تحذيرات من أوضاع كارثية في المغرب

"الباييس" الإسبانية تحذّر من موجة احتجاجات أكثر عنفا

"الباييس" الإسبانية تحذّر من موجة احتجاجات أكثر عنفا
  • القراءات: 690
ص. م ص. م

حذّرت صحيفة "الباييس" الإسبانية من الارتفاع المتواصل في أسعار المواد الغذائية الأساسية في المغرب قد يؤدي إلى اندلاع موجة احتجاجات جديدة ضد حكومة، عزيز أخنوش، مع حلول شهر رمضان أواخر مارس المقبل، في نفس الوقت الذي تطرقت فيه إلى ما يعيشه الحقوقيون  والصحفيون والمناضلون في المملكة من "تهديدات وتجسس وأحكام بالسجن بعد محاكمات جائرة".

ونقلت "الباييس" عن مصطفى السحيمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن "مناخ السخط على الساحة الوطنية يتجه نحو ديناميكية الاحتجاج الاجتماعي الذي يمكن أن يندلع خلال الأسابيع المقبلة"، منبها إلى أن "زيادة عدد الوسطاء في نظام تسويق المواد الغذائية يدفع بقوة إلى ندرة المنتجات الأساسية".

وأبرزت الصحيفة أن "الاحتجاجات الاجتماعية بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة لم تتوقف عن النمو في المغرب"، مستدلة باحتجاجات الجبهة الاجتماعية المغربية المكونة من أحزاب ونقابات ومنظمات مجتمع مدني في 20 فيفري الجاري، ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وقالت إن معدل التضخم خلال عام 2022 ارتفع بنسبة 6,6 بالمئة وفقا للبيانات الرسمية في المغرب، في وقت أكد البنك الدولي، أن نسبة التضخم بلغت 8,3 بالمئة كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 11 بالمائة وفقا لإحصائيات المفوضية العليا المغربية للتخطيط.

ونقلت الصحيفة عن عثمان باقة، الأمين الإقليمي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بالرباط، الذي خرج للاحتجاج أن "السياسات العامة تعرض الأمن الغذائي للأمة للخطر"، واتهم الحكومة بالسماح بتصدير كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، في حين ارتفع سعر الطماطم بشكل كبير وقفز من أقل من أربعة دراهم للكلغ إلى 12 درهما وارتفع سعر كلغ اللحم تقريبا من 60 إلى 110 دراهم للكلغ.

كما نقلت الصحيفة الإسبانية، تصريحات لرئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة الراضي، والتي أكدت فيها أن "السلطات المغربية لم تسمح لهم كأعضاء للجمعية بالتظاهر وسمحت لهم فقط بالتجمع في أيام الأسبوع"، مشيرة إلى تزايد السخط الشعبي في المغرب "فالكثير من الناس لم يعد لديهم ما يكفيهم من الطعام". كما أكدت أن "التضخم سيكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير".

وإلى جانب الأوضاع الاقتصادية المتردية أكدت الصحيفة الإسبانية، بخصوص حقوق الإنسان أن تجاوزات المملكة المغربية تعددت وتنوعت من التهديدات والتجسس، وصولا إلى أحكام بالسجن بعد محاكمات جائرة ضد عدد من النشطاء والصحفيين والمتظاهرين.

وختمت الصحيفة الإسبانية، مقالها بالقول "تحولت حرية التعبير إلى سراب أمام كل من يجرؤ على انتقاد سياسات البلاد، وتمثل حالات مثل الصحفي عمر راضي، خير مثال على هذا النوع من الممارسات".

غليان مجتمعي ينذر بانفجار وشيك

وأصبحت المملكة المغربية قاب قوسين أو أدنى من الانفجار وسط تصاعد متواصل للسخط الاجتماعي، لم تمتصه الوقفات الاحتجاجية المطلبية التي كثيرا ما تحولت من احتجاجات ضد الارتفاع المهول للأسعار إلى أخرى مناهضة للقمع وخنق حرية التعبير، في ظل مضي حكومة أخنوش، ومن والاه في الاغتناء على حساب الملايين الذين يعيشون الأمرين.

وأكد الإعلامي والكاتب المغربي، عبد الرحيم التوراني، في مقال له نشر في شبكة "الحرة" الإلكترونية تحت عنوان "هل يسير المغرب في اتجاه انفجار اجتماعي" إن حالة من الاستياء العام ومن تصاعد السخط الاجتماعي تسود المملكة، مذكّرا بما عاشه الشارع المغربي الأسبوع الأخير، من مظاهرات ومسيرات احتجاجية في مختلف الأقاليم.

ولفت في هذا السياق إلى أن الشعب المغربي خرج إلى الشوارع احتجاجا على "الارتفاع المهول للأسعار بشكل غير مسبوق، وانهيار القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين واتساع دائرة الفقر والفوارق الاجتماعية في ظل توالي الأزمات وإصرار الحكومة على نفس الاختيارات السائدة منذ عقود".

المخزن يقامر بأمن المنطقة

حذّر رئيس الهيئة الشعبية العربية لمناهضة التطبيع، أحمد خليفة، من أن المخزن تجاوز في علاقاته مع الكيان الصهيوني مجرد التطبيع، كونه يقامر بأمن المغرب والمنطقة برمتها في ظل الاتفاقيات العسكرية التي تم إبرامها مؤخرا مع الكيان المحتل.

وأوضح خليفة، أنه "بالربط بين زيارة العار لمسؤولين عسكريين صهاينة وزيارة وفد سلاح الجو المغربي للكيان الصهيوني، والمناورات العسكرية التي أجريت في المغرب بين الصهاينة والمخزن تتأكد مسيرة الخيانة للنظام المغربي".

وأكد في السياق أن "المخزن التابع والراكع تجاوز بهذه الممارسات مجرد التطبيع وهو يقامر بأمن المغرب وأمن المنطقة برمتها"، داعيا الشعب المغربي إلى عدم السكوت عن هذه الأخطار التي تمس بأمنه واستقلاله ومصيره". كما أكد أن  الشعب المغربي لا يريد الصدام مع النظام لكن المخزن بهذه التصرفات يدفع له لا محالة".