تقرير يكشف باستخدامه للطائرات المسيرة

الاحتلال المغربي يصعّد من جرائمه ضد الصحراويين

الاحتلال المغربي يصعّد من جرائمه ضد الصحراويين
  • القراءات: 739
ق.د ق.د

أكد المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام "سماكو" أن الاحتلال المغربي صعد من جرائمه ضد المدنيين الصحراويين باستخدام الطائرات المسيرة، مخلفا العشرات من القتلى في أكثر من 60 هجوما استخدمت فيه ذخائر غير تقليدية. في ثاني تقرير له حول استهداف الطائرات المسيرة المغربية للمدنيين العزل تحت عنوان "جرائم ترتكب في صمت.. الطائرات المسيرة المغربية واستهداف المدنيين في الصحراء الغربية"، تناول المكتب الصحراوي بالدراسة والتحليل التصعيد الجديد للاحتلال المغربي بعد تجدد الحرب في 13 نوفمبر 2020 على اثر الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد التقرير أن "هجمات هذه الطائرات وقعت على بعد عشرات الكيلومترات من الجدار الرملي في مناطق لا ينشط فيها الجيش الصحراوي، وهو ما يعني أن هؤلاء المدنيين لا يشكلون أي تهديد للجيش المغربي ولا يتواجدون بالقرب من الاشتباكات العسكرية". وبلغة الأرقام، فإن من يتعرض لخطر هذه الهجمات هم الباحثون عن الذهب بنسبة 50% والمسافرون بنسبة 30% في أماكن متفرقة وطرق مختلفة من الصحراء الغربية وسجل استهداف باقي الانشطة والبنى التحتية نسبة 20%.

كما أبرز التقرير أنه وبحسب الجثث المتفحمة، فإنه من المؤكد أن "هذه الهجمات استهدفت ابرياء بالذخائر غير التقليدية ولا يستبعد أن تكون هذه الذخائر حرارية"، مشددا على أن كل هذه الاعتداءات "تمت في مناطق صحراوية مكشوفة قاحلة وخالية من الغطاء النباتي حيث من السهل جدا التحقق من ألوان واشكال السيارات ناهيك عن أمتعة الضحايا والأهداف العسكرية والمدنية".

وذكر في هذا الاطار بحادثة الصحراوي، امبارك السباعي، مع صديقه الذي قتل في منطقة امريكلي، حيث مر أكثر من 17 يوما دون الاستفادة من دفن لائق وكريم، مشيرا الى أن أصدقاء وأقارب الضحايا يرفضون خوض مغامرة انقاذهم خوفا من تعرضهم للقصف بطائرات مسيرة مغربية كما هو الحال مع الشاب، ديديه محمود اهويبيتا، الذي تعرض للهجوم بصاروخ أثناء محاولته مساعدة بعض الضحايا الذين قتلوا يوم 24 نوفمبر 2022 على الحدود الصحراوية-الموريتانية. 

ونبه التقرير الصحراوي إلى أنه من المعروف أن الطائرات بدون طيار مجهزة بأحدث التقنيات في اكتشاف الأهداف بواسطة الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار والأشعة تحت الحمراء والكاميرات وما إلى ذلك، مما يسمح لها بتحديد  بالتفصيل أي نوع من الأهداف سواء كان ذلك في النهار أو الليل. والى جانب الخسائر في الأرواح، سجل التقرير خسائر مادية معتبرة بتدمير أكثر من 50 سيارة وعربة بمواصفات مختلفة وكذا الصهاريج لتوفير مياه الشرب للعائلات والمجمّعات السكنية والبدو.

كما أبرز التقرير أن هذه الاعتداءات تسببت في نزوح جماعي للسكان الأصليين، حيث تشير الحكومة الصحراوية الى انه كان حوالي 30 إلى 40 ألف شخص يعيشون بشكل مستمر أو متقطع في هذه الاراضي، إلا أنهم غادروا خيمهم ومنازلهم بسبب هذه الهجمات العشوائية، بينما فرّ آخرون الى الاراضي الموريتانية نتيجة العنف الذي مورس ضدهم والذي ولد "إحساسا بالرعب لدى الرجال والنساء والأطفال". كما أكد التقرير أن جيش الاحتلال المغربي يواصل خططه القذرة ويستهدف سبل عيش العائلات الصحراوية على الجمال التي من أهم الموارد التي تعتمدها عليها هذه العائلات للبقاء على قيد الحياة.   

وهو ما جعل "سماكو" يعبر عن استغرابه من غياب المؤسسات الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدم الاهتمام الذي يصل إلى حد الإهمال للمنظمات غير الحكومية مثل "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية التي يجب أن تراقب وتتابع هذه الجرائم، مؤكدا أن "هذا الغياب لن يؤدي إلا إلى تقوية العناد المغربي لمواصلة ارتكاب هذه الانتهاكات مع الإفلات التام من العقاب".