقال بشرايا البشير، في تصريح صحفي أمس، أن جبهة البوليزاريو "تأخذ علما بهذا التغيير فيما يخص موضوع الحدود على موقع الخارجية الاسبانية وأيضا خطاب رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز أمام الجمعية العامة"، مشيرا إلى أن هذا التطوّر الحاصل في الموقف الاسباني "يبقى خطوة صغيرة ورمزية إلا أنها في الاتجاه الصحيح".

وشدّد المسؤول الصحراوي أن "الحكومة الإسبانية تسببت في ضرر كبير من خلال موقفها المعبر عنه في رسالة رئيس الحكومة إلى الملك المغربي" بما يجعلها مطالبة بإصلاح هذا الضرر بقدر حجمه عبر "التراجع العلني عن الانقلاب في الموقف الذي يشكل تدخلا سافرا في المسار الذي تقوده الأمم المتحدة بين طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية".

وذكر بأن إسبانيا باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة والقائمة بالإدارة في الصحراء الغربية، حسب القانون الدولي، تترتب عليها مسؤوليات تاريخية وقانونية وأخلاقية مباشرة تجاه الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير، وأيضا تجاه تسوية النزاع الذي يسمم علاقات المنطقة برمتها بسبب تخلي مدريد عن هذه الالتزامات التي لا تسقط بالتقادم.

موسكو تؤكد على حلّ "عادل" و"مقبول من طرفي" النزاع

أكدت روسيا خلال اللقاء الذي جمع أول أمس بالعاصمة موسكو بين رئيس دبلوماسيتها، سيرغي لافروف، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، على أهمية التوصل إلى حل "عادل" ومقبول من طرفي" النزاع في الصحراء الغربية.

وذكرت الخارجية الروسية في بيان في ختام اللقاء أن لافروف ودي ميستورا  بحثا الوضع السائد في الصحراء الغربية وكذا وضع وآفاق مسار تسوية هذا النزاع بعد التحليل الذي قدمه المبعوث الأممي الخاص  حول الوضعية في المنطقة على ضوء جولته الثانية التي قام بها خلال شهر سبتمبر الماضي. وأكدت "موسكو على أهمية التوصل إلى حل عادل، طويل الأمد ومقبول من الجانبين للنزاع على أساس لوائح مجلس الأمن الدولي".

وكان اللقاء مناسبة للرجلين لبحث "الدور الحافظ للاستقرار" لبعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" وضرورة المحافظة على التفاعل بين طرفي النزاع.

وتمت الإشارة في هذا السياق، إلى أن اللقاء بين لافروف ودي ميستورا يندرج "في إطار سلسلة اللقاءات و المشاورات التي قام بها المبعوث الأممي للصحراء الغربية منذ تعيينه، مع عديد المسؤولين الدوليين الذين تطرقوا إلى تطوّرات المسالة الصحراوية وآفاق بعث المسار السياسي تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار  من الصحراء الغربية التي تعد آخر مستعمرة في إفريقيا".

يذكر أن روسيا بلد دائم العضوية في مجلس الأمن، وكذلك في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية داخل الهيئة الأممية.

وتأتي جولة دي ميستورا، عشية ثلاث جلسات اجتماع لمجلس الأمن خلال الشهر الجاري لبحث تطوّرات النزاع في الصحراوية وتجديد عهدة "مينورسو"، حيث ينتظر أن يقدم المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي تقريرا حول آخر تطورات النزاع في الوقت الذي يواصل فيه المحتل المغربي انتهاك الشرعية الدولية ورفض كل مسعى دولي لتسويته.

وبينما تتكاثف الجهود لتسوية القضية الصحراوية، حذر ممثل جبهة البوليزاريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير "مينورسو"، سيدي محمد عمار، أن استمرار المغرب في احتلاله غير المشروع لأجزاء من الصحراء الغربية وعرقلته إنهاء الاستعمار من الإقليم "يشكلان مدعاة للعار وإهانة لميثاق الأمم المتحدة" .

وفي كلمته الخميس الأخير أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار "اللجنة الرابعة"، شدّد سيدي عمار على أن "الشعب الصحراوي الذي يتطلع إلى الأمم المتحدة باعتبارها الوصي والمدافع عن حق الشعوب في تقرير المصير قد سئم من الوعود العديدة التي لم يتم الوفاء بها والقرارات العديدة التي تبقى حبرا على ورق"، مجددا تمسك شعب بلاده بحقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال وأنه سيواصل استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن حقوقه.