وزير الخارجية السوري في زيارة مفاجئة إلى الرياض

استفاقة العرب هل تكون عبر البوابة السورية..؟

استفاقة العرب هل تكون عبر البوابة السورية..؟
  • القراءات: 642
م. م م. م

تسارعت مؤشرات انفراج العلاقات في المنطقة العربية بشكل غير مسبوق في الفترة الأخيرة  شكلت سوريا محوره الرئيسي على مقربة من موعد عقد القمة العربية بالعاصمة السعودية الرياض في  19 ماي القادم.

وكان آخر مؤشر لإذابة الجليد في هذه العلاقات، وصول رئيس  الدبلوماسية السوري، فيصل المقداد، أمس، إلى العربية السعودية في زيارة لم يتم الكشف عنها من قبل، ضمن  أول زيارة من نوعها لمسؤول سوري إلى المملكة منذ اندلاع الأزمة السورية سنة 2011.

وشكلت هذه الزيارة مؤشرا قويا على استعادة سوريا، مقعدها في الجامعة العربية التي علقت عضويتها فيها منذ سنة 2012  وخاصة وأن وصول رئيس الدبلوماسية السوري إلى الرياض جاء عشية اجتماع لوزراء خارجية تسع دول عربية يخصص لدراسة هذه القضية التي شكلت شرخا عميقا داخل المنتظم العربي.

وجاء الكشف عن هذه الزيارة في نفس اليوم الذي قررت فيه تونس وسوريا استئناف علاقاتهما الدبلوماسية في خطوة أخرى تعبد الطريق أمام عودة سوريا إلى أحضان البيت العربي بعد غياب دام أكثر من عشرية كاملة.

وأكد بيان سوري  ــ تونسي مشترك إعادة فتح السفارة السورية في تونس وتسمية سفير لدى هذه الأخيرة في إجراء مماثل سبق وأعلنت عنه تونس في الثالث أفريل الجاري بعد أن طلب الرئيس، قيس سعيد، طلب من وزير خارجيته في الثالث أفريل الجاري الشروع في إجراءات تعيين سفير في دمشق.

ويأتي الإعلان المشترك بين تونس ودمشق لاستئناف علاقاتهما في وقت أبدت فيه عدة دول عربية دعمه لعودة سوريا الى الجامعة العربية وشغل مقعدها الذي تم تعليقه  قبل 12 سنة.

وتعززت ديناميكية انفراج الأوضاع في المنطقة العربية أيضا في ظل مؤشرات أخرى لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن بعد اقتناع أطرافها بأن  مواصلتها ضرب من الجنون في ظل التطورات الدولية التي أفرزتها الحرب في أوكرانيا والتي أبانت على توجه لميلاد محاور وأقطاب عالمية بدأت معالمها ترتسم في المشهد الدولي بما يحتم على العرب وكل المسلمين عدم تضييع فرضة فرض مواقفهم في عملية إعادة ترتيب خارطة عالم هذه الألفية.

وهي رياح بدأت تتكرس أيضا في  ليبيا التي بدأت تسير هي الأخرى على طريق انفراج قريب  بين  اطراف ازمتها الذين ازدادوا قناعة أن الشقاق بينهما سيؤدي حتما إلى مزيد من الصراع وربما العودة إلى لغة السلاح من جديد وهو ما جعلهم يتفقون ضمنيا على أن الانتخابات  الرئاسية  قبل نهاية السنة الجارية يجب أن تكون مفتاح انفراج 12 سنة من صراع خرج الجميع منه خاسرين.

وتكون الدول العربية في سياق هذه المؤشرات الإيجابية قد اقتنعت أخيرا أن احتلال مكانة لها في المنتظم العالمي الموجود قيد إعادة التشكيل من جديد ولأول مرة منذ انتهاء الحرب الباردة، لن يكون إلا من خلال توحيد موقفها كقوة عالمية تمتلك كل مقومات القوة السياسية والاقتصادية التي تؤهلها لقول كلمتها في اتخاذ القرارات العالمية بعيدا عن أي تأثيرات لقوى أجنبية ضاغطة.

وهي مقاربة اقتنعت بها أيضا قوى إقليمية على مشارف الوطن العربي وخاصة تركيا وإيران اللتين اقتنعتا أن قوتهما  في مواجهة تحديات الراهن الدولي تستمد حتما من محيطهما العربي  وهو ما يفسر إذابة الجليد العالق في العلاقات بين سوريا وتركيا وبين هذه الأخيرة ومصر وبين العربية السعودية وإيران.

وتكون هذه الدول جميعها، عربية وإسلامية وانطلاقا من وعي حضاري ومصير مشترك فضلت تجاوز خلافاتها  الظرفية لصالح حسابات استراتيجية تضييعها سيزيد من حدة الشقاق والفرقة في منطقة تحوز على كل مقومات القوة ورفع تحدي تكوين قوة جهوية قادرة على المنافسة ويحسب لها حسابها والتي تسبب فقدانها  في ما يعانيه الشعب الفلسطيني من مآسي يومية  على يد قوات احتلال ماضية في طغيانها وخططها لابتلاع الأرض الفلسطينية أمام أعين اكثر من مليار مسلم.