بعد استفحال أزمتها السياسية

الأمم المتحدة تعرض مساعدتها لإجراء حوار وطني بالعراق

الأمم المتحدة تعرض مساعدتها لإجراء حوار وطني بالعراق
  • القراءات: 384
ق. س ق. س

أبدت الأمم المتحدة استعدادها للمساعدة في إجراء حوار بين الفرقاء السياسيين العراقيين لإخراج بلادهم من أزمتها وإعادة الثقة للشعب، ضمن محاولة أخرى لإخراج هذا البلد من دوامة أزمة سياسية حادة حالت دون انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة. ورأت بعثة الأمم المتحدة في العراق أن "الحوار الهادف بين جميع الأطراف العراقية أصبح الآن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، لتفادي تصعيد التوتر السياسي في البلاد". وشدّدت على أهمية العمل على معالجة المشاكل الاقتصادية وتقديم الخدمات العامة الفعالة، داعية كافة الفرقاء السياسيين إلى تغليب المصلحة الوطنية للعراق.

ورحبت بالدعوات الأخيرة لإجراء حوار وطني في العراق، فيما حثت جميع الجهات الفاعلة على الالتزام والمشاركة الفعّالة والاتفاق على الحلول دون تأخير. وكان مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية قد دعا في وقت سابق مختلف الأطراف السياسية إلى خفض التصعيد وعقد حوار وطني عبر تشكيل لجنة تضم ممثلين عن كل الأحزاب لوضع خارطة طريق وحل ما تشهده البلاد من أزمات. ورغم مرور 10 أشهر على تنظيم الانتخابات التشريعية، لايزال مسار العملية السياسية معقدا في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل الحكومة الجديدة بسبب الخلافات بين الفرقاء السياسيين المصحوبة باحتجاجات والتي يخشى أن تؤدي إلى مزيد من تصعيد الوضع.

وبحث الرئيس العراقي برهم صالح، مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى بغداد، جنين هينيس بلس خارت، عددا من القضايا الهامة من بينها سبل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة في البلاد ودعم مسار الحوار لتسوية الانسداد السياسي. وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس العراقي، أن "هذا الأخير بحث مع المسؤولة الأممية تطورات الوضعية السياسية في البلاد وسبل الخروج من أزمتها الراهنة وضمان الأمن والاستقرار وتأمين الحوار والتلاقي بين الجميع لإيجاد حلول ناجعة تحقق تطلعات المواطنين". وأكد صالح، أن "الظروف في البلد تستدعي التزام التهدئة والدخول في حوار صادق وحريص يتناول الوضع السياسي للوصول إلى خارطة طريق واضحة المعالم، ترتكز على تغليب المصلحة الوطنية العليا وطمأنة المواطنين وترسيخ السلم الأهلي والاجتماعي وتحصين البلد".

وأكدت الممثلة الأممية دعم بعثة الأمم المتحدة للحوار بين كافة الأطراف والوصول إلى مسارات تؤمن حماية الأمن والاستقرار وتلبي متطلبات العراقيين. ويأتي ذلك في وقت، دعا فيه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، المتظاهرين إلى احترام مؤسسات الدولة وإخلائها، مطالبا القوى السياسية بالشروع في حوار وطني، لوضع خارطة طريق لحل الأزمة في البلاد. ويعاني العراق حالة من الانسداد السياسي في أعقاب إجراء الانتخابات النيابية في أكتوبر 2021 وتعثر تشكيل حكومة جديدة في بغداد وفقا لنتائج الانتخابات التي أعلنت في 30 نوفمبر من العام الماضي واستقالة نواب التيار الصدري من  البرلمان في 12 جوان الماضي وطرح "الإطار التنسيقي" العراقي يوم 25 جويلية محمد شياع السوداني، مرشحا لرئاسة الحكومة العراقية وهو ما رفضه أنصار "التيار الصدري" الذين اقتحموا مجلس النواب العراقي بـ "المنطقة الخضراء" شديدة التحصين وأعلنوا اعتصاما مفتوحا بمقر البرلمان منذ نهاية الشهر الماضي.