يقتل طاقمين طبيين كل يوم وصحفيا كل 3 أيام
الاحتلال يتحدى ترامب ويصعّد حرب الإبادة في غزة

- 176

أكد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أمس، تصعيد الاحتلال الصهيوني من استهدافاته الممنهجة للمنازل والمربعات السكنية في مختلف أنحاء مدينة غزة منذ مطالبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، بوقف القصف الصهيوني على القطاع في انتهاك صارخ لكل ما تم الإعلان عنه وتحد واضح للمجتمع الدولي.
وقال محمود بصل في تصريح صحافي إنّ الاحتلال استخدم خلال هذه المرحلة العربات المفخخة المحمّة بما يزيد عن خمسة أطنان من المتفجرات لتفجير أحياء سكنية مكتظة بالمدنيين بما أدى إلى وقوع دمار واسع وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا بين الشهداء والجرحى.
ورصد جهاز الدفاع المدني في غزة تفجير ما معدله عشر عربات مفخخة يوميا داخل منازل المواطنين في أحياء النصر والشيخ رضوان والدرج، فيما تعد أحياء تل الهوا والصبرة من أكثر المناطق التي شهدت استخداما مكثفا لهذه الوسائل المدمرة. ووصلت عمليات التدمير إلى قلب مدينة غزة، وعلى بعد أقل من مئتي متر فقط من شارع الثلاثيني الحيوي، بما يؤكد أن الاحتلال يستهدف عمق المناطق المدنية دون أي اعتبار لوجود السكان أو البنية التحتية.
ووفقا لمتابعات فرق الدفاع المدني الميدانية، فإن التفجير الواحد للعربات المفخخة يتسبب في دمار كلي لمحيط لا يقل عن 300 متر، إضافة إلى أضرار جزئية تمتد إلى أكثر من 500 متر، فيما وصلت شظايا العربات والتفجيرات لمسافات تتجاوز كيلومترا واحدا ، مسببة إصابات قاتلة بين المواطنين بما في ذلك النازحون في مراكز الإيواء والمرضى داخل المستشفيات، والسكان في منازلهم.
وحذّر بصل من إن استخدام الاحتلال لهذه الوسائل الإجرامية يُعد سابقة خطيرة في تاريخ الحروب الحديثة وانتهاكا صارخا لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين بهذه الأساليب الهمجية، مؤكدا أن الصمت الدولي المتواصل على هذه الجرائم يعد تواطؤا وتشجيعا ضمنيا لمزيد من القتل والتدمير والإبادة بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.من جانبه، كشف المكتب الإعلامي في قطاع غزة، أمس، عن حصيلة مروعة لجرائم الاحتلال الصهيوني اليومية ضد المدنيين والعاملين في القطاعات الإنسانية والطبية والإعلامية، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تقتل طاقمين طبيين كل يوم وتصيب 232 فلسطيني وتغتال صحفيا كل 3 أيام.
وأوضح المكتب في بيان أن الاحتلال الصهيوني يقتل طاقمين طبيين كل يوم في إطار هجماته الممنهجة على الطواقم الطبية التي تعمل في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة لإنقاذ الأرواح وسط الدمار والحصار. كما أشار إلى أن صحفيا فلسطينيا يقتل كل 3 أيام أثناء قيامه بواجبه المهني في توثيق جرائم الاحتلال، في حين يقتل رجل دفاع مدني كل 5 أيام خلال محاولاته انتشال الضحايا من تحت الركام أو إخماد الحرائق الناتجة عن القصف.
وأضاف المكتب أن الاحتلال يصيب 232 فلسطيني يوميا أكثر من نصفهم من النساء والأطفال ويتسبب ببتر أطراف 13 فلسطينيا كل يومين، إضافة إلى تسببه بشلل أو فقدان بصر 6 فلسطينيين خلال المدة ذاتها. وأكد البيان أن الاحتلال يواصل شنّ أكثر من هجوم عسكري يوميا على المنظومة الصحية، مستهدفا المستشفيات ومراكز الإسعاف والعيادات الميدانية في انتهاك صارخ لكل القوانين والاتفاقيات الدولية الإنسانية.
وكان المكتب الإعلامي في قطاع غزة قد أصدر الأحد الماضي بيان يرصد حصيلة الجرائم والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني خلال عامين كاملين من حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة، كاشفا عن أرقام صادمة تظهر حجم المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال. ويرتكب الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، في حصيلة غير نهائية، أكثر من 237 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، علاوة عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.
