آمل أن تكون نهاية المأساة السورية

الإبراهيمي في دمشق قبل صياغة تقرير الجولة الماراطونية

الإبراهيمي في دمشق قبل صياغة تقرير الجولة الماراطونية
  • القراءات: 1364

وصل الأخضر الإبراهيمي أمس إلى العاصمة السورية دمشق، قادما إليها برا من العاصمة اللبنانية بيروت في ختام جولة دبلوماسية ماراطونية ضمن مساع لإيجاد أرضية توافقية، لعقد ندوة جنيف الرامية إلى إنهاء الأزمة في هذا البلد.

وحلّ الدبلوماسي الأممي بالعاصمة دمشق؛ حيث كان في استقباله نائب وزير الخارجية فيصل مقداد؛ بهدف إجراء آخر محادثات مع المسؤولين السوريين.

وحط الإبراهيمي الرحال بمعظم عواصم المنطقة العربية بالإضافة إلى أنقرة التركية وطهران الإيرانية، باستثناء الرياض السعودية، التي أبدت منذ البداية رفضها لهذه الندوة.

وعمل الموفد الدولي إلى سوريا خلال جولته، على الاطّلاع على مواقف الدول التي زارها، محاولا إيجاد نقاط الالتقاء بينها؛ على أمل أن تكون أرضية توافقية يمكن اعتمادها لعقد هذه الندوة، التي قد تكون بداية نهاية أزمة طالت.

وأجمع المتتبعون لتداعيات هذه الأزمة، على أن محطة دمشق ستكون المحطة الأصعب، وبالتالي فإن الإبراهيمي سيكون حذرا في كل تصريحاته التي سيدلي بها، أو ربما سيتفادى الإدلاء بأي تصريح إلى غاية عرض نتائج جولته مع ممثلي روسيا والولايات المتحدة بمدينة جنيف.

وينبع حذر الموفد الدولي خاصة على خلفية الانتقادات التي كالتها له الصحف الحكومية السورية، التي عادة ما تعكس الموقف الرسمي لدمشق، والتي نعتته بـ "السائح الهرم"، في رفض لتصريحاته التي طالب فيها خلال آخر زيارة له إلى سوريا العام الماضي، بضرورة إحداث تغييرات جذرية في هذا البلد، وهو ما أثار غضب دمشق، التي رأت في ذلك انحيازا غير معلن لمطالب المعارضة السورية، التي تطالب بحكومة انتقالية خالية من أي وجه من وجوه النظام القائم.

ليس ذلك فقط؛ إذ زادت مواقف 19 تنظيما مسلحا في سوريا من صعوبة مهمة الإبراهيمي بعد أن هددت كل من يتوجه إلى جنيف.

وعرفت قيادات هذه التنظيمات المحسوبة في غالبيتها على التيارات الجهادية المتطرفة، اختيار التوقيت الذي تصدر فيه تهديدها، والذي تزامن عشية وصول الإبراهيمي إلى دمشق ضمن خطة مقصودة لإجهاض كل مساعيه لإنهاء أطوار مأساة عمّرت لأكثر من عامين.

وقد أيقنت روسيا أحد أكبر الدول الراغبة في عقد ندوة جنيف، خطورة مثل هذا الموقف، وهو ما جعل وزيرها للخارجية سيرغي لافروف، لا يخفي سخطه من موقف وصفه بـ "المثير للغضب"، وقال إنه من غير المعقول أن تقوم تنظيمات إرهابية التي تقتل في سوريا، بتوجيه تهديدات ضد كل من يتوجه إلى جنيف.

وتدرك موسكو قبل غيرها خطورة هذه التهديدات على مسعى ناضلت من أجله منذ العام الماضي، وأصرت عليها حتى بعد فشل ندوة جنيف الأولى، بعد أن اقتنعت بأن لا القوات النظامية ولا تلك المحسوبة على المعارضة المسلحة، قادرة على حسم الوقف لصالحها.

وأكدت تهديدات هذه التنظيمات على درجة الانقسام وتنافر توجهات وأهداف أطياف المعارضة السورية لأسباب عقائدية وإيديولوجية، مما جعلها تفشل ثلاثين شهرا منذ اندلاع أعنف المواجهات، عن توحيد موقفها وتشكيل حكومة انتقالية، كما طالبتها بذلك القوى الغربية.

وما انفكّ هذا الشرخ يتعمق إلى درجة جعلت مختلف الأطياف لا تتفق على موقف موحد تجاه فكرة المشاركة في مؤتمر جنيف، وأرغمتها في كل مرة على تأجيل اجتماعات لقياداتها بتركيا، على أن تلتقي يوم التاسع من الشهر القادم على أمل الخروج بموقف نهائي وواضح.