تهدف لإحداث إصلاح جذري في طريقة التعامل مع الأزمات

اسطنبول تحتضن غدا أول قمة إنسانية عالمية

اسطنبول تحتضن غدا أول قمة إنسانية عالمية
  • 668

تحتضن مدينة اسطنبول التركية يوم غد الإثنين وعلى مدار يومين قمة عالمية إنسانية غير مسبوقة ترمي لإحداث إصلاح جذري في طريقة التعامل مع الأزمات الإنسانية ضمن هدف يثير شكوك عدد كبير من الجهات الفاعلة في هذا المجال. ويحضر القمة وفق ما أعلنت عنه الرئاسة التركية ما لا يقل عن 70 رئيس دولة وحكومة إضافة إلى 6 آلاف مشارك يمثلون مختلف المنظمات غير الحكومية وجزء منهم يمثلون القطاع الخاص. وقال هيرف فيرهوسل متحدث باسم القمة أن "العالم يشهد اليوم أسوء وضع إنساني منذ الحرب العالمية الثانية" مشيرا إلى وجود أكثر من 130 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

ويأتي عقد هذه القمة الأولى من نوعها في وقت يشهد فيه العالم موجة نزوح غير مسبوقة ببلوغ عتبة 60 مليون لاجئ على كوكب تمزقه النزاعات ويواجه خطرا متصاعدا لتغير المناخ جعلت مختلف دول العالم والمنظمات غير الحكومية تعتبر أن النظام الإنساني الحالي يحتاج إلى تغيير جذري. وتهدف القمة التي دعا إليها الأمين العام الأممي بان كي مون إلى إطلاق سلسلة من "الأنشطة والالتزامات الملموسة" لمساعدة البلدان على تحسين استعداداتها لمواجهات الأزمات وتحديد مقاربة جديدة لإدارة التهجير وضمان موارد موثوقة لتمويل الرد عليها. واختيرت مدينة اسطنبول بصفة رمزية لاستضافة مثل هذه القمة نظرا لاستقبال تركيا لما لا يقل عن 2,7 مليون لاجئ سوري فروا من جحيم الحرب المستفحلة في بلادهم منذ أكثر من خمس سنوات، إضافة إلى أن تركيا تعتبر بلد عبور رئيسي لمختلف اللاجئين باتجاه بلدان القارة الأوروبية. ورغم التصريحات المتشائمة التي أطلقتها بعض الأطراف من هنا وهناك من إمكانية نجاح القمة فإن المشرفين عليها يأملون في أن تطلق على الأقل شرارة التحرك في الاتجاه الصحيح لمعالجة أزمة لاجئين تعتبر الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن منظمة أطباء بلا حدود أعلنت مقاطعتها لأشغال القمة بعد أن توقعت أن لا يصدر عنها أكثر من مجرد "إعلان نوايا حسنة" ولا تقود إلى أي تقدم ملموس. وقالت ساندرين تيلر من "أطباء بلا حدود" أن النظام الإنساني الحالي مفرط "البيروقراطية وينفر من المجازفة". وأضافت أنه "نظرا إلى مضمون القمة وصيغتها الحاليين من الصعب رؤيتها سوى على أنها تجمع سينتج نوايا حسنة لكنه لن يأتي بتغيير فعلي". كما اعتبرت أن القمة الإنسانية العالمية قد لا تغير أي شيء في وضع الأفراد الذين تطالهم النزاعات في سوريا أو اليمن. وعلى نقيض موقف "أطباء بلا حدود" اعتبر مدير الهلال الأحمر التركي كرم كينيك أن قمة اسطنبول يجب أن تكون "مرحلة أساسية" عبر تحديد أهداف تنموية وتعزيز نظام التمويل. وقال "ننتظر تخفيف البيروقراطية في النظام الإنساني العالمي" الذي يفترض أن "يوفر الموارد للجهات الفاعلة المحلية والصغيرة في مناطق محلية والتي تقف في الصف الأول أثناء الأزمات الإنسانية".