في استفزاز متعمد وتجاوز خطير لقدسية المكان
تنديد فلسطيني وعربي باقتحام بن غفير للأقصى المبارك
أثار إقدام وزير الأمن الصهيوني، إيتمار بن غفير، أمس اقتحام المسجد الأقصى المبارك على رأس مجموعات من المستوطنين، موجة إدانة فلسطينية وعربية لما يمثل ذلك من استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين وتجاوزا صارخا لحق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة اقتحام بن غفير لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، خاصة وأنه يتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين الاليمة لمجزرة المسجد الأقصى الأولى، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثامن من أكتوبر عام 1990، وأكدت أنه مشهد يلخص استمرار العدوان وتكرار الجريمة وفي خطوة استفزازية متعمدة تعكس العقلية الفاشية التي تحكم حكومة الاحتلال وتتعمد المسَّ بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم. وحذرت "حماس" من أن هذا "الاقتحام المتزامن مع ذكرى المجزرة ليس حدثا عابرا، بل رسالة عدوانية تسعى إلى تكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني وفرض السيطرة الاحتلالية على المسجد الأقصى في إطار مشروع تهويدي متكامل يستهدف الوجود العربي والإسلامي في القدس".
وأكدت أن "القدس والمسجد الأقصى خطّ أحمر وأن استمرار الاعتداءات والاقتحامات لن يغير من حقيقة أن الأقصى مسجد إسلامي خالص، وأن شعبنا سيبقى على العهد، متمسكا بحقه ومقدساته ومدافعا عنها بكل الوسائل المشروعة". ودعت الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية والداخل المحتل إلى الرباط والتواجد المكثف في باحات الأقصى حماية له من مخططات الاحتلال. كما دعت الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية في وقف هذا العدوان المتواصل.
كما أدانت المملكة العربية السعودية اقتحام بن غفير للأقصى المبارك، حيث قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، أمس، إن المملكة تدين "اقتحام مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين للمسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال"، مستنكرة "الاعتداءات المستمرة على حرمة" هذا المكان المقدس. وفي سياق استمرار اعتداءاتها على المقدسات الدينية، أعلنت سلطات الاحتلال أمس إغلاق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بذريعة الاحتفال بأعياد يهودية.
وهو ما يعد وفق ما أكدته "حماس" اعتداء سافرا على حرمة المسجد واستفزازا لمشاعر المسلمين وتجاوزا صارخا لحق الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية وتأكيدا على طبيعة الحكومة الصهيونية الفاشية ذات النزعة العنصرية النازية. ودعت الحركة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية إلى مواجهة هذا الاعتداء الخطير على حرمة المسجد الإبراهيمي والتصدي لمخططات الاحتلال الرامية إلى تهويده والاستمرار في مقاومة المشاريع الاستيطانية والتهويدية التي تهدد وجوده وحقوقه الثابتة على أرضه المحتلة.
كان متجها إلى قطاع غزة لكسر الحصار الجائر
قوات الاحتلال الصهيوني تهاجم "أسطول الحرية"
تعرض "أسطول الحرية" المتجه إلى قطاع غزة، أمس، إلى هجوم من قبل قوات الاحتلال الصهيوني الذي يواصل مهاجمة كل مبادرة أو مسعى يهدف إلى كسر حصاره الجائر على قطاع غزة المنكوب.
وفي تدوينة لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، بأن جيش الاحتلال الصهيوني هاجم "أسطول الحرية" في المياه الدولية على بعد 220 كام عن غزة. للإشارة فإن تحالف "أسطول الحرية" هو شبكة دولية تضم مجموعات من الناشطين الداعمين للفلسطينيين وتنظم بعثات بحرية مدنية تهدف إلى كسر الحصار الصهيوني المفروض على غزة لإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين هناك.
ويعد هذا الاعتداء الثاني بعد استيلاء بحرية الاحتلال الصهيوني الأسبوع الماضي على 42 سفينة تابعة لـ"أسطول الصمود" العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة واعتقال مئات الناشطين الدوليين على متنها.وفي ردّة فعلها، حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من اختطاف بحرية الاحتلال الصهيوني لنشطاء أسطول الحرية في المياه الدولية، من المتضامنين مع قطاع غزة والحاملين لمساعدات إنسانية عاجلة للشعب الفلسطيني المحاصر، يعد جريمة وقرصنة جديدة تُضاف إلى السجل الأسود للاحتلال في الاعتداء على المتضامنين الدوليين وانتهاكا صارخا للقانون الدولي ولأبسط المبادئ والحقوق الإنسانية.
وقالت في بيان لها أمس، إن "هذا الاعتداء الجبان يعكس عقلية الإرهاب والفاشية التي تحكم الاحتلال الصهيوني وقادته، الذين يسعون بكل الوسائل إلى منع وصول المساعدات وكتم أصوات الحقيقة في محاولة يائسة لطمس معالم جريمة الإبادة والتجويع المستمرة ضدّ شعبنا في قطاع غزة منذ عامين". وحملت الحركة الاحتلال المجرم المسؤولية الكاملة عن حياة النشطاء المختطفين وسلامتهم، مطالبة في الوقت نفسه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإطلاق سراحهم ومنع الاحتلال من إساءة معاملتهم كما جرى مع متضامني أسطول الصمود العالمي، علاوة عن محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية.