تونس

الانتخابات العامة تمت في أجواء التفاؤل والشفافية

الانتخابات العامة تمت في أجواء التفاؤل والشفافية
  • القراءات: 674
ق. د ق. د
في أجواء سادها الهدوء وطبعها التفاؤل، اختار الناخبون التونسيون أمس المرشحين الذين وضعوا فيهم ثقتهم لتمثيلهم في البرلمان الجديد وهم يلوّحون بسبابتهم المطلية بالحبر السري؛ ابتهاجا بأدائهم واجبهم الانتخابي.
وأبطل الناخبون التونسيون كل التكهنات التي سبقت عملية التصويت بأن نسبة المشاركة ستكون متدنية؛ بالنظر إلى عدم الاكتراث الذي أبدوه تجاه مجريات الحملة الانتخابية التي دامت ثلاثة أسابيع كاملة، وقرروا التوجه منذ الساعات الأولى إلى مراكز التصويت لأداء واجبهم؛ بقناعة أنهم لم يشاءوا تفويت فرصة تاريخية بالنسبة لهم، وأيضا بالنسبة لمستقبل بلدهم الذي يريدون له الوصول إلى بر آمن.
ووسط إجراءات أمنية غير مسبوقة جرت الانتخابات التعددية بقوائم انتخابية حزبية وأخرى لمستقلين، في مكاتب حضرها ممثلو مختلف الأحزاب السياسية المشاركة والمستقلون، من أجل السهر على السير الحسن للانتخابات، وأيضا لمنع أية تجاوزات أو أي تلاعب محتمل في نتائج يريد التونسيون أن يجعلوا منها قطيعة نهائية مع نسبة 99 بالمائة.
وإذا كان الناخبون التونسيون أبدوا برودة في التعاطي مع التجمعات الانتخابية التي نشطها رؤساء مختلف الأحزاب أو ممثلوهم خلال الحملة الانتخابية، إلا أنهم أكدوا أن توافدهم أمس وبقوة على مكاتب التصويت، هو تصرف ينم عن شعور بواجب وحس وطني؛ كون العملية الانتخابية حاسمة بالنسبة لمستقبل تونس واستقرارها بغض النظر عمن سيفوز بنتائجها.
وأيضا بقناعة أنهم يريدون وضع حد لأربع سنوات استغرقتها مرحلة انتقالية عرفت هزات قوية متعددة، كادت أن تُغرق البلاد في متاهة انزلاق أمني خطير.
وفي سياق أجواء التفاؤل التي ميزت هذه الانتخابات، قال رئيس حركة "نداء تونس" والوزير الأول الأسبق الباجي قايد السبسي، إن "تونس في طريقها بخطى ثابتة نحو التجسيد الفعلي للممارسة الديمقراطية وتحقيق الأمن والاستقرار، بفضل اختيار الناخبين لأفضل البرامج القادرة على تحقيق تطلعات الشعب نحو الرقي والتطور".
وأكد رئيس الحكومة الانتقالية مهدي جمعة من جهته، أن "التونسيين سيتمكنون من خلال هذه الانتخابات، من تحويل المؤسسات المؤقتة إلى دائمة".
ووصف مهدي جمعة الانتخابات بالحدث " التاريخي"؛ حيث بذلت الحكومة كل الإمكانات المادية واللوجيستية من أجل إتمام هذا الموعد الانتخابي في أحسن الظروف"، والإشارة واضحة الى تعزيزات قوات الأمن التي تم تسخيرها من أجل ضمان السير الآمن لها، والتي أدت مهمتها على أحسن ما يرام؛ بدليل إجراء الانتخابات دون أية قلاقل أمنية.
واختار قرابة 5,3 ملايين ناخب تونسي ممثليهم لأول برلمان دائم لما بعد مرحلة الرئيس بن علي لعهدة من خمس سنوات قادمة، تنافست للظفر بمقاعده 217، حوالي 1327 قائمة انتخابية، منها 814 قائمة حزبية، والبقية موزعة بين ائتلافية ومستقلة.