في أعلى حصيلة في قطاع غزة

استشهاد 42 فلسطينيا في غارة استهدفت مسكن رئيس حركة "حماس"

استشهاد 42 فلسطينيا في غارة استهدفت مسكن رئيس حركة "حماس"
  • القراءات: 700
ق. د ق. د

خلفت غارات جوية إسرائيلية استهدفت، صباح أمس، منزل قائد حركة المقاومة حماس، يحي سينوار، استشهاد 42 فلسطينيا من بينهم ثمانية أطفال ضمن أكبر حصيلة قتلى تسجل في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أسبوع.

وارتفعت حصيلة الغارات الجوية الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة تزامنا مع انطلاق جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي خصّصت لبحث التطوّرات الحاصلة في الاراضي الفلسطينية جراء العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة المقترفة في حق أبناء الشعب الفلسطيني منذ ثمانية أيام. وحذر الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس في افتتاح هذه الجلسة من أن الوضع ينذر بكارثة أمنية إنسانية، من الصعب التحكم فيها في إشارة بضرورة القيام بتحرك سريع لضبط الموقف. وهو تحذير عززته تصريحات، روبرت مارديني، المدير العام لهيئة الصليب الأحمر الدولي الذي أكد، أمس، "أنه لم يسبق له أن شاهد تصعيدا للصراع  بمثل ما هو واقع الآن من خلال عمليات قصف إسرائيلية غير مسبوقة ضد سكان قطاع غزة الاكثر كثافة سكانية في العالم" وهو ما جعله يدعو مجلس الأمن إلى ممارسة كل أشكال الضغط لوقف هذا التصعيد.

وأكدت مصار استشفائية فلسطينية من جهتها أنه لم يسبق لعمليات القصف أن عرفت مثل هذه الحدة ضمن تصعيد إجرامي رفع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى نحو 209 شهيد من بينهم 58 طفلا وآلاف المصابين ودمار لا يوصف للبنى التحتية في هذا الجزء المحاصر من الأراضي الفلسطينية. وقال أبو أنس عشقاناني الذي يقطن بحي الرمال المستهدف في هذه الغارة  أنه فقد زوجة أخيه وأربعة من أبنائه الذين كانوا نياما لحظة عملية القصف التي وصفها بالجحيم الذي لا يوصف. ولم تتمكن مصادر فلسطينية التي أكدت الغارة على منزل قائد حركة حماس  من تحديد مصير، يحي سينوار وما إذ كان لحظتها في بيته المستهدف.

وقال بيني غانز بعد لقاء مع المبعوث الأمريكي إلى المنطقة، هادي عمر أنه جد ممتن للولايات المتحدة التي دافعت عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه ما وصفها بـ"الهجمات الارهابية" في إشارة إلى رد الفعل الفلسطيني على تجاوزات المستوطنين ضد سكان القدس وحي الشيخ الجراح التي كانت سببا في اندلاع هذه المواجهات. وراح غانز يؤكذ كاذبا أننا على نقيض أعدائنا نحرص على تفادي إلحاق الأذى بالسكان المدنيين ولكنه لم يقل كيف طمر 58 طفلا تحت أنقاض منازلهم وهم نيام أو اكيف استشهدت عشرات النسوة في بيوتهن. وفي ظل هذا التصعيد يعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يوم غد اجتماعا طارئا بتقنية التواصل عن بعد  لبحث الموقف تجاه التدهور الخطير للأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال جوسيب بوريل وزير خارجية الاتحاد الاوروبي، أنه دعا إلى عقد هذا الاجتماع الطارئ بسبب التدهور الخطير للأوضاع في في فلسطين وسقوط ضحايا مدنيين والعمل للخروج بتصور لوضع حد للعنف المستشري. ودخل العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني اليوم، أسبوعه الثاني في وقت بقيت فيه مواقف مختلف الدول تجاه ما يجري محتشمة إن لم نقل متواطئة مع مجازر تقترف منذ اسبوع كامل ليل نهار ضد مدنيين أبرياء بذريعة محاربة الارهاب وكسر شوكة المقاومة الفلسطينية.

فمن الولايات المتحدة إلى دول أوروبا والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الأخرى وصولا إلى الدول العربية بقي الجميع يتفرج على عمليات تقتيل جماعية في حق أبرياء تجاوزت في درجة فظاعتها جرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب ويتعين ايجاد وصف جديد لها. ورغم أن أركان الجريمة قائمة فإن دولا لا تجد حرجا في تسوية المجرم مع الضحية ووضعهما في نفس الكفة  دون ان تبحث في دوافع الرد الفلسطيني ودرجة الحيف والهوان المسلط عليه والذي جعله لا يستطيع السكوت حتى وان كلفه ذلك قوافل الشهداء الذين يسقطون في كل يوم والدمار الذي تركته  عمليات القصف الجوي والمدفعي المسلط على قطاع غزة.

وهو الموقف الذي سجله الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي لم يقل للوزير الاول الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اكثر من أنه "قلق جدا" تجاه المجازر التي تقترفها قوات جيشه ضد المدنيين الفلسطينيين مؤكدا على "حق إسرائيل ضمان أمنها" وراح في مقابل ذلك وفي مكالمة هي الأولى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ انتخابه، يصر على ضرورة وقف المقاومة إطلاق صواريخها ضد الأهداف الإسرائيلية في تنكر لحجم المعاناة التي طالت الفلسطينيين ضمن عدوان يصر جيش الاحتلال على مواصلته.

وعلى نفس نهج الموقف الأمريكي راح وزير الخارجية الالماني، هيكو ماس يدعو الاسرائيليين والفلسطينيين إلى وقف أعمال العنف  والبدء في مفاوضات مباشرة بينهما، وبضرورة وقف إطلاق الصواريخ باتجاه الأهداف الاسرائيلية وأعمال العنف، ولم تكن له الجرأة لتسمية الأشياء بمسمياتها والحديث عن الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي المتواصلة ضد الأهداف الفلسطينية في قطاع غزة منذ الاثنين الأخير رغم إقراره أن الوضع متفجر.