القمة العربية - الأوروبية مصر

البحث عن نقطة التقاء لمصالح متباينة

البحث عن نقطة التقاء لمصالح متباينة
  • القراءات: 632
م. مرشدي م. مرشدي

تختتم، اليوم، بمنتجع شرم الشيخ المصري أشغال أول قمة عربية ـ أوروبية من نوعها في تاريخ المنتظمين الإقليميين بإصدار بيان مشترك حول القضايا التي تمت مناقشتها والتفاهم بشأنها.

وترأس أشغال القمة المنعقدة بالمركز الدولي للمؤتمرات تحت شعار ”الاستثمار في الاستقرار” الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بحضور قادة دول ورؤساء حكومات وممثلي 50  دولة منها 22 دولة عربية و28 أوروبية.

ويناقش القادة المشاركون التحديات التي تواجه الجانبين واليات تحقيق الاستقرار في المنطقة إلى جانب العديد من الملفات الاقليمية وخاصة القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا واليمن وليبياي بالإضافة إلى وضع تصورات مشتركة لمكافحة الإرهاب والحد من الهجرة واللجوء والمتاجرة بالبشر والأزمات الإقليمية حول منطقة البحر المتوسط.

كما حضر الرؤساء والوزراء الأوائل الأوروبيين إلى مصر في محاولة لبحث مسائل التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية مع مختلف الدول العربية حيث تأمل الدول الأوروبية في المحافظة على مكانتها المتميزة في المنطقة العربية في سوق يبلغ تعداد سكانها قرابة نصف مليار نسمة ضمن نظرة مستقبلية للحد من أزماتها الاقتصادية. وعلى النقيض من ذلك فان الدول العربية تريد استقطاب استثمارات أوروبية أكبر تمكنها من القضاء على حجم البطالة التي أنهكت مجتمعاتها والتحكم في تكنولوجيا الصناعات المتطورة تجنبها البقاء رهينة لما تصدره الدول الغربية من منتجات. فباستثناء تصدير منتجات النفط والغاز باتجاه الأسواق الأوروبية فان كفة ميزان التبادل التجاري بقي دائما مائلا باتجاه الكفة الأوروبية بالنظر إلى حجم السلع والخدمات التي تستوردها الدول العربية من مختلف الدول الأوروبية. وهو ما جعل حكومات هذه الأخيرة تنظر الى العرب كمجرد خزائن لأموال طائلة وشعوبها مجرد مستهليكن في سوق يجب اكتساحها لقربها من القارة العجوز وسهولة شحن سلعها باتجاه الأسواق العربية في الشرق الأوسط كما في المغرب العربي. واعترف بريبن اعمان الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بأن أوروبا تبقى أهم شريك للدول العربية بنفس مكانة الصين والولايات المتحدة وروسيا مجتمعة”.

وحذرت الحكومة الألمانية بطريقة ضمنية يوم الجمعة الماضي من خطر منافسة عدة قوى اقتصادية في العالم للاتحاد الأوروبي في المنطقة العربية وأعطت في مثالا في ذلك بالصين وروسيا مما جعلها تؤكد على أهمية تموقع أوروبي قوي في هذه المنطقة لمنع زعزعة مكانتها أمام المنافسة الشرطة للدول السالفة الذكر.

ودافع مصدر أوروبي عن المقاربة الألمانية وأكد أن أول قمة بين الكيانين الأوروبي والعربي يجب أن تشكل أول لبنة لمنع الاكتساح الروسي والصيني الذي قال إنه يهدد مصالحنا في منطقة بأهمية البلاد العربية.

وأضاف مصدر أوروبي آخر لم يشأ الكشف عن هويته انه ليس من مصلحة الدول الأوروبية ترك الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الامريكي لصالح روسيا والصين مؤكدا أن الأوروبيين يعتبرون أول قمة مع الدول العربية بمثابة فرصة لا يمكن تضييعها للمحافظة على مصالحها الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية. وعلى غير العادة، فقد تخلف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن الحضور الى هذا الموعد واكتفت باريس بإيفاد وزيرها للخارجية جون ايف لودريان الى جانب غياب الوزير الأول الاسباني، بيدرو سانشيز الذي يمر بمتاعب سياسية في بلاده  بالإضافة الى الرئيسين الليتوني والليتواني.