مناضرة ساخنة تخللتها الشتائم واتهامات بين لولا وبولسونارو

البرازيليون ينتخبون رئيسهم اليوم

البرازيليون ينتخبون رئيسهم اليوم
  • القراءات: 453
ص. محمديوة ص. محمديوة

يعود الناخبون البرازيليون، اليوم، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس لهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي  بقدر ما كان السجال فيها ساخنا بين  اليساري، لولا دا سيلفا، وغريمه الرئيس المنتهية عهدته، جايير بولسونارو، كان الترقب يحبس الأنفاس، حول المرشّح الذي سيفوز بكرسي الرئاسة في أكبر بلدان أمريكا اللاتينية. وعرفت البرازيل، أمس، انتهاء حملة رئاسية حامية، اختتمها المرشحان، لولا دا سيلفا وجايير بولسونارو، أول أمس، بمناظرة ساخنة استمرت لمدة ساعتين على قناة "تي في غلوبو" الأكثر مشاهدة في البلاد، تقاذف المرشحان طيلتها شتى أنواع الشتائم والاتهامات بدل عرض مشاريعهما للسنوات الأربع المقبلة.

وقال الرئيس اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، البالغ من العمر 67 عاما، باتجاه منافسه "لولا، كف عن الكذب، اذهب إلى بيتك!". ليرد عليه الرئيس اليساري الذي احتفل نهاية الأسبوع بعيد ميلاه  77 "هذا الرجل هو أكبر كذاب في تاريخ البرازيل" إنه "مختل". ثم سأل بولسونارو "هل تتناول الفياغرا؟" متطرقًا إلى الجدل المثار حول شراء 35 ألف حبة فياغرا لأفراد الجيش. وهاجم لولا خصمه بشأن سياسته الدولية وقال "في ظل حكومتك، أصبحت البرازيل منبوذة... لا أحد يريد أن يستقبلك ولا أحد يأتي إلى هنا". ورد بولسونارو ساخرا "يظن نفسه أبا الفقراء"، قبل أن يصفه بأنه "لص". يذكر أن لولا دا سيلفا الذي سبق وحكم البرازيل، سجن 18 شهرا بتهمة الفساد ما بين عامي 2018 و2019 قبل إلغاء الحكم وعاد الى واجهة السياسة مؤخرا في هذا البلد الأمريكوـ لاتيني المثقل بالأزمات والمشاكل.

وتوّجت مناظرة الجمعة بين المرشحين اليميني واليساري، حملة انتخابية أجمع متتبعون على وصفها بـ«القذرة" بالنظر لسيل المعلومات الخاطئة التي تخللتها خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم ان عنصر المفاجأة يبقى هو الطاغي، إلا أن لولا دا سيلفا، يبقى الأقرب للفوز بعد تسجيله تقدما طفيفا من أربع إلى ست نقاط  في آخر استطلاع للرأي،  بحصوله على 53 بالمئة من نوايا التصويت  مقابل 47% للرئيس اليميني المتطرف. وكان لولا دا سيلفا حصل خلال الجولة الأولى من السباق الرئاسي في الثاني أكتوبر الجاري على 48 بالمئة من الأصوات مقابل 43% لجايير بولسونارو في نتيجة جاءت بالنسبة لهذا الأخير أعلى بكثير مما توقعته استطلاعات الرأي مما منحه بعض الزخم خلال الحملة الثانية.

وحسب محللين، فإن لولا دا سيلفا يدخل الجولة الثانية من الرئاسيات بـ"تاريخه المزدهر بالإنجازات" في وقت يؤثر فيه الجوع على 33 مليون برازيلي. وهو ما أضاف زخما كبيرا لحملة المناضل السابق، حيث  يأمل أنصاره في أن يعيد أمجاد أوائل الألفية ويكسر الأرقام القياسية كعادته ويحل مشكلات الفقراء بعصاه السحرية. غير أنه ومع التغييرات الكبيرة التي يشهدها العالم، قد يواجه الرئيس "الأحمر" النشيط كما عرفه  مواطنوه، تحديات أصعب من تلك التي واجهته بداية الألفية عندما ترأس البرازيل.

ويرى عديد المراقبين أن جولة الإعادة اليوم، تشكل مفترق طرق للديمقراطية الأكبر في أمريكا اللاتينية في ظل وصول حدة المشهد إلى حد إقرار المحكمة الانتخابية العليا في البرازيل مسح المحتوى "السيبراني الكاذب" الذي نشرته حملتا المرشحين بما في ذلك مقاطع أشارت إلى علاقة "لولا" بالمخدرات ورغبته في إغلاق الكنائس، وأخرى ربطت بولسونارو بـ«أكل لحوم البشر والانجذاب الجنسي للأطفال". وتأتي الانتخابات البرازيلية في وقت يجتاح فيه ما يسمى بـ "المد الوردي" الجديد أمريكا اللاتينية بداية بفوز مرشحي اليسار في الاستحقاقات الانتخابية في كل من المكسيك والأرجنتين وبوليفيا وهندوراس وتشيلي وكولومبيا خلال الفترة الماضية. وهو ما أعطى الانطباع أن أمريكا الجنوبية أصبحت حاضنة لليسار السياسي في العالم.