أعربت ممثلية جبهة البوليزاريو بألمانيا، عن استيائها واستنكارها البالغ لما ورد من "مغالطات" و"نعوت متحيزة" في مقال لمراسلة صحيفة "دي فيلت" الألمانية لشؤون الشرق الأوسط، بشأن النزاع في الصحراء الغربية.

وجهت البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا، رسالة إلى رئيس تحرير صحيفة "دي فيلت" الألمانية، شتيفان أوست، أكدت فيها أن الصحيفة "نشرت مقالا يحاول النيل من النضال المشروع لكفاح الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، وهو الثاني من نوعه في أقل من عشرة أشهر، ونقلته عنها بعد دقائق العديد من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية المعروفة بدفاعها السافر عن الأطروحة التوسعية للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية".

وتأسفت البعثة بشدة لكون الصحفية كاتبة المقال "لم تحترم ميثاق الشرف الصحفي ولم تتقيد بقانون الصحافة، مثلما لم تكلّف نفسها عناء الاتصال المسبق بالجهة المعنية للتحقق من مصداقية المعلومات الواردة في المقال". وجاء في الرسالة أنه "عوضا عن ذلك قدمت صحيفتكم مقالا متحيزا تحول سريعا لحلقة من حملة مسعورة تشنها دولة الاحتلال المغربي، عبر استخدام المعلومات الكاذبة كسياسة لصرف الانتباه عن الانتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ضد الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلّة من الصحراء الغربية".

ودحضا "للوصف المتحيز والزائف" الذي قدمته الصحفية، أكدت الرسالة أن جبهة "البوليزاريو" "ممثلة في الأمم المتحدة ومعترف لها دوليا بصفة التمثيل السياسي الشرعي والحصري منذ سبعينيات القرن الماضي، لشعب الصحراء الغربية". وذكرت بأن الجبهة  "تعتبر حركة التحرير الوطني الوحيدة عالميا التي وقّعت على اتفاقيات جنيف والبروتوكول الإضافي لها في عام 2015.. وهي ثمرة لمقاومة الشعب الصحراوي طويلة الأمد ضد مختلف أشكال الاحتلال الأجنبي"، مستدلة بما أوردته محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، في نص حكمها الصادر بتاريخ 29 سبتمبر 2021، كما سبق لمجلة "فورين بوليسي" ذائعة الصيت أن صنّفت جبهة البوليزاريو كواحدة من أكثر حركات التحرير ديمقراطية في التاريخ".

وتأسفت ممثلية جبهة البوليزاريو ببرلين لكون مثل هذه المقالات "لا تخدم سوى الطرف المعرقل لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية "وهو ذات الطرف الذي يواصل انتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الأراضي المحتلّة من الصحراء الغربية على شتى صنوفها، من الاختفاء القسري الذي يطال المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان وتعذيب سجناء الرأي وممارسة الاعتقال التعسفي وإرهاب المدنيين والقتل خارج نطاق القضاء".

بالتزامن مع ذلك شن الأسرى المدنيون الصحراويون من مجموعة "أكديم إزيك" المتواجدون بمختلف السجون المغربية، أمس، إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة 24 ساعة ضمن مسعى للفت الانتباه لوضعيتهم المأساوية داخل معتقلات الاحتلال، ويتعلق الأمر بالأسرى المدنيين الصحراويين المتواجدين في السجن المحلي "تيفلت2" والسجن المركزي "القنيطرة" والسجن المحلي "أيت ملول 1 و2" والسجن المحلي" بوزكارن" والسجن المحلي "بطانطان" جنوب المغرب.

ويأتي الإضراب عن الطعام في سياق إعلان التضامن والمؤازرة مع رفيقهم الأسير المدني الصحراوي الحسان محمد الراضي الداه، الذي يتعرض لضروب سوء المعاملة القاسية والمهينة، بعد أن قررت إدارة السجن المركزي "القنيطرة" الخميس الماضي، عزله في زنزانة انفرادية لمدة 20 يوما.

وذكرت رابطة حماية السجناء الصحراويين نقلا عن عائلات الأسرى المدنيين الصحراويين لمجموعة "أكديم إزيك"، أن خطوتهم النضالية هذه تأتي احتجاجا على كل "الممارسات الانتقامية المرتكبة في حق رفيقهم والمتمثلة في التعذيب النّفسي وسلب الكرامة الإنسانية، بالإضافة إلى الحرمان والمنع من الحقوق الأساسية والمشروعة بتعليمات من المندوبية العامة لإدارة السجون المغربية وجهات عليا في الدولة المغربية".