مع إدانة استغلال حدث تجاري في إسبانيا للترويج للاحتلال

استنكار صحراوي شديد لزيارة وزير فرنسية للمدن المحتلة

استنكار صحراوي شديد لزيارة وزير فرنسية للمدن المحتلة
السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر
  • 599
ق. د ق. د

اعتبر السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، أمس،  أن  زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية  إلى مدينتي الداخلة والعيون المحتلتين، استفزاز وتحد لقرارات الشرعية الدولية، يبرز التحالف الفرنسي المغربي  ومواصلة الدعم الفرنسي  لسياسة المخزن التوسعية في المنطقة. 

أشار السفير الصحراوي في مداخلة له في ندوة لمنتدى جريدة "المجاهد" نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمناسبة اليوم الوطني للشهيد الموافق لـ 18 فيفري، إلى أن فرنسا تجدّد اليوم عداوتها  للشعب الصحراوي ولشعوب المنطقة من خلال تشجيع الاحتلال المغربي في الصحراء  الغربية وسياسة الاستيطان ونهب الثروات، والدوس على قرارات الشرعية الدولية. وذكر بالتدخلات الفرنسية منذ السبعينيات ضد الشعب الصحراوي إلى جانب المغرب عسكريا وسياسيا وإعلاميا وغيرها، مشيرا إلى أن فرنسا ستفشل في دعمها وانحيازها الظالم للمخزن ومناوراته  مثلما فشلت في إفريقيا التي طردت منها  .

وتطرّق السفير الصحراوي إلى القمة 28 للاتحاد الإفريقي، التي تلقى فيها نظام المحتل المغربي هزيمة  نكراء وانتصرت فيها الجزائر، مؤكدا أن نجاح السفيرة الجزائرية سلمى مليكة حدادي في الانتخابات الإفريقية لنيابة مفوضية الاتحاد الإفريقي هو انتصار لقيم ومبادئ الحرية والديمقراطية وانكسار لقوى الشر والاستعمار .

في نفس السياق، أوضحت الجمعية الصحراوية لحماية ونشر الثقافة والتراث الصحراوي أن زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية لمدينتي الداخلة والعيون المحتلتين تشجيع للاحتلال على مواصلة تمرده على الشرعية الدولية. وأشارت في بيان لها إلى أن الزيارة تشكّل خرقا سافرا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.

كما تعد تشجيعا للاحتلال لمواصلته التمرّد على الشرعية الدولية والاستمرار في ارتكاب الجرائم في حق الصحراويين والإجهاز على كافة حقوقهم. وأضاف أن الزيارة، تشكّل انتهاكا صارخا لأحكام وقرارات محكمة العدل الأوروبية، ومحاولة  لتكريس الأمر الواقع وإضفاء شرعية مفقودة عبر بوابة الثقافة على التواجد اللاشرعي لدولة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية. وعبرت الجمعية عن إدانتها لهذه الزيارة اللا قانونية، التي تحيي وترسخ المسؤولية التاريخية والقانونية لفرنسا الاستعمارية وأدوارها المشينة ماديا ومعنويا فيما يتعرض له الشعب الصحراوي من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. 

وجدّدت الجمعية التأكيد بأن ثقافة الشعب الصحراوي وجذورها الضاربة في أعماق التاريخ والمتمايزة جملة وتفصيلا عن ثقافة الشعب المغربي، أكبر من أن تطمسها الاتفاقيات المشبوهة وبأن الكفاح العادل للصحراويين وتطلعاتهم المشروعة للحرية والاستقلال أقوى من كل مساعي ومؤامرات أنظمة الهيمنة والتوسّع الاستعماري. من جهة أخرى عبرت جبهة البوليساريو، أمس، عن إدانتها لاستغلال حدث تجاري بإسبانيا للترويج للاحتلال اللاشرعي في الصحراء الغربية، معتبرة ذلك انتهاكا للمواثيق الدولية.

ففي شكوى تقدّم بها ممثلها بإسبانيا، عبد الله العرابي، إلى غرفة التجارة بمدريد، أعرب الدبلوماسي الصحراوي عن معارضة جبهة البوليساريو لإدراج المناطق المحتلة من الصحراء الغربية في الملصق الإعلاني للحدث التجاري الذي يحتضنه قصر "سيبيليس" بمدريد حول الاستثمارات الاقتصادية في شمال المغرب.

وحذّر من هذا النوع من الإجراءات الغير قانونية والتي تنتهك القانون الدولي فيما يتعلق بالصحراء الغربية كإقليم منفصل ومتمايز عن المغرب. وهو ما أكده القرار الأخير الصادر عن محكمة العدل الأوروبية أكتوبر الماضي. وذكر عبد الله العرابي في الشكوى بأحقية جبهة البوليساريو في الدفاع عن الحقّ المشروع للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، بصفتها الممثل الشرعي والوحي.