في جولة إعادة ساخنة نهاية الشهر الجاري

البرازيل بين دا سيلفا اليساري وبولصونارو الليبرالي

البرازيل بين دا سيلفا اليساري وبولصونارو الليبرالي
  • القراءات: 453
ص. م ص. م

تصدر الرئيس البرازيلي الأسبق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس بحصوله على 48 بالمائة من الأصوات، متبوعا بمنافسه اليميني والرئيس المنتهية عهدته، جايير بولصونارو، الذي حصل على 43 بالمئة من الأصوات نتيجة حتمت إجراء جولة ثانية في 30 اكتوبر الجاري للفصل بين المرشحين. من بين أكثر من 156 مليون ناخب، صوت حوالي 52 مليون ناخب لصالح اليساري لولا الذي يمثل حزب العمال، مقابل 48 مليون برازيلي اختاروا اليميني بولصونارو من الحزب الليبرالي.

واستحوذ المرشحان على ما يقرب من 90 بالمائة أصوات الناخبين البرازيليين نتيجة الاستقطاب غير المسبوق التي شهدته الانتخابات الرئاسية والتي حقق فيها بولصونارو المفاجئة بعد أن حافظ على حظه في الفوز خلافا لتوقعات استطلاعات الرأي التي كانت رشحت امكانية فوز دا سيلفا من الجولة الأول. وهو ما يجعل الجولة الثانية من سباق الرئاسيات البرازيلية  ساخنة بين تيارين متصادمين في الافكار والمواقف ولا يمكن الاعتماد فيها على نتائج الاستطلاعات التي خابت توقعاتها في الدور الأول. وفي أول تصريح له بعد الاعلان عن النتائج، قال الرئيس المنتهية عهدته لقد هزمنا اكاذيب استطلاعات الرأي، معبرا عن تفاؤله في "لعب" كما قال "الشوط الثاني من الانتخابات" في اشارة الى الدور الثاني المقرر إجراؤه نهاية هذا الشهر. وبنفس لغة المصطلحات الرياضية، قال دا سيلفا، الذي سبق وحكم البرازيل بين سنتي 2003 و2010، إنه فقط وقت اضافي، يمكن أن أقول لكم بأننا سنربح هذه الانتخابات، مشددا على أن "النضال متواصل إلى غاية النصر النهائي".

وحسب النتائج الجزئية التي نشرتها السلطة الانتخابية، فإن مرشحة الحركة الديمقراطية البرازيلية، سيمون تيبيت، التي حصلت على 4,25 بالمئة من الأصوات أحدثت مفاجأة بإزاحة صاحب المركز الثالث في استطلاعات الرأي ممثل حزب العمل الديمقراطي، سيرو غوميز، الذي جاء في المركز الرابع  بحصوله 3,06 بالمئة. ورغم التوتر الذي صاحب أكثر الانتخابات استقطابا في تاريخ القوة الأولى في أمريكا اللاتينية، أكد رئيس المحكمة العليا للانتخابات، ألكسندر دي مورايس، أن يوم الانتخابات مر في ظروف عادية رغم تسجيل بعض الأحداث معزولة. وفي ردود فعل خارجية، هنأ وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، الشعب البرازيلي ومؤسسات الدولة لنجاح هذا الدور، معبرا عن اعتقاده بان يجري الدور الثاني بنفس الروح السلمية.

ويتزعم لولا، النقابي السابق، تحالفا كبيرا باسم "برازيل الأمل" يضم بالإضافة إلى حزب العمال كل من الحزب الشيوعي وشبكة الاستدامة والتضامن وحزب الاشتراكية والحرية وحزب الخضر وأجير وأفانتي والحزب الجمهوري للنظام الاجتماعي والحزب الاشتراكي البرازيلي، في حين يمثل غريمه  بولصونارو المنتهية عهدته التحالف الذي يضم حزب التقدميين والجمهوريين والليبراليين. وإلى جانب دعوة ما لا يقل عن 156 مليون ناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية، جرى التصويت أيضا لانتخاب 27 حاكما و27 عضوا في مجلس الشيوخ و513 نائبا فدراليا و1035 نائبا للولايات و24 نائبا على مستوى المقاطعة الفدرالية.